الأسير "اللحام" يعانق الحرية بعد 8 أعوام

داخل أحد سجون الإحتلال (صورة من الأرشيف)
داخل أحد سجون الإحتلال (صورة من الأرشيف)

خانيونس - لمراسلنا

على وقع ألحان الحرية المنبعثة من مكبرات الصوت، وقف الأسير المحرر أحمد يوسف اللحام (26 عامًا) متوشحًا بزّته العسكرية, يستقبل الذين جاؤوه مهنئين بالإفراج من سجون الاحتلال (الاسرائيلي).

وعلى أعتاب منزله الكائن وسط البلد في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أنشأت عائلة الأسير المحرر خيمة لاستقبال المهنئين تزينت برايات فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأفرجت سلطات الاحتلال مساء أمس الاثنين، عن الأسير اللحام  بعد انقضاء محكوميته البالغة 8 أعوام. ووصل إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "ايرز" شمال غزة.

واعتقلت قوات الاحتلال اللحام في منطقة المواصي غرب خان يونس عام  2005  قبل انسحابها من غزة ، وحكمت عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات داخل مجمع "غوش قطيف" ومحاولة قتل "اسرائيليين".

"

واعتقلت قوات الاحتلال اللحام في منطقة المواصي غرب خان يونس عام  2005  قبل انسحابها من غزة ، وحكمت عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات داخل مجمع "غوش قطيف"

"

وقضى اللحام شهرًا في أقبية زنازين التحقيق وهي مدة -حسب قوله- بسيطة جدا مقارنة مع أسرى آخرين, مشيرا إلى أن الاحتلال يتبع أساليب تعذيب نفسية صعبة خلال التحقيق تترك آثارًا نفسية كبيرة.

ويقول المحرر اللحام لمراسل "الرسالة نت" عند الخروج من الزنانة الى السجن يشعر الأسير براحة كبيرة بعد جولات التحقيق المهينة والمذلة التي يتعرض لها من قبل ضباط التحقيق" .

ويجد الأسير صعوبة في الاندماج مع الأسرى الآخرين خلال اللحظات الأولى من انتقاله إلى السجن، ويُرجع اللحام السبب في ذلك إلى عدم تعود الأسير على الفراق والبعد عن الأهل.

ويتابع المحرر "بعد مرور عام يبدأ الأسير بالتعود على الحياة داخل السجن، من خلال وضع برنامج يسير عليه خلال فترة الاعتقال".

وأتم اللحام أثناء اعتقاله حفظ القرآن الكريم برواياته العشر, وحصل على شهادة الثانوية العامة بمعدل 85% , أهّلته لنيل دبلوم في تخصص تأهيل دعاة ومحفظين, وأنهى عامين من الدراسة لشهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ.

وأكد أن معاناة الأسرى كبيرة ولا يعلمها إلا من عاشها, مشيرا إلى أن إدارة السجون تشن -بشكل شبه يومي- حملة اقتحامات ليلية تجبر الأسرى خلالها على التفتيش العاري والمهين.

وفي سياق متصل، وصف الحالة الصحية للأسير ضرار أبو سيسي في العزل الانفرادي بالخطيرة جدًا،  مشيرا الى أنه يعاني أمراضًا مختلفةً.

يشار إلى أن الأسير أبو سيسي هو الوحيد الذي تبقى في العزل الانفرادي من بين عشرات الأسرى بعد انتصارهم في معركة الأمعاء الخاوية الأخيرة.

وخاض الأسرى العام الماضي إضرابا عن الطعام للمطالبة بإنهاء العزل الانفرادي ووقف الاعتقال الاداري والسماح بزيارة اهالي أسرى قطاع غزة .

"

قضى اللحام شهرًا في أقبية زنازين التحقيق وهي مدة -حسب قوله- بسيطة جدا مقارنة مع أسرى آخرين

"

ولفت اللحام إلى أن أبو سيسي أرسل رسالة قبل أشهر من العزل تحدث فيها عن معاناته  داخل عزل عسقلان, منوها إلى أن قادة الفصائل في السجون هددوا بمعركة جديدة للمطالبة بإخراجه من العزل الانفرادي.

وناشد فصائل المقاومة -على رأسها كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس- بمواصلة العمل المقاوم من أجل تحرير الأسرى, مشددا على أن خطف الجنود هي الوسيلة  الوحيدة لذلك.

ويحمل اللحام رسالتين من الأسرى داخل السجون؛ الأولى تطالب فصائل المقاومة بضرورة انقاذهم من قبور الأحياء في السجون (الاسرائيلية)، والثانية للأمتين العربية والاسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وفحوى الرسالة الموجهة لفصائل المقاومة هي "إن لم تقم فصائل المقاومة بخطف الجنود فسيستقبل الشعب الفلسطيني الأسرى في توابيت حيث عشرات الأسرى المرضى يعانون من الاهمال الطبي المتعمد".

أما فحوى الرسالة الثانية، فقد طالب بها الأسرى الأمتين العربية والاسلامية بالوقوف إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته التي حافظت على كرامة الأمة وستعيد حقوقهم كاملة.

وحول رأي الأسرى داخل السجون، من الافراج عن 104 أسير عن طريق المفاوضات مع (إسرائيل) قال اللحام: "إن الأسرى سعداء بخروج أي أسير بأي طريقة كانت لكن دون تنازلات".

البث المباشر