أعرب الباحث الفلسطيني الدكتور ابراهيم الحمامي عن أسفه لرد فعل بعض أنصار حركة "فتح" وأتباع الرئيس الراحل ياسر عرفات على الانتقاد الذي وجهه له أول أمس الثلاثاء، أثناء مشاركته في برنامج (الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة.
وكان حمامي قد وصف عرفات بأنه "خان القضية الفلسطينية"، ودعا إلى مقارعة الحجة بالحجة وإعادة كتابة التاريخ.
واستغرب حمامي في تصريحات لـ"قدس برس" أمس الأربعاء، الحدة التي أبداها بعض أنصار عرفات في غزة ضده.
وقال: "ردة فعل غريبة تلك التي أبداها بعض أنصار فتح إزاء حديثي في الاتجاه المعاكس، على الرغم من أنهم لم يستطيعوا إلى اليوم، كشف قاتل عرفات، بعد مضي 10 سنوات على ذلك، وربما يكون القاتل بينهم في الصف الأول، وهم لا يعلمون".
وأعرب عن اعتقاده أن "الوفاء لعرفات يستوجب منهم أولا معرفة قاتله". وأضاف: "أنا كفلسطيني مستقل على قناعة بأن فلسطين أكبر من الاشخاص ولتنظيمات، وانه لا قدسية لأحد، وشخصيا مقتنع تماما بكل كلمة قلتها".
وتابع: "عرفات عندما تنازل في أيلول (سبتمبر) عام 1993 عن 78 في المائة من أرض فلسطين مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير، واعترف بإسرائيل خان القضية الفلسطينية، ثم اعترافه فيما بعد بيهودية الدولة الإسرائيلية خيانة أخرى لفلسطين، ولدي الكثير من الوثائق المكتوبة والمصورة التي تؤكد ذلك، وأنا منكب عليها لإعادة نشرها للعالم".
ومضى حمامي يقول: "لقد راعني أن أنصار عرفات وقيادات فتح الذين يعيشون فراغا سياسيا هذه الأيام لجأوا اليوم إلى التظاهر وابتداع الأغاني التمجيدية لعرفات، وهذا أمر مؤسف إذ أن الأصل في الأشياء أن تقارع الحجة بالحجة والرأي بالرأي، لا أن يتم مواجهة الرأي بسيل من السباب والشتائم. أنا تحدثت بتواريخ ووثائق وأريد ردا مشابها لما قلت، أما اللجوء للرقص والشوارع فلا يغير من حقائق التاريخ شيئا".
وختم حديثه: "لي رأيي الشخصي أعبر عنه بكل وضوح ومقتنع به تماما، ولا أنتمي لأي فصيل سياسي، وأرى أن التاريخ الفلسطيني في حاجة إلى إعادة كتابة من جديد لوضع كل شخص في مكانه من دون قدسية لأحد سواء كان حيا أم ميتا".