مقال: الكيميائي السوري وسيناريوهات الضربة الأمريكية

الكاتب ابراهيم المدهون
الكاتب ابراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

لا تَحمل الولايات المتحدة الامريكية اي دوافع إنسانية خلف نيتها توجيه ضربة عسكرية لسوريا، ولم يأت هذا العمل كرد على قتل المدنيين بالكيميائي، وإلا فماذا نسمي سقوط اكثر من 100 الف قتيل خلال الأزمة السورية، ولماذا لم تتحرك امريكا او الغرب قبل ذلك وتركوا كل هذه الجرائم على مرأى ومسمع من العالم اجمع دون ان يهتز لهم جفن؟ والآن فقط تريد التدخل والانتقام من النظام وغير النظام؟

من المعلوم ان الولايات المتحدة تتحرك وفق مصالحها وإستراتيجيتها في المنطقة فقط، والتي تقوم على تعزيز المشروع الصهيوني وحفظ أمنه وتفوقه، وإضعاف جميع القوى المحيطة به لتعزيزه كقوة مستقرة ومتفوقة في المنطقة، وذلك وفق خطة إنهاء جميع الكيانات المتماسكة والطموحة والمعادية للوجود الصهيوني في الشرق الأوسط.

أخطأ النظام وحلفاؤه حينما وقعوا بفخ الاستبداد والطغيان، وآثروا التمسك بعقليتهم الإقصائية ذات البعد الطائفي المتشدد، مما استغل كثغرة في تمرير مشروع تدمير سوريا وتفتيتها.

تدخلت الولايات المتحدة في الأزمة السورية في بداياتها وحتى قبل أن تبدأ، ووضعت محددا واضحا ينص على إبقاء النار مشتعلة دون توقف لتأكل الأخضر واليابس، ولتمنع تفوق أي من الطرفين على الاخر لإبقاء حالة الاستنزاف متواصلة ومستعرة، للوصول للحظة الحاسمة والتدخل بشكل مباشر وفق مبررات مختلقة او موجودة اصلا في هذا البحر الدموي العنيف.

الكيميائي السوري كان حاضرا مع بدايات الأزمة السورية، وهناك تهديد ان هذا السلاح خطير وقد يؤثر على امن (إسرائيل) ان وقع في يد المجموعات المسلحة، أو جن النظام واستخدمه في حالة يأس، والاحتلال (الإسرائيلي) لم يترك مناسبة إلا ذكر بالسلاح الكيميائي الذي يمتلكه النظام.

أعتقد ان النظام السوري ورِط باستخدام الكيميائي، ولم يتورط. وأن هناك لعبة استخباراتية وإعلامية اخرجت المشهد لتبرير التدخل الامريكي المباشر، والذي أعتقد ان طبيعة العدوان وأهدافه ستحمل احد السيناريوهين التاليين:

السيناريو الاول: ان تستغل الولايات المتحدة الحالة العامة والسُخط الشديد لتوجيه ضربة قاضية ونهائية لحلفاء إيران في المنطقة النظام السوري وحزب الله، ثم لتفرض على الجمهورية الإيرانية الاستسلام وتجبرها على الشروط الامريكية كالتخلص من برنامجها النووي، وتشدد عليها الحصار لتحجم دورها وتطلعاتها وتمددها السياسي.

والسيناريو الاخر ان تكون ضربة محدودة ومقتصرة على النظام السوري وأجزاء منه بهدف اضعافه وإنهاكه، في ظل المحافظة على بقاياه للتماسك، والعمل على تقسيم سوريا لدويلات طائفية غير متماسكة، ضعيفة السلاح، منهكة القوى، وفي الوقت نفسه يتم التخلص من الترسانة السورية التي تشكل خطرا على الكيان الصهيوني.

البث المباشر