قائد الطوفان قائد الطوفان

العقل السليم في الجيب المليء

أوتاوا - الرسالة نت

توصلت دراسة كندية حديثة إلى أن الفقر يستهلك الكثير من الطاقة الذهنية ويجعل الشخص أكثر عرضة لاتخاذ القرارات السيئة، مما يجعل من الصعب على الفقير اتخاذ إجراءات تساعده على الخروج من فقره.

ووجد باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية أن الفقر يستنفد الكثير من الطاقة الدماغية، مما يجعل الفقراء أقل قدرة دماغيا على اتخاذ القرارات الصائبة والخطوات التي تجعلهم يتغلبون على صعوباتهم المالية.

ولاحظ العلماء أن القدرات الإدراكية يمكن أن تتراجع بفعل القلق المتعلّق بمكان العيش أو امتلاك ما يكفي من المال لإطعام العائلة، وبالتالي فإن سعة عقلية أقل تترك للأمور المتعلقة بالتعليم والتدريب وإدارة الوقت وخطوات أخرى من شأنها أن تساعد على خرق دائرة الفقر.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة، جيايينغ زاو، إن الحسابات السابقة حول الفقر ألقت باللوم على الفقراء بشأن فشلهم الشخصي أو البيئة التي لا تقود للنجاح، ولكننا نقول إن كون الشخص فقيرا يمكن أن يؤثر على الوظيفة الإدراكية لديه، مما يعيق قدرة الشخص على اتخاذ القرارات الجيدة ويمكن أن يتسبب بمزيد من الفقر.

وقسّمت الدراسة إلى جزئين، الأول شمل قرابة أربعمائة شخص في نيوجرسي خضعوا لاختبارات للإدراك والمنطق ودخلهم السنوي تراوح بين عشرين ألف دولار و160 ألفا. وسئل هؤلاء كيف يمكنهم جلب المال لدفعه من أجل إصلاح سياراتهم التي تحتاج إما لـ150 أو 1500 دولار.

وبالنسبة للمبلغ القليل فقد كان مستوى الجميع جيدا في الاختبار، أما بالنسبة للمبلغ الكبير فإن أصحاب الدخل الأقل كان أداؤهم أسوأ في الاختبار.

وقال العلماء إن الأشخاص الذين لديهم مشكلات مالية يظهرون انخفاضا في إدراكهم يوازي تراجعا بـ13 نقطة في معدل الذكاء.

أما في الجزء الثاني من الدراسة فقد راقب العلماء زارعي قصب السكر بالهند الذين يتقاضون أموالهم بعد جني المحصول الزراعي، وبالتالي يكونون جد فقراء عند الزراعة ويصبحون أغنياء بعد الجني.

وتبين أن المزارعين يظهرون تراجعا بالأداء الإدراكي قبل جني الأموال، وقال العلماء إن هذا التغير في القدرات الإدراكية لا يمكن تفسيره باختلاف في التغذية أو الجهد البدني أو الإجهاد النفسي.

الجزيرة نت

البث المباشر