أسعارها شعبية

"ليبادوس" و"هوغو"..رائحة عطرة رغم محليتها

غزة/ كمال عليان "الرسالة نت"

اعتاد الشاب أحمد مصطفى (22عاما) منذ صغره أن يذهب لمحله المشهور رغم صغره في سوق معسكر جباليا شمال غزة في كل يوم، فالأمر بالنسبة له يتعدى كونه باب رزق له ولعائلته الكبيرة، فهو علاقة قوية بينه وبين زبائن محله المتواضع لبيع العطور.

ويجلس أحمد خلف طاولته التي تحتل معظم كشكه الصغير، ويعرض عليها مجموعة من العطور الزيتية وأدواته المختلفة، وأخذت المحلات التي تبيعها بالانتشار مؤخرا، ويتردد عليها مغرمون بكل مبتكر من العطور على أيدي هؤلاء الذين أصبحوا خبراء في مجالهم، يقترب في مواصفاته من عطر الزبائن المفضل.

انخفاض السعر

ويشتري الشاب هاني حمدي (23 عاما) العطور التي يتم تركبيها محليا بدلا من العطور الأصلية التي يفضلها بعض الناس، عازيا ذلك إلى انخفاض سعرها مقارنة بالعطور الأصلية، كما أنها تمكنه من تحديد الكمية التي يريد، ويستطيع أن يحدد الرائحة التي يريدها دون أية مشكلة.

ويقول هاني الذي يعمل محاسبا في إحدى الوزارات لـ"الرسالة": " أتردد على هذه الأكشاك الصغيرة التي تبيع العطور المركبة، بهدف الاطلاع على سائر العطور الموجودة في السوق واختيار الأفضل منها"، مبينا أن بعض هذه العطور أفضل بكثير من الأصلية.

وأما الطالب الجامعي حسن عبد الجليل (21عاما) فقد أكد على أنه لا يجد للعطور المركبة بديلا، فهو من أقنع أصحابه بشرائها، معتبرا أنها مشابهة للعطور الأصلية.

ولا يختلف الأمر كثيرا عند الخمسيني أبو محمد الذي يقف أمام الكشك ينتظر الانتهاء من تركيب عطره المفضل (ليبادوس).

وبات أبو محمد مغرما بالعطور، لكنه يقول أن الظروف المادية التي يعيشها لا تمكنه من شراء العطور عالية السعر، مشيرا إلى أنه يلجأ إلى المحلات الصغيرة لتركيب العطور لشراء العطر ذي الرائحة الهادئة والرخيص لتخفيف الضغط على ميزانية عائلته.

وإذا عرف الشاب محل العطر المميز، كما يقول أبو محمد، فإنه سيحصل على منتج ذي رائحة جميلة، ذاهبا إلى أن الكثير من أصدقائه باتوا زبائن عند محل العطور الذي يرتاده.

فئة الشباب

أبو حسام المقيد (37عاما)، صاحب أحد محلات بيع العطور المركبة يبين أن الإقبال على شراء هذه العطور كبير، نظرا لانخفاض ثمنها، ويقول أن أغلب الزبائن هم من فئة الشباب.

ويقول أبو حسام: المثبت والفواح مادتان تلازمان أصحاب المهنة وتستخدمان في عملية تركيب العطور لأنها تستخدم لزيادة كثافة الكحول في العطور المائعة والمواد الدهنية أيضا.

وجودة العطر المركب، وفق أبو حسام، تعتمد على مصدر "الأصانص" العطر الأصلي، مبينا أن دولا معينة تمتاز بجودة صنع هذا المنتج، التي تؤثر على نوعية العطر المركب.

ويتم استيراد الزيوت العطرية المركزة من دول عديدة، مثل فرنسا وإسبانيا والهند، إلى جانب أخرى مستوردة من دول الخليج ومعروفة بثقل رائحتها مثل المسك والعنبر.

ويشير صاحب محل العطور إلى أن الحصار أثر بشكل كبير على مهنته وخصوصا في استيراد المواد الأصلية مما دفعه إلى إنتاج المواد محليا، لافتا إلى أن ذلك ما يدفع الناس إلى شراء العطور المركبة.

وعن الطريقة المستخدمة في تركيب العطور، يقول أبو حسام "يخلط الزيت العطري المركز مع الماء المقطر والمثبت و"الاسبيرتو" - الكحول، ومادة تسمى الفواح لنثر العطر في الأجواء".

العطور أنواع

ويضيف أبو حسام:" بعض الناس يفضلون العطور الإسلامية عن غيرها ومن هذه العطور التي لها رواج كبير، العنبر، المسك، العود، دعاء الجنة، مسك الكعبة، زهرة الخليج، سلطان العطور"، مبينا أن هناك العديد من العطور المركبة مثل ليبادوس، الياسمين، ديزير، تشارلي، ون مان شو، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى.

ويقول أن العرسان هم الأكثر شراء للعطور كونهم يرغبون في شراء أكثر من زجاجة عطر وبسعر أقل من ذلك الذي  سينفقونه على الماركات الأخرى التي قد لا توجد بسبب الحصار والإغلاق.

 

البث المباشر