"أبو زايد" فارق الحياة بمصر في ظروف غامضة

قتيل في مصر (أرشيف)
قتيل في مصر (أرشيف)

المحافظة الوسطى-محمد بلّور-الرسالة نت

أكثر من تجرّع مرارة الحيرة هو عبد الله ثمانية عشر سنة الابن الوحيد للمواطن يوسف عمرو أبو زايد بعد أن فقد والده قبل أيام في مصر بظروف غامضة.

يتصاعد عمود من الدخان من موقد النار أمام خيمة العزاء فيما يكرر سطر من الرجال الوقوف لاستقبال المعزين على رأسهم عبد الله الذي يشار إليه بأصابع المعزين بين حين وآخر حين يسألوا عمن يحمل اسم والده .

وكان الجانب الفلسطيني من معبر رفح قد اتصل مساء أمس بأسرة المواطن يوسف أبو زايد 51 عامًا من قرية الزوايدة ليخبرهم أن جثة ابنهم وصلت من مصر برفقة شهادة وفاة تؤكد موته بالسكتة القلبية .

آخر تليفون

لازالت كلمات يوسف ترنّ في أذني عبد الله حين حدثه عبر الهاتف قبل أسبوعين من العيد وسأله عن حال الأسرة وأوصاه بالحفاظ على شقيقتيه في البيت .

ويضيف:"والدي كان مريض بالسكر والضغط لكنه كان يمارس حياته ويعمل بشكل طبيعي ثم يزور مصر بين حين وآخر لكننا تفاجئنا أمس بوفاته ولا نعرف ماذا حدث معه هناك" .

يسيطر الوجوم على عبد الله وهو يتابع عمه الدكتور أحمد أبو زايد الذي انتزع ورقة من جيبه ليقرأ تفاصيل شهادة الوفاة التي حملت تاريخ 23-8 واسم يوسف الثلاثي وعمره ومكان إقامته بمنطقة المطرية في مصر.

يقول أحمد إن معبر رفح اتصل به أمس يخبره أنه استقبل جثة شقيقه يوسف القادمة من مصر فهرع مسرعا لهناك وانتقل مع الجثة للطبيب الشرعي بمدينة غزة .

يؤكد أن يوسف يعاني من وجود الماء في عينيه وقد سافر لإجراء عملية جراحية من أجل سحبها لكن الأطباء رفضوا إجراء العملية, نافيا أن يكون السكر والضغط قد شكلا يوما مشكلة له في الحياة فهو متعايش معهما مثله تماما.

ويضيف :"أقام طوال الشهور الماضية عند زوجته المصرية في منطقة المطرية ولم نتصل به أو يتصل بنا حتى جاءت آخر مكالمة قبل العيد بأسبوعين حين تكلم مع ابنه عبد الله وتفاجئنا أمس بوفاته ووصوله أيضاً لمعبر رفح في ظروف غامضة" .

غرفة الطبيب الشرعي

تكرر سفر يوسف أبو زايد في السنوات الأخيرة إلى مصر حيث تزوج من سيدة مصرية قبل 3 سنوات كان يقيم في شقتها عندما يسافر هناك لتلقي العلاج.

خلال إجراءات الطبيب الشرعي تحامل د.أحمد أبو زايد على نفسه رغم قسوة الموقف عله يعود برواية إلى أسرة يوسف تكشف ملابسات الوفاة.

عن ذلك يضيف:"سألني الطبيب الشرعي بغزة مع من تكلم آخر مرة فقلت له مع ابنه فطلب مني أن أتحدث مع عبد الله أمامه وسألته ماذا قال لك فأجاب ابن أخي بما جرى بينهما" .

ويتابع:"لا أعلم إن كان أخي يوسف تعرض للسجن أم لا في الشهور الأخيرة ولم يجمعنا أي اتصال مع زوجته المصرية , أخي كان نحيف وزنه 58 كجم وعندما استلمنا جثته كان أقل وزناً فقد كانت جثته كانت مفتوحة من قبل الأطباء هناك" .

وتترقب عائلة أبو زايد التقرير النهائي للطبيب الشرعي الفلسطيني لمعرفة تفاصيل وفاته هل هي بالسكتة القلبية أم لا خلال ثلاثة أيام رافضةً تأكيد الروايات كافة التي تتحدث عن ظروف وفاة ابنها الغامضة.

وكانت وسائل الإعلام المحلية قد تحدث أمس عن وفاة أبو زايد في ظروف غامضة بعد أن تعرض للسجن بحجة انتهاء إقامته في مصر، لكن عائلته لا تستطيع أن تنفي أو تؤكد ملابسات الأيام الأخيرة لابنها .

ولم تُعقّب أي جهة في غزة على حادثة وفاة المواطن أبو زايد في مصر بظروف غامضة تاركةً المجال أمام وسائل الإعلام المحلية لمناقشة القضية عبر صفحات الانترنت.

البث المباشر