غزة- الرسالة نت
نظمت كتلة الصحفي الفلسطيني وقفة تضامنية مع الصحفي طارق أبو زيد مراسل قناة الأقصى الفضائية رفضا واحتجاجا على قرار المحكمة العسكرية في نابلس بسجنه لمدة عام ونصف بتهمة العمل مع القناة.
وشارك في الاعتصام الذي نظم أمام مقر قناة الأقصى صباح الخميس عشرات الصحفيين وممثلين عن المؤسسات الحقوقية والقوى والفصائل الفلسطينية والأكاديميين وأساتذة الجامعات.
وحمل الصحفيون خلال الاعتصام لافتات كتبوا عليها عبارات تندد بالحملات الأمنية ضد الصحفيين ومصادرة حرية الرأي بالضفة الغربية، داعين لوقف سياسة تكميم الأفواه والسماح للمؤسسات الإعلامية وطواقمها بالعمل بكل حرية.
وندد المشاركون بالحكم الذي أصدرته محكمة عسكرية في نابلس على الصحفي طارق أبو زيد بالسجن لمدة عام ونصف على خلفية عمله مراسلا لفضائية "الأقصى"، كما أدانوا مثول الصحفي مصطفى صبري اليوم أمام محكمة البداية بقلقيلية.
وقال رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني ياسر أبو هين: "كنا نتمنى أن نجتمع لنحتفل بصحفي حاز على جائزة دولية، أو نشارك ونتشاور في شأننا الداخلي، ولكن قدرنا في غزة المحاصرة المظلومة أن نكون على موعد مع نصرة المظلومين والوقوف بجانب زملائنا بالضفة الغربية".
وأكد أبو هين خلال كلمته أمام المعتصمين أن الصحفيين بالضفة يتعرضون لمسلسل من الجرائم بدأت فصوله بالملاحقة والمطاردة والاعتقال، "وآخرها شرعنة الإجرام الذي يتعرضون له منذ زمن".
واعتبر قرار سجن الزميل أبو زيد جريمة مركبة، " لأنه لم يعهد عنه إلا فضح جرائم الاحتلال، وهو مواطن مدني فكيف يعرض على محكمة عسكرية، وكيف يحاكم بقضية بتهمة المس بهيبة السلطة".
وعبر أبو هين عن تضامن كافة الصحفيين مع زملائهم الخمسة المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وهم (طارق أبو زيد، مصطفى صبري، معاذ مشعل، محمد بشارات ويزيد خضر).وشدد على أن التهم الموجهة للزميل ابو زيد باطلة ومجحفة، "وكان الأولى أن يتم محاكمة أصحاب أشرطة العار الذين مرغوا بأفعالهم المشينة أنف الفلسطينيون في التراب" .
وقال: "اليوم يعرض الصحفي صبري على محكمة أخرى، ونحن نشعر بالضعف أمام هؤلاء الأبطال، فعذرا لأننا في غزة المحاصرة لا نملك إلا أن نقف هذه الوقفات ونخرج عبر وسائل الإعلام لنعلي صوتنا تضامنا مع زملائنا، أما غيرنا فيقف مسلوب الإرادة والفعل".وطالب المؤسسات الحقوقية والفصائل والمجلس التشريعي أن يتحركوا لنصرة الزملاء الصحفيين بالضفة الغربية الذين مر على اعتقالهم أشهر طويلة، وحثهم للعمل على وقف المعاناة.
فاق التصورات
من جانبه، قال المذيع بفضائية الأقصى إبراهيم الزعيم: "كنا نتمنى أن يندمل جرح الصحفيين، لكن للأسف فإن مسلسل الاعتداءات بحق زملائنا فاق كل التصورات وتجاوز كل القوانين والأعراف، وطال العديد من المؤسسات الإعلامية وفي مقدمتها فضائية الأقصى".
وأضاف الزعيم في كلمته نيابة عن فضائية الأقصى "نقف اليوم أمام تاريخ حافل بالاعتداءات على طواقم الفضائية بالضفة الغربية الذين حملوا على عاتقهم أمانة الإعلام المقاوم، ودافعوا عن قضيتنا الوطنية وفضحوا جرائم الاحتلال في القدس ومدن الضفة".
وأشار إلى أنه كان يتمنى بعد قرار الكونجرس الأمريكي بحظر الفضائية أن يكون هناك تضامن أكثر مع "الأقصى"، " لكن المؤسف تفاجأنا بهذا الإرهاب والملاحقة والتضييق توافقا مع الإرهاب الأمريكي لشرعنته ومساعدته لمحاربة الإعلام المقاوم".
وطالب بالإفراج العاجل عن الزميل الصحفي أبو زيد، لأن مكانه الطبيعي في الميدان لنقل معاناة شعبنا وأهلنا في الضفة الغربية لا أن يزج به في سجون السلطة.
كما ناشد المؤسسات الحقوقية بالإطلاع على حالة الزميل أبو زيد والإفراج عنه وعن جميع المعتقلين، كما دعا صحفيي الضفة لمقاطعة الحكومة في رام الله لما اقترفته بحق الفلسطينيين من العلماء والمقاومين والصحفيين، حسبما قال.
جزء من التنسيق الأمني
بدوره، ندد مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة بما يتعرض له الصحفيون في الضفة الغربية، مؤكداً أن قرار المحكمة لا يستند للقانون.
وقال:" كما أن المحكمة ليست ذات اختصاص،لأن أبو زيد صحفي ينبغي إن أخطأ أن يُعرض على محكمة مدنية"، مؤكدا أن القرار يأتي ضد حرية الرأي والتعبير ولا يستبعد أن يكون جزءً من التنسيق الأمني الذي يأخذ أشكالا عدة.
وأضاف "لو كانت نقابة الصحفيين تمت بانتخابات نزيهة شارك فيها الجميع، لما تجرأت الأجهزة الأمنية على فعلتها، لكن ما جرى بانتخابات الصحفيين مذبحة شاهدناها جميعا، وقد بذلنا جهودا سلمية بين الطرفين ولكن دون نتيجة".
وطالب أبو شمالة كل القوى المشاركة في الانتخابات أن تتراجع وتنسحب فورا من نقابة الصحفيين القائمة بهذا الشكل، وقال "هذا ليس عيبا، فالعيب أن يستمر هذا الخطأ".
وأضاف "على هذه القوى أن تثبت مصداقيتها أمام الجمهور، بعد التصريحات التي كنا نسمعها منهم عن رفضهم للكوتة والمحاصصة"، داعيا الصحفيين ألا يجعلوا السياسة تحرف موقفهم الصحفي المهني.