الرسالة نت
تستعدّ الهيئة العامة لإذاعة وتلفزيون تركيا "تي. آر. تي"، بث فضائية تحمل رقم "7"، موجهة للعالم العربي باللغة العربية، لتكون جسر تواصل مع العالم العربي.
وطبقا للمسؤولين عن الفضائية العربية، فإنها ستشمل الى جانب البرامج السياسية والاقتصاية، برامج ثقافية وترفيهية ومسلسلات تركية مدبلجة للغة العربية، تم اختيارها بعناية فائقة، لتعكس واقع وحقيقة الثقافة التركية، بالإضافة الى برامج للأطفال العرب.
وفي هذا السياق يعتبر باحث تركي إن إطلاق قناة تلفزيونية تركية ناطقة بالعربية وموجهة للعالم العربي مسالة مرتبطة بالأمن القومي التركي وبطموحات أنقرة للعب دور إقليمي فاعل.
وقال مدير المعهد التركي العربي للدراسات بأنقرة محمد العادل في تصريحات لوكالة "آكي" الايطالية للإنباء إن "حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تتوجه لإقامة شراكة سياسية واقتصادية فاعلة مع الدول العربية والإسلامية والدول المحيطة بها، لقناعتها بأن الأمن القومي التركي مرتبط بشكل أساسي بأمن هذه المنطقة، فضلا عن طموحات للقيام بدور إقليمي فاعل من خلال التعاطي الإيجابي مع قضايا المنطقة وملفاتها على رأسها القضية الفلسطينية، وعملية السلام في الشرق الأوسط بمساراتها المختلفة.
وفي رده على سؤال حول طبيعة محتوى القناة الموجهة لسوق عربية استهلاكية نظرا لطابعها الجامع والعام، قال محمد العادل إن "مشروع إنشاء المحطة جاء نتيجة للتطور الكبير في علاقات التعاون التركي العربي وحماس الطرفين لهذا التعاون، وهي ستكون واحدة من أدوات الحوار وطريقة لتعزيز التفاهم بين الجانبين لأن خطاب هذه القناة لن يكون سياسيا أواقتصاديا فقط بل سيكون ثقافيا وحضاريا"، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة جاءت متأخرة نسبيا، لكن نخبا ثقافية وفكرية ناضلت من أجل هذا المشروع ودعمت تأسيسه منذ سنوات طويلة في وقت لم تعره الحكومات التركية السابقة أي اهتمام" وفق تعبيره
وبخصوص نوايا تركيا افتتاح قنوات أخرى، ناطقة بالفارسية والأرمنية وغيرها قال الباحث التركي إن "أنقرة تعطي الأولوية للدول المحيطة بها ومن بينها إيران الجارة الكبيرة والدولة المهمة لتركيا، لذلك فهي تخطط لإطلاق فضائية ناطقة بالفارسية وهذه القناة لن تخاطب الإيرانيين فقط بل ستخاطب دولا أخرى تنتشر فيها اللغة الفارسية مثل أفغانستان وقسم من أذربيجان وغيرها" على حد قوله.
أمّا بشأن مشروع القناة باللغة الأرمنية فقال العادل "إن تركيا تحرص على إقامة سلام دائم مع أرمينيا وإنهاء سنوات طويلة من الخلاف، ولا شكّ أن الإعلام يمكن أن يقوم بدور كبير لتحقيق هذا الهدف ولكي نعكس من خلالها وجهات نظر تركيا إلى الشعب الأرمني مباشرة".
وختم الباحث بالتأكيد على أن "تركيا تستعد في مرحلة لاحقة لإطلاق محطات بالروسية والإنجليزية أيضا، وذلك بهدف تعزيز دورها الإقليمي والدولي، وهي تحرص في الوقت نفسه على قطع الطريق أمام الإعلام الوسيط لاسيما الغربي منه، والذي ترى أنه لا ينقل صورة تركيا أو مواقفها بشكل أمين إلى العالم، لذلك ترى أنه قد حان الوقت إلى أن تكون لها أدواتها الإعلامية وتخاطب العالم بلغاته المختلفة" حسب قوله.
ومن المنتظر أن تطلق مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية قناتها الجديدة باللغة العربية يوم 21 شباط/فبراير الجاري بعد إطلاق قناة أخرى ناطقة بالكردية في كانون الثاني 2009، واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقتها أن "افتتاح تلك القناة الكردية أحد الأسباب لوحدة الأمة التركية" على حد تعبيره.