قائد الطوفان قائد الطوفان

"حكم العسكر" يعيد طوق الحصار على غزة

الجيش المصري(أرشيف)
الجيش المصري(أرشيف)

الرسالة نت- مراسلنا

لا يمكن قراءة المشهد المصري بإمعان دون الالتفات الى حجم التأثر الذي أخذ يلقي بظلاله على الأراضي الفلسطينية عموما وقطاع غزة على وجه الخصوص، خصوصا في ضوء محاولات زج القطاع في أتون الصراعات المصرية القائمة.

والمؤشرات ميدانيا تؤكد أن القاهرة التي تعيش أجواء دامية نتيجة للانقلاب العسكري، لن تدع النموذج الإسلامي في قطاع غزة قائما بحكم ارتباطه الأيديولوجي بجماعة الاخوان المسلمين التي يجري اقصاءها بقوة الرصاص عن المشهد في مصر.

وعلى الرغم من نفي حركة حماس التدخل في الشأن المصري البتة، الا أن موجات التحريض التي يبثها الاعلام المصري التابع الى نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، بالإضافة الى الخطة التي تعدها حركة فتح للوقيعة بندها حماس، سيسهمان بشكل أو بآخر في خلق احتقان دائم مع النظام العسكري المصري الجديد الذي استباح دماء مئات الشهداء في فض اعتصامات ميداني رابعة العدوية والنهضة.

"

القاهرة لن تدع النموذج الإسلامي في غزة قائما بحكم ارتباطه الأيديولوجي بالاخوان

"

ويبدو جليا أن ما يحيق من مكر سيئ من كلا الطرفين (القاهرة- سلطة رام الله) الغاية منه تقويض حكم حركة حماس في غزة واسقاطه.

المتابع للشأن المصري يدرك جيدا أن غزة مرشحة للعودة الى مربع العزلة السياسية مجددا، وهو أكثر ما يخشاه الفلسطينيون في القطاع بعد عام من الانفتاح الاقليمي والدولي.

واحدة من أبرز تداعيات الانقلاب على الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثلاثين من يونيو، هو إغلاق معبر رفح البري الذي يمثل نافذة غزة على العالم، وهو أمر من شأنه أن يعرقل حركة المواطنين فضلا عن أنه يحرم قوافل التضامن الوصول الى القطاع.

كما أن تغييب التعاطف مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، يجعل من الأخير فريسة سائغة للاحتلال (الإسرائيلي) في الاستفراد به وشن عدوان في أية لحظة ضده.

ويرى الكاتب على بدوان ألا مصلحة للفلسطينيين على الإطلاق بمساعدة الأطراف التي تروج لمقولات كاذبة، فحواها وجود كوادر فلسطينية مُدربة لمساعدة طرف مصري نزل إلى الشارع على طرف في الصف المقابل.

وقال بدوان "للأسف تلقف الكثير من الإعلام المصري الوثائق الفتحاوية الحمساوية المتبادلة، ليعيد تصعيد موجات الحديث عن تورط الفلسطينيين بالأحداث المصرية الداخلية"، موضحا أن الفلسطينيين لم يسلموا من التأثيرات الجانبية ومن جانبها السلبي للأزمات والتحولات الداخلية التي عرفها العديد من البلدان العربية.

وأشار إلى أنه خلال العقود الماضية دفع الفلسطينيون أثمانا باهظة لانعكاسات تلك الأزمات والتحولات في وجودهم وإقامتهم في عدد من الدول العربية.

"

غزة اصيبت بانتكاسة خطيرة على أكثر من صعيد جراء عزل الرئيس مرسي

"

وأكد بدوان أن هناك استخدام مُهين للفلسطينيين في اللعبة الداخلية المصرية، من زج بهم وتسعير للمناخات العامة ضدهم باعتبارهم من أنصار الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وإيراد عنوان حركة حماس في هذا المجال.

بدوره أكد المحلل السياسي عدنان أبو عامر أن قطاع غزة اصيب بانتكاسة خطيرة على أكثر من صعيد سياسي وأيديولوجي في ضربة واحدة جراء عزل الرئيس مرسي ومحاربة جماعة الاخوان المسلمين.

 ولم يستبعد أبو عامر أن تستفرد (إسرائيل) بحركة حماس من خلال توجيه ضربة عسكرية مؤملة تكملة لما لم تستطع أن تقوم به في الحرب الأخيرة على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، نظراً لعدة اعتبارات من بينها ضغوط مصر عليها، وخشية (تل أبيب) من تضرر علاقاتها مع القاهرة إذا استمرت في عمليتها العسكرية ضد غزة.

واتفق أبو عامر مع سابقه في التأكيد على أن غزة ستدفع ثمنا باهظا جراء الاحداث المصرية القائمة، مبينا أنه على الصعيد السياسي تحديدا فإن أكثر ما يثير القلق هو توقف الاتصالات بين المسؤولين المصريين والفصائل الفلسطينية تماما منذ الثلاثين من يونيو/حزيران 2013، وما تلاه من تغيير سياسي في مصر، بسبب الانشغال المصري بالوضع الداخلي هناك.

هذا كله يؤشر إلى أن حجم التعاطف الدولي مع قطاع غزة الذي حصد في السنوات الثلاثة الأخيرة سيتبخر تدريجيا في ضوء حشد الاعلام المصري العالم كله ضد الفلسطينيين، فضلا عن أن نظام الحكم القائم في مصر الآن سيحاول إنعاش التحالف السابق المتمثل في كل من السلطة الفلسطينية، والأردن، والسعودية، ومصر الداعم لمشروع التسوية مع الاحتلال، في الوقت الذي يحاول فيه الاجهاز على تحالف قوى الممانعة في المنطقة والمتمثل في حركة حماس، وقطر، وتركيا.

البث المباشر