مقال: الموساد وكر الشياطين اللعين – الفضيحة المدوية

بقلم : محمد سلامة –كاتب من غزة

إنه جهاز المخابرات الإسرائيلي الأكثر قتلا وإجراما وخرابا من بين الأجهزة الأمنية في العالم , صدر القرار بتأسيسه  في 13 ديسمبر من عام 1949م  ليتولى العديد من المهمات الأمنية ومن بينها القيام بتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل بهدف القضاء على أي مخاطر خارجية قد يتعرض لها هذا الكيان المصطنع  وفي سبيل ذلك لا يتورع الموساد من ارتكاب أبشع وأقذر الجرائم وأخطرها دون الالتفات لأي قوانين أو اتفاقيات دولية لها علاقة باحترام حقوق الإنسان ولا حتى التي تتحدث عن احترام سيادة الدول لبعضها البعض فالموساد جزأ أصيل من إسرائيل والأخيرة دولة مارقة تعتبر نفسها منذ زمن طويل وإلى الآن دولة فوق القانون يحق لها أن تفعل ما تشاء متى تشاء وأينما تشاء مستندة في ذلك إلى الدعم اللامحدود عسكريا وأمنيا واقتصاديا من قبل حليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية و التي ما فتأت تستخدم حق النقض الفيتو لمنع أي قرار دولي يدين إسرائيل ولذلك فهي لا ولن تأبه بأي قرارات ولا قوانين ولا اتفاقيات مهما كبر حجمها وتكدست أوراقها فهي تضرب بكل ما سبق عرض الحائط ولا يهمها سوى التأكد من نجاح أعمالها الإجرامية القذرة بحق من تعتبرهم أعدائها وهم كثر .

وقد تولى قيادة الموساد منذ تأسيسه وإلى الآن عشرة من كبار المجرمين كان أولهم المجرم رؤوفين شيلواح والذي صدر إليه كتاب التكليف رسميا من قبل دافيد بن غوريون بتأسيس وقيادة هذا الجهاز الأمني ومن ثم تنقلت قيادة الجهاز حتى وصلت إلى المجرم العاشر المدعو مئير داغان والذي أشتهر بقطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم باستخدامه سكين ياباني ويقال بأن هذا المجرم قد ولد وسكينا بين أسنانه وذلك من شدة الشراسة الإجرامية التي يتمتع بها ضد العرب والفلسطينيين بشكل خاص ويتفاخر الرجل بأن تاريخه حافل بعمليات القتل والإجرام ضد الفلسطينيين وقياداتهم  وهذا ربما ما أهله للتربع على عرش قيادة الموساد منذ عام 2002 وإلى الآن وقد رفع هذا المجرم كغيره من سابقيه شعارا أمنيا يقول "  من يريد قتلك اسبقه وأقتله " ومن خلال تطبيق هذا الشعار ارتكب الموساد الكثير من عمليات القتل والخطف والتفجير التي طالت العديد من  القيادات والشخصيات العربية والفلسطينية وكذلك العلماء والنوابغ وأصحاب الفكر والرأي وغيرهم الكثير ممن وضعهم الموساد في الدائرة الحمراء وجعل من نهايتهم والقضاء عليهم هدفا قريب المنال تاركا موعد التنفيذ عندما تتهيأ الظروف المناسبة لكل ضحية على حدة , وهذا ما حدث مؤخرا مع القائد العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية والتي تطارده إسرائيل من خلال الموساد منذ عشرات السنين وما أن تهيأت الظروف المناسبة لموعد التنفيذ حتى ضغط رجال الموساد على كبسة التفجير ليلتحق ذلك القائد إلى قافلة الشهداء وليهنأ الموساد بإزاحة أخطر أعدائه الذي تربص بهم على مدى عشرات السنين وها هو اليوم يعاود الموساد الكرة من جديد فيضع الشباك ويرسم الخطط ويبدأ بالتنفيذ لاصطياد ضحيته الجديدة ويرسل من أجل التأكد من نجاح عملية التنفيذ كتيبة من عملائه ليترصدوا ويتابعوا ويلاحقوا القائد العسكري لحماس الشهيد محمود المبحوح ثم لينجحوا أخيرا في القضاء عليه بإحدى وسائل القتل القذرة والغادرة التي يستعملها الموساد في الإيقاع بأعدائه ولكن يبدوا أن غباءا قد أحاط بمئير داغان هذه المرة وربما أنه قد نسي أن هناك كاميرات تصوير أدت للكشف عن كثير من عملائه ومجرميه الذين شاركوا في عملية الاغتيال وقد أصبح معظمهم ملاحقا من قبل الإنتربول الدولي وحتى مئير داغان نفسه ربما يصبح ملاحقا قانونيا لمسؤوليته المباشرة عن الإعداد والتخطيط لعملية اغتيال المبحوح وانتهاكه لسيادة دولة عربية ليست في حالة من العداء مع إسرائيل .

ولكن يبدوا من خلال المتابعة أن إدانة إسرائيل ستمحوها الرياح وأن العاصفة ستهدأ عما قريب ولن ينال القتلة عقابهم كما هو الحال في كل مرة لأن القانون الدولي واتفاقياته الكثيرة لا يتم تطبيقها على الأقوياء ولكنها فقط معدة لمحاسبة الضعفاء أما الأقوياء حتى وإن كانوا مجرمين سفلة وقتلة كرجال الموساد ومرتزقته فهم خارج نطاق القانون الدولي ولن يجرؤ أحد على محاسبتهم طالما أن مصالح الأقوياء تتشابك فيما بينها , ولذلك أتذكر مقولة قالتها جدتي ذات يوم  " يا بني ما بيجيب الرطل سوى الرطلين " وقيل أيضا إن ألفي قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد فهل سنعتبر ونترك طريق الشجب والاستنكار والإدانة جانبا ونبتعد عن كثرة التصريحات والتبريرات والقيل والقال ونبحث عن ما هو أجدى وأنفع لوقف هذا الموساد المجرم عند حدوده ليعلم جيدا أن دمائنا ليست رخيصة وأن ثمنها  كبير وكبير جدا ... لا أملك جوابا ولكننا سننتظر لنرى والأيام بيننا .

 

البث المباشر