نظمت "منظمة اتحدوا ضد الفاشية" مظاهرة اليوم السبت في حديقة هايد بارك بلندن ضد ازدياد الحملات المعادية للمسلمين في بريطانيا وردا على دعوة "رابطة الدفاع الإنجليزية" المعادية للإسلام لتنظيم مسيرة إلى حي "وولويتش" في لندن.
وكانت "رابطة الدفاع الانجليزية" نظمت دعوة لتنظيم مسيرة لحي وولويتش بلندن، لوضع أكاليل زهور في الموقع الذي قَتل فيه رجلان مسلمان الجندي البريطاني لي ريغبي يوم 22 مايو/أيار الماضي.
وأعلنت "رابطة الدفاع الإنجليزية" -التي توصف بالعنصرية- إلغاء مسيرتها قبل أن تعتقل الشرطة البريطانية زعيمها تومي روبسون ظهر السبت بتهمة عرقلة عمل الشرطة بعد أن حاول الوصول إلى مكان مقتل الجندي.
واحتشد عدد من المناهضين للعنصرية في المكان الذي قتل فيه الجندي، وبينما شارك عدد آخر جنبا إلى جنب مع الشباب المسلم في حماية المساجد من استهدافها هذا اليوم من قبل عناصر اليمين المتطرف، شددت الشرطة إجراءاتها الأمنية بعد التصعيد الذي قامت به جماعات اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة الماضية.
وألغيت مسيرة لليمين المتطرف بعنوان "مسيرة الشرف"، وكان من المقرر أن يضع ممثلو عدة منظمات عنصرية أوروبية أكاليل الزهور في المكان الذي قُتل فيه الجندي، في حين منعت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أميركييْن معادييْن للإسلام من دخول البلاد للمشاركة في مسيرة الجماعات اليمينية المتطرفة بلندن التي كانت مقررة اليوم.
إجراءات متعددة
وقالت مصادر خاصة -في تسريبات للجزيرة نت- إن اجتماعات ولقاءات عقدت بين "رابطة الدفاع الإنجليزية" وجماعات يمينية متطرفة بأميركا وأوروبا لتصعيد الحملات ضد المسلمين والمراكز الإسلامية، وإن جماعات اليمين المتطرف تبنت إستراتيجية توسيع المظاهرات في كل المدن البريطانية هذا الصيف، وإن اليمين المتطرف أطلق على حملته هذه اسم "صيف الانتقام".
ومع تصاعد الحملات العنصرية بشكل غير مسبوق، أبقت الشرطة الحراسة مشددة على المساجد والمراكز الإسلامية في البلاد على مدار الساعة، في حين تتعامل الجالية المسلمة مع الأوضاع بجدية وتتخذ إجراءات أمن احترازية، وبقيت التحذيرات قائمة في ظل تصاعد التحريض والخطاب المعادي للإسلام.
وحذرت الشرطة قادة "رابطة الدفاع الإنجليزية" من الذهاب إلى مسجد كبير في شرق لندن أو دخول منطقة تاور هاملتس التي تسكنها جالية مسلمة كبيرة.
كما عقد في مسجد لندن الرئيسي اجتماع ضم ممثلين لعدد من المراكز والمؤسسات الإسلامية في أوروبا لبحث مسألة التصعيد العنصري المعادي للإسلام، إضافة لجهود الجالية المسلمة في البلاد الرامية لوقف الحملات التي تستهدفها ومؤسساتها.
وقالت منسقة "منظمة اتحدوا ضد الفاشية" سابي دهاليو -في حديث للجزيرة نت- إن منظمتها تعارض بشدة دعوة "رابطة الدفاع الإنجليزية" لهذه التحركات في عيد القوات المسلحة الذي يصادف اليوم، وإن مسيرة اليمين المتطرف إلى "وولويتش" واستغلال مقتل الجندي ريغني يشكلان إهانة لذكراه ولأسرته التي قالت إنها لا توافق على أن تستخدم هذه الجماعات مقتله في بناء منظماتها.
وأكدت دهاليو أنه سجلت هجمات على مساجد لتجمعات إسلامية أخرى، وخُطت كتابات عنصرية في أماكن بعض هذه الهجمات.
ودعت الناس إلى الانضمام للحملات ضد هذه الرابطة، مشيرة في هذا الصدد إلى ضرورة أن يقوم المنتخبون بحث نوابهم في مجلس العموم على التحدث علنا ضد الرابطة والزيادة الملحوظة في الهجمات المعادية للمسلمين منذ مقتل ريغبي.
حملة منسقة
ومن جانبه، قال مدير "مرصد الشرق الأوسط" الدكتور داود عبد الله إن أحداث اليوم تأتي ضمن الحملات التي تقودها "رابطة الدفاع الإنجليزية" والجماعات المتطرفة الأخرى عقب مقتل ريغبي.
وأوضح عبد الله -في حديث للجزيرة نت- أن الجماعات العنصرية نظمت مظاهرات في بريطانيا وكذلك أمام المساجد والمراكز الإسلامية، في إطار حملة منسقة مع أطراف داخل وخارج بريطانيا.
وأكد أن اليمين المتطرف كان قد دعا متطرفين من أميركا للمشاركة في فعاليات اليوم، مما دفع الحكومة البريطانية لإعلان منعهم من دخول البلاد.
وأشار إلى أن هذه الحملات متصاعدة ولها أبعاد داخلية وخارجية، وجميعها تستهدف وجود المسلمين في الغرب ومصالحهم، منبها -في الوقت ذاته- إلى أن هناك إجراءات تتخذها إدارات المساجد والهيئات الإسلامية للعمل مع الجهات القانونية في البلاد، حيث وفرت الشرطة الحراسة للمساجد في كثير من الأماكن في لندن وخارجها.
وأضاف عبد الله أن جميع الهجمات والاعتداءات ضد المسلمين تُرصد وتُسجل، وتقدم الأسماء والأدلة للجهات المعنية، وذلك بالتوازي مع تنظيم أنشطة مضادة بالتنسيق مع هيئات إسلامية ومنظمات مناهضة للفاشية والعنصرية.
ورفض القول إن المسلمين في بريطانيا يقفون موقف المتفرج مما يحدث لهم اليوم، مشددا على أن المسلمين لا يستطيعون أن يأخذوا القانون بأيديهم، بل ينبغي على الجميع احترام القانون لأنه مرجع للجميع، مشيرا إلى أن المسلمين ليسوا وحدهم في هذه المعركة.
الجزيرة نت