قائد الطوفان قائد الطوفان

انتهاكات السلطة تطال "الباحثين عن المتاعب"

أجهزة السلطة تعتدي على صحفيين (أرشيف)
أجهزة السلطة تعتدي على صحفيين (أرشيف)

الرسالة نت- حمزة أبو الطرابيش

إنها السلطة الرابعة أو كما يسميها الكثيرون حول العالم"مهنة البحث عن المتاعب"، لكنها في الضفة المحتلة ليست كذلك، فأمام انتهاكات أفراد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تعثّرت أقلامها وتكسرت كاميراتها.

الصحفي جورج قنواتي مدير راديو "بيت لحم 2000" كان آخر الصحفيين الذين تعرضوا لمضايقات السلطة عندما أقدمت الأجهزة الأمنية هناك على اعتقاله.

وتزعم السلطة أن اعتقال قنواتي جاء على خلفية حلقته الأخيرة من برنامج "عمار يا بلد" الذي يبث عبر إذاعة "بيت لحم 2000". وفق ما قال أحد العاملين هناك.

ولم يكن قنواتي الصحفي الأول الذي تطاله حملة السلطة المتصاعدة بحق الاعلاميين، فكانت قد اعتقلت المصور مصعب سعيد نهاية الأسبوع الماضي أمام بلدية البيرة بعد تغطية ندوة عن الأقصى.

وضمن مسلسل الانتهاكات.. اعتدت أجهزة السلطة مطلع الشهر الجاري على أعضاء شبكة "أنين القيد" الإعلامية، واعتقلت أحدهم خلال إعداد تقرير عن عائلة أسير فلسطيني من فتح.

وقالت بشرى الطويل المتحدثة باسم الشبكة في تصريح لـ "الرسالة نت": إن الطاقم تفاجأ أثناء إعداد التقرير في مدينة البيرة بمحاصرته بواسطة مركبة تابعة للأجهزة الأمنية واعتقلت أسامة شتات واعتدت على الطاقم بالكامل.

وأوضحت الطويل أنه جرى مصادرة المركبة الخاصة بالفريق الإعلامي وما تحويه من معدات وهواتف.

ردود الفعل توالت بعد اعتقال قنواتي والاعتداء على مكتب "أنين القيد"، فجاءت إدانة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الشديدة لإقدام أجهزة السلطة على ذلك، مبينًا أن الممارسات ضد الصحفيين تهدد حرية الإعلام بالضفة.

ورأى المنتدى في بيان وصل بريد "الرسالة نت" نسخة عنه منتصف الأسبوع الحالي، أن اعتقالات الصحفيين تأتي ضمن سياسة قمع الحريات، وتغييب الوعي بواقع الفساد والجرائم التي تمارسها السلطة.

واستنكر المنتدى الذي يتخذ غزة مقرًا له صمت الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني خاصة مؤسسات حقوق الإنسان.

من ناحيته استنكر ياسر أبو هين الرئيس السابق لنقابة الصحافيين بغزة ممارسات السلطة ضد الاعلاميين. وقال: "الأجهزة الأمنية بالضفة تسعى إلى صنع حالة ترهيب للصحفي الفلسطيني كوسيلة لحرفهم عن جرائم السلطة".

وأوضح أبو هين عقب اعتقال قنواتي، أن الاعتقالات تعد جزءًا من سياسة القمع التي تمارسها أجهزة السلطة ضد الصحفيين والكتاب والناشطين.

وأضاف "الصحفي بالضفة يكتوي بنارين: الأولى جراء الممارسات الاسرائيلية، والثانية تقف وراءها أجهزة السلطة"، مؤكدا أن هدفها يتمثل بـ "حجب الحقيقة".

واعتقلت قوات الاحتلال الخميس الماضي مُصورَيْن صحفيَيْن على خلفية تغطيتهما اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى، وقبلهما اعتقلت الصحفي محمد أبو خضير في مطار اللد بعد عودته من مصر.

بدورها، أكدت نقابة الصحافيين برام الله حرصها على متابعة الانتهاكات والإعتداءات ضد الصحافيين العاملين في الأراضي الفلسطينية، مستنكرة اعتقال قنواتي.

وقالت في تصريحات نشرتها وكالة "معًا" المؤيدة للسلطة: "نرفض المساس بحرية التعبير واعتقال أي صحفي (..)، وندعو للالتزام بقواعد مهنة الصحافة وأخلاقياتها".

البث المباشر