" أخي في الله أخبرني متى تغضبْ.. إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى وظلت قدسنا تُغصبْ ولم تغضبْ؟ " استحضر الحاج أبو محمد أحد حراس المسجد الأقصى أبياتا شعرية لعبد الغني التميمي بعد القرار (الإسرائيلي) بطرد جميع موظفي وحراس المسجد الاقصى المعينين من قبل الوقف الإسلامي بسبب ما وصفها بـ"المضايقات التي يمارسونها بملاحقتهم للمصلين اليهود".
شق وجع حارس الأقصى الآفاق ليصل غزة، مؤكداً أن قوات الاحتلال أدخلت وحدة شرطية جديدة تدعى "اليسام" للتدخل السريع وفض الاعتصامات في باحات المسجد.
أنين وحسرة
لا شيء في الحرم المقدسي سوى أناته ليلاً، وحسرة حراسه حينما تغفو العيون، وفي السياق بين الحاج أبو محمد بأن عشرات المستوطنين اقتحموا برفقة حاخامات يهود، الأسبوع الماضي ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة الشرطة الصهيونية.
استياء الحاج أبو محمد ظهر جلياً في نبرات صوته التي وصلتنا بشكل متقطع كرصاص المحتل وقال: "منع الموظفين من دخول الأقصى ليس بالأمر الجديد الا أنه تجدد بقرار يمنع حراسه وطردهم جميعاً وليس عدد محدود منهم من باحاته والسماح لليهود بالصلاة لوحدهم في الأقصى".
وكأنهم أصحاب المكان هنا.. وكأن القدس العتيقة بشوارعها باتت هويتهم لدفن بقايا كرامتنا الفلسطينية.
وذكر الموقع الالكتروني لـ"القناة السابعة" في التلفزيون العبري، بأن عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الليكود المدعو موشيه فيغلين دعا إلى طرد جميع موظفي وحراس المسجد الاقصى بسبب ما وصفها بـ "المضايقات التي يمارسونها بملاحقتهم للمصلين اليهود".
دعوات فيغلين لوقف جميع التعليمات التي تميّز المسلمين عن غيرهم في حرية دخول ساحات المسجد الأقصى، والسماح بالدخول الحر للمسجد الأقصى ومن جميع البوابات المحيطة به، استفزت كرامة حراس الأقصى في ظل صمت الأوقاف الأردنية.
وفي السياق قال أحد تلامذة مصاطب العلم بالمسجد الأقصى - رفض ذكر اسمه خوفاً من المخابرات الأردنية: "قرار طرد الحراس من الأقصى لم يحرك ساكناً لدى الأوقاف الأردنية"، وتابع: "التزمت بالصمت الرهيب ولم تبدِ رفضها للقرار ! "
وتساءلت "الرسالة نت": "هل يعقل أن يغيب الحراس عن الأقصى؟، فأجاب: "للأسف سوف يطبق القرار، الا أنهم لم يبلغوننا متى سيتم التنفيذ".
حرب فعلية !
"اليوم تبدأ الحرب الفعلية على حراس المسجد وجميع العاملين بعد نجاحهم بمنعنا من الدخول لفترات محددة ومنع مديرها مسبقاً.. ليس لنا إلا أنت يا الله"، رسالة حملت من الألم والحسرة الكثير، وصلت "الرسالة" من حارس آخر للمسجد الأقصى كان سبب رفضه ذكر اسمه كمن سبقه من زملائه.
ونبه الى أنه في ظل الانتهاكات الخطيرة التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك والصمت الرهيب يأتي موشيه فجلن ليقول "لا داعي لوجود حراس المسجد الأقصى المبارك"، محذراً مما جاء في بيان الكنيست الصهيوني بالسماح بالدخول للمسجد الأقصى ورفع التوراة المحرفة وأداء الطقوس التي تخصهم.
وفي تصريحات صحفية قال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبو العطا، إن نحو 40 مستوطناً اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، وتلقوا شروحاً عن الهيكل المزعوم.
ورصدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ما وصفته بـ"اقتحام مجموعة تضم 132 مستوطنا يتقدمهم الحاخام يهودا جليك للمسجد الأقصى" بمدينة القدس المحتلة، وذلك بحسب بيان أصدرته السبت الماضي.
بين الاستياء والألم والغضب يعيش حراس الأقصى مترقبين لما تحمله الأيام المقبلة في جعبتها بالتزامن مع صمت وزارة الاوقاف الأردنية لاستسلامها ومساعدتها لتهويد الأقصى.
لسان حال حراس المسجد الأقصى المبارك ختم باستكمال أبيات القصيدة فقالوا: أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ... لا مدامعَكُمْ، أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ.