قائد الطوفان قائد الطوفان

"اللاسلكي" يقحم نفسه في المطاعم ومكاتب التاكسيات

جهاز لاسلكي (الأرشيف)
جهاز لاسلكي (الأرشيف)

غزة - فادي الحسني

تقدم بخطوات معدودة باتجاه طاولة في منتصف المطعم واضعا يديه خلفه وعلى خصره يعلق جهازا لاسلكيا موصولا بسماعة أذن. قدم التحية للزبائن بالانحناء قليلا، ثم عرض عليهم قوائم الأكل والمشروبات. تنحى جنبا دقيقتين ثم عاد وسأل الزبائن : ماذا تحبون أن نقدم لكم؟.

تلك الهيئة التي خرج بها النَادِل محمود العامل في أحد مطاعم مدينة غزة، أثارت ريبة الزبائن، لولا أنهم استدركوا لاحقا أن ذاك الجهاز اللاسلكي يستخدمه النادل لتسهيل عملية التواصل فيما بينهم داخل المطعم، ولتقديم الطلبات في أقل وقت ممكن للزبائن.

يقول النَادِل محمود إنه لم يكن متشجعا لفكرة استخدام الجهاز اللاسلكي لولا أن إدارة المطعم فرضت عليهم استخدامه، مشيرا إلى أن الغاية من استخدامه هو تجنب المناداة على زملائه بصوت مرتفع أمام الزبائن للمحافظة على الهدوء.

ووقعت فكرة استخدام جهاز اللاسلكي في المطاعم، بين الرفض والتأييد في أواسط الزبائن الذين استطلعنا آراءهم، لكنهم أجمعوا على أنها للوهلة الأولى تبدو باعثة على الشك وبخاصة أن الهيئة التي يظهر فيها النَادِل حاملا للجهاز تبدو أقرب الى رجال المباحث أو عناصر حماية الشخصيات (البودي جارد).

وجرت العادة في قطاع غزة أن تستخدم الاجهزة اللاسلكية بين عناصر الأمن وعناصر المقاومة بمختلف أذرعها العسكرية، غير أن ادخاله إلى المطاعم أمر قد يقلل من شأنه كجهاز كان يستخدم لمهمات عسكرية بحتة.

وأصبح من السهل على المواطن العادي في قطاع غزة اقتناء الجهاز الذي تبلغ كلفته حوالي 300 شيكل (70 دولار) وفق تجار. علما أن الاستماع إلى الموجات الخاصة بفصائل المقاومة، يتطلب عملية ما يسمى بـ"دق" الجهاز، أي برمجته إلكترونيا حتى يستقبل الموجة المراد الاستماع اليها، بكلفة تصل 10 شيكل (3 دولار) عبر منافذ البيع.

وكان من المحظور حمل العامة للجهاز اللاسلكي قبل زمن، بينما اسهم الانفتاح على مصر عبر الانفاق عام 2007 في توريده بكميات كبيرة، وأصبح بإمكان المواطن العادي التوجه إلى محالات الهواتف النقالة والأجهزة الخلوية لحيازته.

الملفت أن الجهاز اصبحا واحدا من اساسيات العمل في مكاتب التاكسيات الخاصة، حيث يستخدمه السائقون للتواصل مع ادارة المكتب للإخبار عن خطوط السير التي سيسلكونها برفقة الزبائن، ومعرفة التسعيرة الخاصة بنقل الركاب حيث تختلف من منطقة إلى أخرى داخل القطاع البالغة مساحته 365 كم.

ويقول أبو زيدان مدير "مكتب تاكسيات روما" إنه اضطر لشراء نحو عشرة أجهزة لاسلكية بالإضافة إلى الوحدة المركزية الخاصة بتوحيد الاتصال بين تلك الاجهزة على موجة واحدة، بمبلغ 12 ألف شيكل (3200 دولار)، لأجل توفير الاتصال بالسائقين بعيدا عن دفع الفواتير للهواتف المحمولة. فضلا عن أن الجهاز يتطلب إقامة أبراج لتقوية الارسال.

وأشار مالك المكتب إلى أن الاتصال بالجهاز اللاسلكي لا يتطلب سوى شحنه بالطاقة، بدون دفع فواتير شهرية أو ما شابه، موضحا أن استخدام الجهاز بات يعتبر أساسيا في عمل مكاتب التاكسيات.

وأصبح استخدام الجهاز اللاسلكي في أوساط السائقين، مادة للتندر بين العامة، خصوصا أن السؤال دائم التردد عبر اللاسلكي بين ادارة مكاتب التاكسيات والسائقين هو(مين فاضي وقريب؟).

البث المباشر