قائمة الموقع

الحاجة هدى:كرمال القرضاوي نقضت وعدي

2013-05-09T16:39:38+03:00
الحاجة هدى الدحنون
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

بعباءتها السوداء داكنة اللون، وطرحة الرأس ناصعة البياض، تتعكز الحاجة الستينية هدى الدحنون على "كنّتها"- زوجة ابنها-، وسط مهرجان "دماء الشهداء مداد العلماء" الذي أقيم بمدينة غزة احتفالا بزيارة الشيخ يوسف القرضاوي لها.

وعلى الرغم من انكسار قدمها اليمنى، ومعاناتها من بعض الأمراض، إلا أنها أصرّت على المشاركة في المهرجان، فور سماعها خبر وصول القرضاوي هناك.

بالكاد تسير خطوتين ثم تتوقف قليلاً؛ لتمسح العرق الذي كسا جبينها، والدموع التي تشوقت لرؤية العلامة القرضاوي.

تعدل من وضع "شاشتها" –طرحة الرأس- وتُمَكِنها، وتقول "قدِمت من شمال القطاع رغم أمراضي المتعددة، وأرى الكتيبة قد ملأها أهل غزة، وإن لم أجد مقعداً لن أقصر في أن أبقى واقفة طوال المهرجان".

نذرت لربها ألا "تهاهي" – تغني مواويل النساء بالمناسبات-، بعد استشهاد أبناء شقيقتها الاثنين، إلا أنها كسرت اليمين من شدة فرحتها، وبلا عمدٍ بعد أن رُوِيَت عينيها برؤية القرضاوي وقدماه تطآن أرض غزة.

"يكفيني فخراً أن رئيس اتحاد علماء المسلمين حلّ ضيفاً على أرض غزة، ولم يزر القطاع صناع دولة الاحتلال، -تمسح جبينها ثم تكمل الحاجة هدى- (..) من يتطاول على زيارة الشيخ القرضاوي، لماذا لم يرفع صوته عند زيارة أوباما لرام الله".

أرهقها الوقوف وهي تنقل مشاعرها لـ"الرسالة نت" أثناء تغطية فعاليات المهرجان بساحة الكتيبة.

وكان العلامة يوسف وصل لقطاع غزة، الأربعاء، وحصل على شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية، بعد كلمة ألقاها في مؤتمر لوزارة الأوقاف بعنوان الأقصى والمسرى، ونظمت الحكومة الفلسطينية مهرجاناً احتفالاً به.

لم تتحطم معنويات الحاجة هدى من زيارة الشيخ لغزة، بل رفعت من درجة أملها بالقول " لا أتوقع أن تتشتت المصالحة بقدوم القرضاوي لغزة؛ مثلما يتحدث الآخرون، وأتنبأ أن تكون المصالحة أسرع بعد زيارته".

تعود وتتعكز مرة أخرى على "كنّتها"، وترفع بصوتها "تهاهي" قائلةً "يوووي يا أهلا وسهلاً وسبعمية ترحيب.. يوووي وربنا يبارك فيك يا شيخ قرضاوي زي ليالي العيد.. يوووي ويا حشاك يا قمر من بين النجوم تغيب.. يوووي وإحنا يا شباب فلسطين ما حد يقدر يحاكينا.. يوووي يا وجه حيلة العدو لمنه يلاقينا.. يوووي يلي لو اصفر لونه ما يقدر يحاكينا".

تشعر الحاجة براحة القلب وتبتسم، وتقول "ما بأعرف كيف طلعن هدول معاي من الفرحة".

همّت بالسير مرة أخرى متجهة للبحث عن مقعد؛ لترتاح من وقفة أوجعتها في منتصف الشارع على أطراف ساحة الكتيبة.

اخبار ذات صلة