أكد الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أن جماعته لن تتخلى عن حقها الدستوري في إدارة البلاد، وأن الرئيس محمد مرسي سوف يبقى على منصبه بحسب النص الدستوري الجاري بالبلاد.
وقال غزلان في حوار خاص مع "الرسالة نت"، الأربعاء: "كل الخيارات أمام جماعة الإخوان مفتوحة للتعامل مع تطورات المشهد في مصر، ولن نلجأ للغة العنف في التعامل معهم برغم المجزرة التي ارتكبت أمام جامعة القاهرة".
وكان مسلحون أطلقوا النيران صوب حشد جماهيري مؤيد للرئيس محمد مرسي أمام جامعة القاهرة، وقتل على إثرها ما يزيد عن 17 مواطنًا مصريا وأصيب عشرات آخرين.
وشدّد غزلان على موقف جماعته الداعي للحوار والنقاش لحل الأزمة السياسية الجارية بمصر، معقبّا: "لا تحاولوا معنا طريقًا آخر لأنه ليس في صالحكم".
وأضاف: "من يعتقد أن الأمور ستعود إلى الوراء، سيشعر بعظيم الندم حينها، وعليه مراجعة التاريخ جيدًا ليتعرف على خطأه".
ودعا غزلان، القوى السياسية المعارضة إلى احترام القاعدة الدستورية بالبلاد، والذهاب الى مراجعة المسار السياسي خلال العام المنصرم، كي تتجنب مصر ويلات الخصومة والعنف التي تدور بالبلاد.
ورفض غزلان الاتهام الموجه للرئيس محمد مرسي، بالتقصير في مهامه، متسائلا عن الفرصة التي أعطيت له خلال العام المنصرم.
وتابع:" وسائل الإعلام الخاصة الممولة من قبل النظام القديم، عملت على مدار الساعة على تحريض الشارع، والنيل من هيبة الدولة ومن سمعة الرئيس، فضلًا عن المظاهرات والعصيان المتعمد في وزارات ومحافظات الدولة".
وأشار الى أن جماعته وضعت نفسها في حالة طوارئ بصحبة فصائل من التيار الإسلامي والوطني المؤيد للرئيس مرسي، بغرض التعامل مع مجريات الواقع الميداني في مصر.
واستطرد: " سندافع عن حقنا الدستوري لآخر نقطة دم في عروقنا، وأكدنا أننا لن نلجأ للعنف في مليونياتنا كافة، عكس ما شهدته مظاهرات المعارضة الدموية التي سقط بسببها عشرات المواطنين وحرقت الممتلكات الخاصة والعامة في الدولة".
وتساءل عن دور الأجهزة الأمنية في حماية تلك المقار، مجيبًا: " سنحمي مقارنا في الوقت المناسب، العالم شاهد على ما جرى من جرائم بحق جماعة الإخوان، ويرى أيضا صمتها والتزامها في التعامل مع الأحداث لتفويت الفرصة أمام شبح الحرب الأهلية".
وحمًل قوى المعارضة مسئولية إراقة الدماء التي نزفت أمام مقار الإخوان وقتل المتظاهرين أمام جامعة القاهرة، مجددًا تأكيد جماعته على حقها في محاسبة كل من تورط في الدم المصري، وفق تعبيره.
وتشهد الأوضاع في مصر حالة إرباك سياسي، في ظل استمرار المظاهرات المؤيدة وأخرى معارضة للرئيس محمد مرسي، وكان آخرها ارتكاب مجزرة أمام جامعة القاهرة في حشد لمناصري الرئيس.
ويصر قادة المعارضة المصرية رفض اللجوء إلى الحوار مع الرئيس محمد مرسي، مطالبين بتنحيته عن كرسي الرئاسة كشرط للحوار معه.
وفي ذات السياق، رفض غزلان الانذار الذي وجه من الجيش المصري، موضحا أن مؤسسة الجيش ليس من شأنها التدخل في العملية السياسية بالبلاد، ومؤكدًا على دستورية الرئيس في التعامل مع المشهد الدائر بالبلاد.
وشدّد على احترام جماعته لمؤسسة الجيش وحرصه على استتباب الأمن بالبلاد، مكملًا: " نعرف حب الجيش للوطن ونحترم ذلك، بيد أن المشكلة ليس في يد جماعة الإخوان أو الرئيس مرسي، بل لدى من يرفض الحوار ويصر على لغة العنف وقتل الآمنين"
وكان الجيش المصري قد أصدر إنذارا دعا فيه القوى السياسية الى ضرورة اللجوء للحوار خلال أربع وعشرون ساعة، وإلا فهو من سيحدد مصير خارطة البلاد.
مؤامرة مفضوحة
من جانب آخر، قال غزلان إن ما يجري في بلاده لا تخلو منها خيوط مؤامرة من دول عدة، تخشى من تأثير نجاح جماعته على طبيعة المشهد السياسي في بلادهم.
ورفض تسمية الدول التي تقف خلف هذه المؤامرة، واكتفى بالقول: "من أخطأ بحقنا اليوم، سيعتذر غدًا".
ورفض غزلان المقارنة بين الأوضاع التي تجري في بلاده مع الأوضاع الجارية بسوريا، مضيفًا "من يدعم الطاغوت في سوريا، هو ذاته من يدعم الجريمة والتمرد في مصر، وجميعهم يحاربون فكرة وصول الحركة الإسلامية للحكم".
وأكمل: "هل من جاء عن طريق صندوق الانتخابات، كمن جاء عن صندوق الدبابة؟ ونحن ندافع عن حق دستوري وليس عن حق شخصي".
ودعا الأطراف المعنية، إلى الكف عن التحريض ضد المشهد المصري، بغية الحفاظ على أمنها وحماية دماء المصريين من العنف الممول من قبلهم.