الضفة الغربية- لمراسلنا
فمع إطلالة الشهر الفضيل، تفتحت الآلام والجروح، وبكت العيون حزنا وقهرا على الواقع المرير الذي يحياه المفصولون من وظائفهم و أهالي المختطفين من أبناء حركة حماس في سجون أجهزة دايتون ، فعلى الرغم من حلول شهر البركة، إلا أن سجون الضفة ما زالت تمتلئ بأبناء حماس، يعذّبون ويشبحون ليل نهار.
أحلاهما مر!
السيدة "ت.ك" من مدينة نابلس اعتقل ابنها منذ شهرين على يد جهاز الوقائي في نابلس تقول:"كنت أتمنى أن يطلق سراح ابني الغالي على وجه رمضان، وأن يقضي أول يوم معنا، ففي العام الماضي كان أسيرا لدى الاحتلال، والآن هو في سجن الجنيد عند السلطة".
وتضيف:"والله إن قضاء ابني لرمضان في سجون الاحتلال أهون عليه من سجون السلطة، فعند اليهود لا يلقى التعذيب ولا الشبح ولا الإهانة التي يتلقاها عند السلطة، كما أن سجون الاحتلال يكون الأسرى مع بعضهم في السحور والفطور، ويسمح لهم بالصلاة كما يريدون، لكن في سجون السلطة، كل شيء ممنوع، حتى الصلاة تسمح لهم بقيود".
أما السيدة "ع.ف" زوجة أسير لدى الاحتلال فقالت:"كان موعد الإفراج عن زوجي قبل رمضان بعدة أيام، وقد دعوت الله أن لا يخرج وأن يتم التمديد له حتى يقضي رمضان في سجون الاحتلال، لأنه في حال خروجه سيتم اعتقاله من قبل السلطة ويقضي رمضان عندهم".
وتضيف:"نحن هنا بالضفة بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن يبقى معتقلا لدى الاحتلال، وإما أن يخرج لتعتقله السلطة ويلقى التعذيب والشبح والعذاب، ونحن كأهالي نرى ماذا يحصل للمعتقلين عند الوقائي والمخابرات، ندعو بأن يبقى أزواجنا وأبناؤنا عند اليهود حتى لا يتعرضوا لأي إهانة من عملائهم هنا بالضفة".
قطع الأرزاق في شهر الخير
وعلى عكس ما يأتي به شهر البركة والخير، تتعمد أجهزة السلطة فصل الموظفين الذين ينتمون لحركة حماس من وظائفهم وأعمالهم، وتحرمهم من مصدر رزقهم، حيث تتواصل جريمة الإقصاء الوظيفي بالضفة مع حلول شهر رمضان المبارك، لتزيد من معاناة الأسر الفلسطينية.
فمع إطلالة شهر رمضان، فصل جهاز المخابرات في الخليل أكثر من عشرين موظفا ومعلما حكوميا، كما فصل عدة معلمين من مدينة نابلس، وآخرين في طولكرم وقلقيلية، كما فصل موظفين في المراكز التابعة لجمعيات الزكاة في عدة محافظات.
السيدة أم العبد تم مصادرة أموال زوجها المعتقل لدى الوقائي في سجن الجنيد في نابلس تقول:"اعتقل زوجي ، وتمت مصادرة جميع الأموال الخاصة بنا، وأجبروني على التوقيع على ورقة للتنازل عن قطعة أرض أمتلكها، والآن لا يوجد لدينا أي مصدر رزق نعيش منه".
وتضيف:"اعتقل زوجي فور خروجه من سجون الاحتلال، لم نفرح بخروجه ولم يره أبناؤه جيدا، وهو الآن يلاقي الضرب والشبح والإهانة رغم كبر سنه ومركزه الاجتماعي في المدينة وبين الناس، فهو رجل إصلاح ويشهد كل الناس على ذلك.. لكننا لا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل من عباس وفياض وكل ما شد على أيديهما".