مثلت عملية "بوابة المجهول" بخانيونس ضربةً كبيرةً نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد أحدث وأخطر الوحدات العسكرية الخاصة التابعة لجيش الاحتلال، وهي وحدة الهندسة للمهام الخاصة "يهلوم".
وقد أوقعت المقاومة "يهلوم" فيما تخشاه، فهي وحدة الهندسة المختصة في مكافحة أنفاق المقاومة، ما يعني أن الألم كان مضاعفاً لأن ما تدربت عليه تلك الوحدة لم يفيدها كثيراً في مواجهة خطط كتائب القسام.
وحسب المصادر (الاسرائيلية) فقد أصيب ستة من جنود الوحدة في الكمين بينهم قائد سرية تفكيك العبوات والأنفاق برتبة ضابط مقدم، بينما أصيب ضابط آخر برتبة رائد وأربعة جنود آخرين.
وفي العام 2011 أجرى عناصر وحدة "يهلوم" تدريبات واسعة في منطقة تسئيليم، في عمق النقب جنوب (اسرائيل) على كيفية التعامل مع الأنفاق·
وكشف التلفزيون (الإسرائيلي) أن التدريبات التي قامت بها هذه الوحدة "يهلوم" استمرت 16 شهراً، مشيرا الى أن الجيش (الإسرائيلي) يفترض أن كتائب القسام حفرت 600 نفق، أغلبها مفخخ.
وقد اختلفت نظرة جيش الاحتلال عن أنفاق المقاومة في غزة بعد عملية كمين خانيونس فبعدما كان يعتبرها أنفاق داخلية مفخخة قد تنفجر في وجه الجنود الذين يقتحمون قطاع غزة بات تصوره أنها أنفاق هجومية سيتم تفعيلها لاختطاف جنود جدد خلال الفترة المقبلة أو في أي مواجهة جديدة.
وافترض الجيش (الإسرائيلي) أن حركة حماس ستعتمد على الأنفاق بشكل أساسي في ضرب القوات (الاسرائيلية) المتوغلة عبر تفخيخها وتفجيرها، فضلاً عن استخدامها في اختطاف الجنود وتمكين عناصر جهازها العسكري من التحرك خلال المواجهات·
"الرسالة نت" أعدت تقريراً عن الوحدة التي سقطت في شباك كتائب القسام فجر الجمعة رغم أنها من الوحدات الخاصة عالية التدريب، ولا يستطيع الجيش دخول أي منطقة دون اصطحاب أفرادها لخبرتهم في مواجهة الأنفاق.
وازداد اهتمام الجيش (الاسرائيلي) بمسألة الأنفاق الأرضية في العام 2005 بعدما فجرت المقاومة الفلسطينية نفقاً في عدد من الجنود على محور فيلاديلفي (صلاح الدين) ما أدى لمقتل خمسة من الجنود، وحينها قررت قيادة الجيش تشغيل وحدة جديدة لمكافحة الأنفاق وتم اطلاق مسمى "يهلوم" عليها وتحمل شعار النقيب "تل هاكاني" قائد المجموعة التي قتلت في انفجار رفح.
وقد زاد اهتمام الوحدة بمسألة الأنفاق الأرضية بعد الحرب على لبنان في العام 2006 وحرب "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة في العام 2008- 2009.
المهام الخاصة
تركز مهام الوحدة في عدة نقاط أهمها: اكتشاف وتفتيش وتدمير الأنفاق والممرات الأرضية، والكشف عن العبوات والمتفجرات التي تزرعها المقاومة الفلسطينية وتعمل على تفكيكها، بالإضافة لعمليات نسف البيوت وتفجيرها وتفخيخ الأسلحة التي تصل للمقاومة، ناهيك عن استكشاف المتفجرات في مناطق التماس.
ويرتكز عمل هذه الوحدة في السماح للقوات بالحركة ميدانياً-لاسيما سلاح المدرعات-، حيث تساعد الدبابات على اقتحام العقبات وحقول الألغام التي تنصبها المقاومة.
وستكون هذه الوحدة ضمن وحدات المشاة التي ترافق الدبابات قبل أي عملية وفق الاستراتيجية الجديدة لسلاح المدرعات.
الحرب على غزة
كانت "يهلوم" في طليعة الوحدات التي شاركت في الحرب على قطاع غزة، ومسئولة عن تدمير وتفجير عدد كبير من منازل المدنيين الملاصقة للسياج الحدودي.
واكتشفت عدداً من الأنفاق وفجرتها إلا أنها تبينت أنها غير ذات قيمة وقد استخدمت للسمعة الاعلامية.
طبيعة عمل الوحدة
نظرا لخطورة التعامل مع الأنفاق والعبوات الناسفة تستخدم هذه الوحدة وعلى نطاق واسع الروبوتات الآلية وأنظمة مراقبة متطورة لفحص المناطق التي تعمل بها دون تعريض أفرادها للتعامل المباشر مع المتفجرات.
وتتعامل هذه الوحدة مع الانفجارات الدقيقة والتدميرية المحيطة بالأنفاق, إضافة لتعاملها مع باقي الوحدات الهندسية حيث تتبادل معهم المعلومات حول الألغام والأنفاق بهدف تدميرها.
والوحدة لا تحتك مع الخصم بشكل مباشر بل تستخدم أجهزة الروبوت لتنفيذ العديد من المهام المطلوبة.
طبيعة أفرادها
وأفراد وحدة "يهلوم" مهندسون مختصون في المتفجرات، وتعطى تدريباً عالي على العمل في المناطق المعقدة والأماكن المغلقة والظلام وانعدام استخدام الوسائل التكنولوجية، ولدى أفرادها القدرة على التحكم بالروبوتات الالكترونية في أصعب الظروف.