قائمة الموقع

مقال: مرسي وسحرة فرعون

2013-07-04T07:38:43+03:00
وسام عفيفة
بقلم/ أ. وسام عفيفة

منذ فجر التاريخ، عند أول مواجهة بين النبي موسى الثائر وفرعون بطاغوته وظلمه الذي واجهه ذلك اليوم بسلاح التضليل واللعب بالبيضة والحجر وشغل "الجلا جلا" فإن الأخير استدعى السحرة لترهيب من يفكر بتأييد النبي موسى.

أما اليوم فرغم غياب فرعون مصر خلف القضبان فإن سحرته ظلوا طلقاء, ولم يتوبوا وهم يلقون عصيهم في شاشات الفضائيات السلاح الأهم لغسل دماغ المصريين.

المشهد الآخر يلخصه المثل الشعبي: "العرس في عمورية وأهل البريج بتزرع", يعني أن الصراع في القاهرة وفي رام الله يستعد العباسيون للاحتفال بسقوط مرسي, وأقلامهم وبياناتهم تقول: "لنردن غزة بعد القاهرة, ولنقيمن عليها ثلاثا نشرب الخمر وننحر الجزور وتغني علينا القيان حتى تسمع بنا العرب ولا يزالون يهابوننا".

ولما كان استنساخ النعجة دوللي ثورة في عالم الاستنساخ حين كانت أول محاولة لاستخلاص واستنبات أجنة صناعية تنمو لإنتاج أشخاص توأمية متشابهة ومتطابقة, فإن بعض جهابذة الإعلام والسياسة والسلطة رأوا أن الاستنساخ يمكن أن يطبق على التجارب الثورية والصراعات السياسية متجاهلين التاريخ وخصائص الشعوب.

من التاريخ قال المسعودي‏:‏ لما فتح عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه البلاد على المسلمين من العراق والشام ومصر وغير ذلك كتب إلى حكيم من حكماء العصر‏:‏ إنا العرب قد فتح اللّه علينا البلاد ونريد أن نتبوأ الأرض ونسكن البلاد والأمصار فصف لي المدن وأهويتها ومساكنها وما تؤثره الترب والأهوية في سكانها‏.‏

فكتب إليه‏:‏ أما أرض مصر فأرض قوراء غوراء ديار الفراعنة ومساكن الجبابرة ذمّها أكثر من مدحها. هواؤها كدر وحرّها زائد وشرّها مائد. تكدر الألوان والفطن وتركب الإحن وهي معدن الذهب والجوهر ومغارس الغلات‏. غير أنها تسمن الأبدان وتسودّ الإنسان وتنمو فيها الأعمار. وفي أهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة‏.‏ وهي بلدة مكسب ليست بلدة مسكن لترادف فتنها واتصال شرورها‏.‏

وقيل أيضا أن فرعون لما غرق ومعه أشراف مصر لم يبق من الرجال من يصلح للمملكة فعدّ الناس في مراتبهم بنت الملك ملكةً وبنت الوزير وزيرةً وبنت الوالي وبنت الحاكم على هذا الحكم وكذلك بنات القوّاد والأجناد فاستولت النساء على المملكة مدة سنين وتزوّجن العبيد واشترطن عليهم أن الحكم والتصرف لهنّ‏.‏

وبناء على أن العرق دساس, يبدو أن هناك من بقي من ذرية هؤلاء وتم الزج بهم في حرب الإعلام والميادين, وسياسة "الخمسة بلدي". 

لهذا كله قالوا: لو أمطرت السماء حرية لرأيت العبيد يحملون المظلات.

اخبار ذات صلة