توّجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جنيف لعقد لقاء ثلاثي يجمعه ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. يأتي هذا التطوّر في أعقاب الحديث عن احتمال التوصّل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في هذه الأثناء ذكر مصدر دبلوماسي مطلع أن المفاوضات النووية الجارية في جنيف ستمدد إلى مساء اليوم نظرا لانضمام كيري لها.
كما سينضم للمفاوضات كل من وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والألماني غيدو فيسترفيله.
ولمّحت مصادر دبلوماسية فرنسية إلى أن مسوّدة اتفاق بشأن هذا الملف تخضع حاليا للنقاش بين القوى العظمى وإيران. وقد اعتبر فابيوس أنها مرحلة مهمة.
واعتبرت الخارجية الألمانية -في تصريحات صدرت اليوم- أن المحادثات وصلت إلى مرحلة مهمة.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم عن تفاؤله بإمكانية أن تتوصل الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) وإيران إلى اتفاق على خارطة طريق لإنهاء الخلاف بشأن برنامج طهران النووي خلال محادثات جنيف اليوم.
وخلال مؤتمر صحفي في موسكو قال لافروف إنه لا يريد أن يستبق نتائج المحادثات، مضيفا أنه يجب السماح لإيران بأن يكون لها برنامج نووي سلمي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقل عن وكالة إيتار تاس للأنباء الروسية عن مصدر دبلوماسي لم تكشف هويته أن لافروف لن يتوجه إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات اليوم بشأن الملف النووي الإيراني.
رفض إسرائيلي
وكان كيري قد عقد في وقت سابق اليوم في مطار بن غوريون في تل أبيب اجتماعا هو الثالث له مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال يومين.
وقد رفض نتنياهو بقوة الاتفاق المتوقع بشأن ملف إيران النووي واصفا إياه بالسيئ جدا. وقال إنّ أي صفقة معتدلة مع إيران ستقضي على فرص التوصّل إلى اتفاق معها بشأن التخلص من برنامجها النووي بطرق سلمية.
وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن نتنياهو لوح من جديد بإمكانية أن تلجأ إسرائيل وحدها للحل العسكري في حال لم يفض الاتفاق المزمع بين إيران والدول الكبرى إلى إنهاء النووي الإيراني.
اختبار
وأمس قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده لا تنوي القيام إلا بتخفيف "بسيط جدا" ويمكن العودة عنه لنظام العقوبات المفروضة على إيران للتأكد من حسن نيتها في المفاوضات الراهنة، وإن هناك إمكانية للتوصل لاتفاق على مراحل ستكون المرحلة الأولى فيه وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني.
وقال أوباما، في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" إن المحادثات التي استؤنفت في جنيف أمس الخميس بين الدول الكبرى وإيران ليست مخصصة لتخفيف العقوبات.
وأضاف أنه إذا تبين خلال الستة أشهر أنهم لا يحترمون تعهداتهم فمن الممكن استئناف الضغط، وأكد من جديد أنه لن يسحب أي خيار عن الطاولة ومن بينها "العسكري" لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
كما أشار إلى أن أفضل وسيلة للتأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحا نوويا هي الحصول على وسائل للتحقق من تفكيك هذا البرنامج، وأنه بإمكان منظمات دولية معرفة ما يقومون به. وأوضح أن مصطلح "تفكيك" أطلقه الإيرانيون بأنفسهم.
وقال مايكل مان المتحدث باسم آشتون "نحرز تقدما، وآشتون ستجتمع مع وزير الخارجية الإيراني صباح الجمعة لإتاحة مزيد من الوقت لبحث بعض القضايا".
وأضاف أن دبلوماسيين من الدول الست سيجتمعون الجمعة للإعداد لمحادثات آشتون مع ظريف.
من جهة ثانية، قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن مسؤولين أميركيين وإيرانيين عقدوا محادثات ثنائية جوهرية الخميس على هامش اجتماع جنيف يهدف لإنهاء مواجهة ممتدة منذ عقد مع طهران بشأن طموحاتها النووية.
وقال المسؤول الأميركي إن الاجتماع الذي استمر ساعة بين الوفدين الأميركي برئاسة وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، والإيراني برئاسة عباس عراقجي -نائب وزير الخارجية- كان جادا وجوهريا.
وكان وزير الخارجية الإيراني قال في وقت سابق الخميس إن بلاده تحرز تقدما في المفاوضات مع القوى الدولية الست الرامية لإنهاء الخلاف المستمر منذ عشر سنوات بين طهران والغرب بشأن الأنشطة النووية لإيران، لكنه وصف المحادثات بأنها "صعبة".
الجزيرة نت