الفن المقاوم يحتل الشاشة الفلسطينية

(الأرشيف)
(الأرشيف)

الرسالة نت– عبد الرحمن يونس

فرض الفن المقاوم حضوره بقوة على شاشات التلفزة في شهر رمضان المبارك، وبرزت في قطاع غزة أعمال سينمائية حملت الطابع الإسلامي، ونجحت في احتلال مكانة جيدة وكذلك كسب رضا شريحة واسعة من الجمهور، التي رأت أنها "انطلاقة جيدة رغم المعوقات".

ويفضل الشاب سامي (22 عامًا) متابعة تلك المسلسلات؛ حرصًا منه على كسب الأجر وعدم إهدار الوقت. وتوافقه الرأي الطالبة الجامعية صابرين، التي بدت سعيدة لبروز أعمال سينمائية بطابع إسلامي.

ويواظب (أبو أحمد) ذو الأربعين عامًا على متابعة باقة المسلسلات الجديدة التي تعرضها فضائية الأقصى في شهر رمضان، حيث أنتجت الفضائية ما يزيد عن خمسة أفلام بعضها يتحدث عن بطولات المقاومة.

أفلام لا تخدش الحياء

ويقول محمد أبو ثريا المدير العام لفضائية الأقصى "إن الأفلام الجهادية التي تعرض حاليًا في رمضان انطلقت من فكرة المفهوم الشامل للإعلام الاسلامي الملتزم الذي يشمل الأنشودة والفيديو كليب والفيلم الوثائقي والمسلسل الدرامي بجانب البرامج السياسية".

وأوضح أبو ثريا أن القناة حرصت منذ نشأتها على انتاج عمل يجذب المشاهد العربي والفلسطيني تجاه القضية الفلسطينية "العادلة", مشيرًا إلى أن الإعلام الاسلامي الملتزم هو الأصل.

وأضاف: "تتسابق قنوات تلفزيونية على عرض مسلسلات تجلب الفسق والفجور، وما نعرضه عبر شاشاتنا –الأقصى- لا يخدش الحياء بل يؤجر عليه المشاهد". ونوه إلى أن المشاهد العربي وخاصة الفلسطيني أصبح واعيًا بما يشاهده على القنوات الفضائية.

وأشار أبو ثريا إلى أن الهدف من هذه الأفلام إيصال فكر الجهاد والمقاومة ولا يقصد منها التسلية وإضاعة الوقت. ولفت إلى أنه جرى عرض خمسة أفلام جهادية ثلاثة منها تترجم حالة المقاومة بالضفة "وستستمر على مدار الأعوام المقبلة؛ لنشر قضية فلسطين بطريقة مميزة وجديدة", إضافة إلى مسلسلين أحدهما كرتوني يعرض حياة الشيخ أحمد ياسين والآخر درامي يعرض الحياة اليومية لأهالي القطاع.

وذكر أنهم عقدوا ورشة عمل في الفضائية خاصة بالعمل الدرامي واستقر الرأي عندهم على توثيق حياة القيادات الفلسطينية كالمقادمة وصلاح شحادة وجمال منصور وسليم، على شكل أفلام كلٌ في ذكرى استشهاده .

وعلى الرغم من قلة الإمكانات لدى الفضائية، أرسل المدير العام لفضائية الأقصى للمشاهد الفلسطيني بارقة أمل بوجود أفكار إبداعية لدى العاملين في الجانب الدرامي, منوهًا إلى أنهم ينقصهم التمويل المادي لها فقط.

وتابع: "حتى يكون العمل الدرامي ناجحًا يجب أن تكتمل فيه العناصر بشكل جيد كالحبكة الدرامية وكذلك الإخراج، بحيث يظهر بصورة ممتازة حتى تستطيع أن توصل الفكرة للمشاهد".

وأردف أبو ثريا: "هناك بعض المسلسلات التي تعرض على القنوات العربية التي يعتبر كثير من الناس أنها تشمل قيم إسلامية ووطنية, هذه المسلسلات وإن كانت تعطي فوائد من جانب إلا أنها تفسد في جوانب أخرى".

قيم اجتماعية

بدوره، يرى الدكتور درداح الشاعر الاختصاصي الاجتماعي، أنه في ظل التطور الإعلامي الرهيب في الفترة الأخيرة أصبحت القيم الاجتماعية تكتسب من الأعمال الفنية والدرامية كالمسلسلات والأفلام سواء الإسلامية وغيرها.

وأشار الشاعر إلى أن نجاح العمل الفني  يقاس بمدى انسجامه مع قيم المجتمع الذي ينشر فيه ذلك العمل, منوهًا إلى أنه يغلب على المجتمع الفلسطيني طابع الالتزام ويرغب بمتابعة المسلسلات التي تدعم القيم الاسلامية والوطنية.

وأوضح أن الكثير من القنوات الفضائية "الهابطة" وخاصة في رمضان تنشر في أعمالها الفنية ما يخرج عن العادات والتقاليد المتبعة في المجتمعات الملتزمة, ما يؤدي لتغير سلوك من يتابعها نحو الأسوأ, وفق قوله.

وعن المجال التربوي داخل الأسرة يقول الشاعر "إن المسلسلات تؤثر بشكل كبير على عملية تربية الأولاد وفق ما تبثها تلك المسلسلات", ناصحًا المواطنين بأن يكونوا مدركين لما يتابعون على التلفاز وأن يميزوا بين التي تدعوا للانحلال الأخلاقي وكذلك متابعة أبنائهم وتوجيههم إلى الصواب.

وأشار إلى أن بعض المسلسلات الرذيلة تؤدي إلى الانحلال والتفكك الأسري؛ لما تعرضه من قيم هابطة ومخالفة للدين والعادات والتقاليد, في المقابل تنشر الأعمال الفنية الاسلامية قيمًا تنشر تعمل على زيادة الترابط الاجتماعي.

وبين هذا وذاك يبقى التنافس قائمًا بين الفن الاسلامي الملتزم الصاعد والأعمال الفنية الأخرى الهابطة، ونتمنى أن تكون الصدارة للأول.

البث المباشر