قائد الطوفان قائد الطوفان

"مزارعو الحدود" يجنون ثمار التهدئة‎

 أبو أشرف قديح خلال حصد محصول القمح
أبو أشرف قديح خلال حصد محصول القمح

الرسالة نت – خانيونس (لمراسلنا)

على بعد 100 متر من الشريط الحدودي شرق خانيونس جنوب قطاع غزة انهمك الستيني أبو أشرف قديح وزوجته في حصد محصول القمح, ويسابق الزمن خشية أن تصيبه طلقات الجنود (الاسرائيليين) المتمركزين على الحدود.

يعتري ابو أشرف الفرح بينما يحصد أرضه لأول مرة منذ 12 عاما انقضت بمنعه من الوصول إليها نتيجة العدوان (الاسرائيلي) المتكرر على المزارعين, وفرض الاحتلال عدم الاقتراب من الشريط الحدودي قبيل اتفاق التهدئية عام 2012.

وكانت قوات الاحتلال أنشأت على الشريط الحدودي ما أسمته بـ "المنطقة العازلة" تتراوح مسافتها من 300 مترٍ في بعض المناطق إلى 1 كم في مناطق أخرى, وتبرر فرضها بمنع التهديدات من فصائل المقاومة الفلسطينية.

ويمتلك أبو أشرف ثمانية عشر دونمًا على الشريط الحدودي, استطاع أن يزرع ثمانية منها فقط، قبل أن تمنعه قوات الاحتلال من زراعة باقي أرضه لتماسها مع السلك الممتد على طول الحدود.

ويقول لـ "الرسالة نت" وقد غشي العرق جبينه "الحمد لله أول سنة أزرع في أرضي على الحدود منذ 12 سنة وتمكنت من زراعة 8 دونمات من أصل 18؛ نظرا لأن الاحتلال أطلق علينا النار عندما اقتربنا أكثر من الشريط الفاصل".

يمسح جبينه ويصوب نظره ناحية أطراف أرضه الممنوع من الوصول إليها، ويلوح بيده قائلا "حاولت الوصول أكثر من مرة إلى كل تلك المساحة", مستدركًا بأن قوات الاحتلال باشرتهم بإطلاق النار لمنعهم من الوصول إليها .

ويضيف "في أحد الأيام جاء متضامنون معنا واصطحبناهم إلى أراضينا وأحضرنا سيارة الحرث واقتربنا مسافة 50 مترًا من الشريط الحدودي، لكن الاحتلال أطلق النار علينا وأصاب إطار السيارة, وطلب الابتعاد مسافة 150مترًا.

ويستذكر الستيني الماضي الذي كان يتمتع فيه بالوصول فيها إلى الشريط الفاصل, ويقول ساخرا "كنت أربط بغلتي على السلك".

ويضيف "مع اندلاع الانتفاضة تعرضت أراضينا للتجريف والدفيئات الزراعية للتدمير من قبل جرافات وآليات الاحتلال الاسرائيلي وحرمنا من الوصول إليها".

ويجري الحاج قديح مقارنة بين العام الجاري والعشر الماضية، فيقول " العام هذا أفضل بكثير، فأنا أزرع وأفلح في أرضي التي حرمت منها", آملًا أن يتمكن العام المقبل من زراعة وفلاحة باقي أرضه.

ويشير إلى أنهم يتعرضون -رغم التهدئة المعلنة- في كثير من الأوقات لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال, ويعلق على ذلك بالقول "مهما عملوا اليهود سنتشبث بأرضنا ولن نغادرها أبدا وسنبقى نزرع فيها حتى ينبت الامل والمستقبل لأبنائنا".

وبعد الفراغ من الحصاد يحزم المزارع قديح المحصول ويجمعه، استعدادا لتهيئته لعملية  "الدراسة". ويوضح بأنهم يضطرون -نظرا لتعرضهم لإطلاق نار متكرر- إلى نقل حزم المحصول لمكان آمن.

ولا يختلف شعور المزارع علي القرا عن نظيره قديح, فتغمره السعادة هو الآخر بينما يجني ثمار أراضيه التي كان محروما من الوصول إليها والاستفادة منها، بفعل مضايقات الاحتلال.

وسادت الخشية لدى القرا بعد زراعة الارض أن لا تسمح قوات الاحتلال للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم، ويقول "كنت خايف دايمًا من أن اللي زرعناه مش حنقدر نحصده"

وبخلاف المزارع قديح فقد تمكن المزارع القرا من حصد ودراسة المحصول في ذات المكان على الشريط الحدودي.

ويتابع "بعد العدوان الأخير على غزة تمكنا من الزراعة والحصاد بهدوء ونحصد، وكذلك دراسة القمح في نفس المكان", لافتا إلى أنهم كانوا نقلون "الغلة" من الأرض إلى منطقة آمنة قبل العدوان.

وببساطة المزارعين يقول وقد تهلل وجهه بابتسامة عريضة "راح نأكل هذا العام من  قمح التهدئة".

البث المباشر