ثغرة واحدة تكفي!

اغتيال المبحوح انذار للقادة..احذروا غدر الموساد

اغتيال المبحوح انذار لقادة المقاومة
اغتيال المبحوح انذار لقادة المقاومة

 

الرسالة نت- رامي خريس                       

لا تزال قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح تشغل الإعلام العالمي كما أثارت الكثير من ردود الفعل في وسائل الإعلام العربي فضلاً عن استمرار تداعياتها السياسية ، ومع ذلك فإن أكثر ما يشغل الفلسطينيين هو الجانب الأمني في قضية الاغتيال لاسيما بعد كشف شرطة دبي الكيفية التي تمت فيها عملية "القتل" أو بالأحرى طريقة تعامل عناصر الموساد مع الهدف الذي جرى متابعته من لحظة وصوله إلى أحد فنادق دبي أو قبل ذلك حتى لحظة تنفيذ المهمة التي قيل أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو من صادق على تنفيذ العملية.

 العبرة

ويعتبر المبحوح هدفاً للاحتلال ومخابراته منذ ما يزيد عن العشرين عاماً فهو "المتهم" بخطف اثنين من جنود الاحتلال ، وبحسب المبحوح فسه فقد نجا من عمليتي اغتيال على الأقل ، وهو ما يؤكد أن "الموساد" اعتبره "صيداً ثميناً" منذ زمن بعيد ، وقد تكون محاولات اغتياله أكثر مما شعر المبحوح نفسه ، فهناك تحركات نحو أهداف لا تكتمل ولا يشعر بها أحد.

ويبدو أنه بالنسبة إلى القيادات العسكرية الميدانية في المقاومة يذهب الموساد للتنفيذ الفوري في اللحظة التي تتاح له، لأن مثل هذه القيادات الحذرة قد تستعصي على الاغتيال لسنوات طويلة، الأمر الذي يُفسّر ما وقع فيه الموساد من أخطاء فنية فاضحة ارتكبها في عملية الاغتيال.

العبرة بحسب ما يرى خبراء أمنيون هي أن محاولة اغتيال المبحوح الناجحة -من ناحية التنفيذ – حصلت بعد عدة محاولات فاشلة وبعد زمن طويل من المتابعة والملاحقة.

وإذا كان "الموساد" استطاع الوصول إلى هدفه فإنه لم يستطع إخفاء معالم الجريمة التي غطت على ما يبدو آثارها السلبية على (إسرائيل) على فرحتها بالوصول إلى شخصية عسكرية في مستوى المبحوح.

احتياطات

ومع ذلك فإن هناك عبرا كثيرة ينصح خبراء الأمن باستخلاصها من عملية الاغتيال التي لم تكن منعزلة عن سلسلة طويلة من تلك العمليات التي نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد " ضد رجال المقاومة الفلسطينية على مدار سنوات طويلة لاسيما المقيمين خارج فلسطين المحتلة ، فالمقاومة وقياداتها في قطاع غزة والضفة الغربية لهم ظروفهم الخاصة ، فهم في نهاية الأمر يعيشون تحت الاحتلال ، فحتى غزة تحيط بها قوات الاحتلال ومخابراته من كل جانب ، وهناك سيطرة إسرائيلية تامة على الجو والبحر ، وطائرات الاستطلاع تكاد تغطي سماءه ، ومع ذلك فإن على رجال المقاومة أن يجتهدوا بقدر الإمكان في الحفاظ على أمنهم الشخصي فإن ثغرة بسيطة قد ينفذ منها المتربصون للوصول إلى هدفهم. 

وإذا كان رجال المقاومة في فلسطين المحتلة عليهم تبعات الحفاظ على الأمن الشخصي وعلى فصائلهم رسم سياسات واضحة وتعليمات صارمة ، فإن هذه التبعات تقع على عاتق قادة المقاومة خارجها ، فعمليات الاغتيال في الدول العربية والغربية لقادة فلسطينيين كثيرة وتمت بأساليب مختلفة ، ولكنها تتمحور جمعها حول "المعلومة" المغذي الأساسي لفريق التنفيذ الذي ينتظر ضحيته أو يبدأ بنصب شباكه حولها.

 

البث المباشر