تزينت شوارع قطاع غزة المحاصر بالمقاتلين في عرض مهيب للمقاومة الفلسطينية التي تقودها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس وسط ترحيب شعبي واسع, تستهدف بعث رسالة قوية للاحتلال "الاسرائيلي" بأن المقاومة ما زالت في أرض الميدان ولن تبرح ساحة المعركة .
وأوضحت الكتائب خلال أحد العروض أنها مستمرة في مرحلة الإعداد والتطوير وأنها مازالت عصية على الانكسار وستبقى رعبًا يلاحق الاحتلال.
متابعون للشأن "الاسرائيلي" يرون أن رسالة القسام المرجوة من العروض قد وصلت للاحتلال بحذافيرها وأن "اسرائيل" تأخذها على محمل الجد.
نظرة تحدي
ناجي البطة المتابع للشئون الاسرائيلية يقول: "إن الأوساط العسكرية والأمنية باسرائيل تنظر لغزة نظرة تحدي؛ لأنها دائمًا في حالة استنفار واستعداد لمواجهة أي هجوم.
وتوقع البطة في حديثه لـ"الرسالة نت"، بعد هذه العروض أن تزيد "اسرائيل" من حالة الحصار والخنق على القطاع لتجفيف منابع المقاومة بالتعاون مع النظام الانقلابي بمصر, مستبعدًا أن تشن حربًا عسكرية ضد غزة بسبب فشل عدوانيين سابقين من تحقيق أهدافهما.
وازدادت وطأة الحصار على غزة بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز المنصرم.
وأضاف البطة: "سترد اسرائيل على العروض لكن بمنحى أمني أكثر منه عسكريًا", لأنها تدرك أن غزة لن تكون نزهة .
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد شنت عدوانين كبيرين أواخر عامي 2008 و2012 على قطاع غزة خلفت آلاف الشهداء والجرحى وأحدثت تدميرًا واسعًا في مناحي الحياة, لكنهما فشلتا في تحقق أهدافهما العسكرية وفق المحللين .
بدوره عقب اللواء يوسف الشرقاوي الخبير في الشئون العسكرية على العروض بقوله "هاجس الأمن كبير لدى الاحتلال الاسرائيلي وينظرون بتوجس لأي عرض عسكري؛ لأنه يهدد وجودهم".
وأضاف الشرقاوي لـ"الرسالة نت" أن الضربة العسكرية لغزة موجودة في حسابات الجيش الاسرائيلي وتنفيذها يحتاج لوقت أنسب, مشيرًا إلى أن الاحتلال كان قد استعد لشن حرب خلال صيف العام الحالي لكن الظروف التي مرت بالمنطقة حالت دون ذلك.
وأوضح أن مثل هكذا عروض لا تؤرق الاحتلال كثيرًا طالما لم تظهر المقاومة مفاجئات وكذلك لا يوصل رسالته الكاملة إلا إذا كان له بعد إقليمي قوي, "وحماس أسقطت البعد الاقليمي ايران وسوريا", حسب رأيه.
وأشار الشرقاوي إلى أن اسرائيل ترغب بانتصارات لا شوك فيها ولا تدفع ثمنًا لها، وبعد الحربين الأخيرتين على غزة وقبلهما على لبنان أصبحت تفكر ألف مرة وتعيد حساباتها كثيرة قبل شن أي اعتداء.
وتطرقت الصحف "الإسرائيلية" صباح اليوم لعرض كتائب الشهيد عز الدين القسام (أمس) واصفةً إياه بالمقلق بالنسبة لـ"إسرائيل" متابعين، "المقلق في الأمر أنك تتحدث عن كتيبةٍ واحدة فقط هي من نفذت العرض من بين عشرات الكتائب المنتشرة للقسام على طول وعرض قطاع غزة".
ووصف إعلام الاحتلال العرض بالقوي في الأداء، والدقيق في الاستعراض، متعجبين مما وصفوه بالقدرات الفائقة للمقاومة على الإخفاء والتمويه، وظهور الأسلحة والعتاد النوعي، والذي ظهر بعضه للعلن للمرة الأولى على الإطلاق، مؤكدين أن العرض اتسم بالانضباط العالي.
ويبقى المواطن بغزة خلال فرحته بأبطاله المقاومين في حالة ترقب مستمر ولا يعرف من أين يتلقاها من الشمال والشرق والغرب حيث اسرائيل والقوة العسكرية أم من الجنوب الذي أحكم طوقه نظام عسكري شدد من حصاره على القطاع.