تتفاقم معاناة الأسير القائد عبد الله البرغوثي، مع استمرار تردي وضعه الصحي الذي يمر به، في ظل صمت عربي ودولي تجاه قضيته.
وأكد توفيق أبو نعيم رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين، أن الوضع الصحي للأسير عبد الله البرغوثي، في غاية الصعوبة نتيجة الإضراب المتواصل عن الطعام منذ أكثر من 70يومًا.
وقال أبو نعيم في تصريح خاص لـ "الرسالة نت" صباح الأحد:" بدأ الأسير البرغوثي إضرابه عن الطعام، بعد خروجه من العزل الانفرادي مباشرة"، لافتًا إلى أن سنة من العزل الانفرادي تعادل خمس سنوات من السجن، ما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على مقاومة الإضراب، نتيجة الحالة النفسية التي مر بها.
وأشار إلى أن تعامل إدارة مصلحة السجون مع الأسير، تكون حسب أهمية الشخصية القيادية، مبيّنًا أن أي أسير آخر تُقدّم له بعض الأدوية.
وعن الإشاعات التي نقلتها مواقع إسرائيلية حول وفاة البرغوثي، أوضح أبو نعيم أنها جاءت من أجل تحريك الشارع الفلسطيني، واختبار مدى خطورة الشخصية وماذا سيحدث عند وفاته، ومن جهة أخرى، رؤية مدى ردة فعل الأسرى داخل السجون، لأنه يؤثر على حالتهم النفسية.
وناشد الجهات المعنية، والمؤسسات الحقوقية، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير البرغوثي، منوهًا إلى أن جمعيته ستنفذ اعتصاما غدًا أمام الصليب الأحمر، تضامنًا معه.
بدوره، أجرى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اتصالًا هاتفًيا مع قيادة جهاز المخابرات المصرية، وبحث معهم التدهور الحاد والخطير في صحة الأسير عبد الله البرغوثي المضرب عن الطعام منذ 76 يومًا.
وقال إيهاب الغصين المتحدث باسم الحكومة على صفحته عبر الفيس بوك الأحد، إن هنية طالب خلال الاتصال بضرورة التحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لحماية الأسير البرغوثي ووقف معاناته، وتلقى وعدًا مصريًا للتحرك العاجل في القضية لحلها.
حياة البرغوثي
والأسير عبدالله البرغوثي هو أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام بالضفة المحتلة، والمُلقب بـ "أمير الظل".
وخطط البرغوثي لتنفيذ عدد كبير من العمليات الجهادية، والتي راح ضحيتها ما يقارب 66 اسرائيليًا، و إصابة أكثر من 500 جريح.
اعتُقل في الخامس من مارس عام 2003، في مدينة رام الله بعد خروجه من إحدى المستشفيات هناك، بعد معالجة طفلته البكر تالا.
وتعرض للتحقيق من المحكمة "الاسرائيلية"، بمدة تجاوزت الخمسة أشهر، وبعدها أصدرت عليه حكمًا بالسجن 68مؤبدًا، إضافة إلى 500 عام، وهو أعلى حُكم أُصدر بحق أسير فلسطيني.
يمكُث الأسير عبدالله في زنزانة العزل الافرادي منذ اعتقاله عام 2003، وفي الثاني عشر من إبريل عام 2012، خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، من أجل تحقيق مطلبيه المتمثلين بخروجه من العزل الانفرادي، والسماح له بلقاء والديه اللذين لم يراهما منذ العام 2000.
وأجرت السلطات "الإسرائيلية" مفاوضات معه حول صفقة شاليط بصفته قياديًا في كتائب القسام.
"أمير الظل" المُضرب عن الطعام يتعرض لحالة صحية صعبة، وأخذت بالتفاقم نتيجة الإهمال الطبي من "إدارة مصلحة السجون"، حيث يعاني من نقص وصول الدم إلى الدماغ، وضمور الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، ما أدى إلى تدني حاد في مستوى الرؤية، وحالات نوم شديدة أشبه بالغيبوبة تصل إلى 17ساعة يوميًا.
إضافة إلى ذلك أصيبت اليد اليسرى من الرسغ وحتى الكوع بتورم شديد؛ نتيجة احتقان الشرايين وإصابتها بالتهابات داخلية، الأمر الذي اضطر ادارة مستشفى العفولة اللجوء إلى أطباء متخصصين في الجلد والشرايين للإشراف المباشر على حالة الأسير البرغوثي .