قائد الطوفان قائد الطوفان

شموع غزة تنتفض طلبًا للكهرباء

صورة من وقفة الشموع بغزة
صورة من وقفة الشموع بغزة

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

ما أن ينقطع التيار الكهربائي، حتى يمسي أطفال غزة في حيرةٍ من أمرهم، فالكتاب يطوى، والتلفاز يصبح بلا فائدة، ما جعل بعضهم ينتفضون بعفوية؛ لتوجيه رسالة مفادها " أتودون أن تقتلونا".

في ظلمة الليل، خرج عشرات الأطفال من طلبة مدارس قطاع غزة، حاملين شموعهم البيضاء، معلنين صيحتهم أن "حصاركم يحرقنا، كما النار بالشمعة التي نمسكها"، آملين أن يصل صوتهم لمن يغلق المعابر، ويساعد في محاولات تركيع الفلسطينيين.

أعمار من خرجوا كانت تتراوح ما بين (10-14) عامًا، أغلبهم كان يحمل الشموع، مشبكين الأيادي وسط دوار السرايا بغزة، وبعضهم يحمل لافتاتٍ لتحاكي ضمائر الحكام العرب.

وما أن أوقف مراسل "الرسالة نت" الطفل فادي سكيك (14عامًا)، والذي عكف على قراءة معاناة الأطفال بصوته باللغة الإنجليزية، حتى انتفض يقول " أغلقوا المعابر، شددوا الحصار، أوقفوا ضخ الوقود – اللهم إلا بالقطارة-، حرموا الطلاب من السفر للخارج، والمرضى من العلاج".

"نناشد أحرار العالم بفك الحصار عن غزة، أغيثوا غزة المحاصرة، لا لإغلاق شريان الحياة .. أطفالنا يموتون، لا لقطع الكهرباء عن القطاع، أغيثوا حصارنا، أناشد الضمائر الحية لفك الحصار عنا"، كلها عبارات خُطَت على أوراق، وحملها أطفال، علّها توصل للرسالة للضمائر الحية.

ومن بين هذه اليافطات، كان الطفل إبراهيم النعسان، ذو العشرة أعوام، يحمل إحداها، وفي كلتا يديه شمعتين، سألته "الرسالة نت" عن سبب مجيئه للاعتصام، فأجاب وعينيه تبرقان انعكاس ضوء الشمع، " كيف أنا تيجي عندي الكهربا 6 ساعات، وغيري مش ملاقيين كهربا".

وأضاف " إقرأ ما هو مكتوب على يافطتي"، فكان مخطوط عليها " أطفالنا يموتون".

أما الطفل يحي جرغون، والذي كان يحمل شمعته بيده اليمنى، واليسرى تداريها خوفًا من إطفائها، يتمنى لو فتح المعبر، ليهنأ أطفال القطاع، قبل كبارهم بحياة سعيدة.

بدوره محمد الترك، أحد منظمي الوقفة، أكد أنها تأتي رسالة لأحرار العالم، لفك الحصار الذي يشتد أزره على القطاع من مصر الشقيقة، والاحتلال "الإسرائيلي".

وطالب الترك في حديثه لـ"الرسالة نت"، الوقوف بشكل جاد؛ للضغط على الجانب المصري، وفتح المعابر بشكل كامل لإدخال الوقود والمستلزمات الطبية.

وأشار إلى أن المشاركين بلغ عددهم ما يقارب الـ(80) طالبًا، جميعهم رافضين لانقطاع التيار الكهربائي على القطاع.

وأوضح أن هذه رسالة من أطفال فلسطين لقادة الديمقراطية بالعالم، "أن اصحوا على حصار غزة؛ قبل فوات الأوان".

وأَثر إغلاق معبر رفح البري وهدم الأنفاق وتشديد الحصار سلبًا على القطاع؛ ما تسبب في شح الوقود لشركة الكهرباء، والسيارات، والمستشفيات، الأمر الذي خلق أزمة في غزة.

ومنذ الانقلاب العسكري في مصر تتبع السلطات المصرية إجراءات مشابهة لما كانت تتبعه إدارة الرئيس المخلوع حسني مبارك في المعبر، وأغلق لأكثر من ثلاثة أسابيع خلال تلك الفترة وقلص عدد المسافرين بشكل كبير.

وتشير إحصائية لإدارة المعابر والحدود في غزة إلى أن عدد المسافرين على معبر رفح خلال الشهرين الماضيين لم يتجاوز الأربعة آلاف وخمسمائة مسافراً معظمهم من أصحاب الجوازات الأجنبية وحملة الاقامات.

البث المباشر