قائد الطوفان قائد الطوفان

الأجواء مشحونة

الاحتلال يخلط أوراق المنطقة

الرسالة نت/رامي خريس                

اختلطت الأوراق في المنطقة على نحو عجيب ، فالحديث عن الحرب الشاملة الذي تدق طبولها حكومة الاحتلال يتصاعد ، في الوقت الذي تشير فيه توقعات المراقبين إلى عدم استعداد الولايات المتحدة –حليف (إسرائيل) الاستراتيجي- لخوض أي حرب بعد سلسة الإخفاقات التي منيت بها في العراق وأفغانستان.

 وفي خضم تلك الأجواء المشحونة أقدم جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وبمصادقة أعلى سلطة سياسية في (إسرائيل) على تنفيذ عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي ،تلك العملية التي تدور ككرة الثلج ، فهناك من يرى أن إقدام حكومة الاحتلال على تنفيذ العملية في الإمارات العربية تحمل أبعاداً كثيرة مرتبطة بسياسة حكومتها التصعيدية ، في اتجاهات عدة .

** تحرش واستفزاز

 وفي اللحظة التي ترغب فيها حكومة الاحتلال بتوجيه ضربة ضد إيران أو شن حرب شاملة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمتحالفين معها ، فإنها تتحرش بحركة حماس وتستفزها من خلال توجيه ضربات مركزة مثلما حصل في عملية اغتيال المبحوح.

وليس هذا فحسب فإن اختيار المكان لتنفيذ عملية الاغتيال يحمل دلالات هامة في نظر بعض المراقبين الذين يرون إن (إسرائيل) تريد أن تقول أنها غير ملتزمة باحترام سيادة دبي ، وقد يكون ذلك في إطار الضغط على هذه الإمارة التي تشكل مخرجاً تجارياً ومالياً أساسياً لإيران يجعل أي حصار أمراً مستحيلاً ، وقد خرقت (إسرائيل) في الماضي سيادة دولة تعتبر العلاقة معها إستراتيجية مثل الأردن ، وأجبرها الملك الراحل حسين على دفع ثمن لذلك. ولكنها لا تلتزم باحترام سيادة دول أخرى.

والرسائل الأخرى من عملية الاغتيال التي أرادت (إسرائيل) إيصالها أنها مؤسسة لا تنسى المطلوبين لها ولو بعد عقود ، وأن معركتها ضد تهريب السلاح إلى غزة هي حرب.

** حرب الحصار

 والحرب على غزة مستمرة ولكن بوسائل متعددة ومن أهمها استمرار الحصار ، وتعول حكومة الاحتلال حالياً على الجدار الفولاذي لإحكامه ومنع الأنفاق ، وتراهن على إحداث تآكل في الحكومة في غزة أو دفع حماس لقبول شروط مصر لغرض تأمين متطلبات الحياة ، أو تحويل الحصار إلى سبب لاستفزاز الحركة ودفعها لعمل ما لكي لا يتحول الحصار الكامل بالجدار الجديد إلى روتين لا يمكنها تحمله ، فالحصار المفروض حالياً أشبه بالحرب الباردة .

 وفي جهة أخرى تسعى حكومة الاحتلال إلى تجديد العملية السياسية لأنها مهمة جداً لاقتصادها. وبحسب محافظ بنك (إسرائيل) الجديد فإن 3% من مجمل الدخل القومي "الإسرائيلي" منوط بمجرد استمرارها. فهي ترفع نسبة الاستثمارات الداخلية والخارجية في (إسرائيل). ولكن "عملية السلام" هي أيضاً أفضل بيئة لحشد المواقف الدولية ضد إيران والمقاومة وضد "محور الممانعة" عموما كما قال المفكر العربي عزمي بشارة الذي يرى أنه في ظل حالة اللاحرب الحالية سوف تستمر سياسة الاغتيالات بتواز مع الحصار لاستنزاف المقاومة الفلسطينية ، لكنه يرى في المقابل  أنه لا دليل على نجاح نموذج رام الله ، مشيراً إلى أن الأخبار الصادرة من هناك بائسة بتعبير متواضع. والحالة في الضفة الغربية لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه من استمرار الاحتلال وحل القضايا بسياسات اقتصادية كما خطط نتنياهو.

 

البث المباشر