عندما تقلب قنوات الأخبار عبر شاشات التلفاز لمتابعة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، تجد ما يجري في الضفة الغربية المحتلة يتصدر قائمة نشرات الأخبار لتسارع سخونة الأحداث الميدانية في الآونة الاخيرة من عمليات اغتيالات واعتقالات ومداهمات، فكيف تتعاطي (إسرائيل) مع هذا المشهد؟.
اقترفت (إسرائيل) جريمة جديدة تضاف لسلسلة جرائمها في الضفة، باغتيال ثلاثة قساميين في مدينة الخليل المحتلة، بنيران قوات الاحتلال بعد اشتباك عنيف وقع في مدينة يطا شمال الخليل المحتلة.
الانفجار الكبير
وبعد ساعات من هذه العملية، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات طالت ثلاثة عشر مواطنا في محافظة الخليل بالإضافة إلى اعتقال عدد آخر من أنحاء الضفة المحتلة بدعوى أنهم مطلوبون للجيش.
كما اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين مع جنود الاحتلال في مفترق طارق بن زياد في مدينة الخليل المحتلة، ومازالت المواجهات مستمرة.
محللون سياسيون يرون أن الأحداث التي تشهدها الضفة لا تأتي في إطار انتفاضة جديدة وخاصةً أن الجماهير الفلسطينية لم تنزل حتى اللحظة للشوارع وتعبر عن غضبها لما يرتكبه الاحتلال بحقها.
في حين البعض الآخر، يرى أن الأوضاع متوترة جدا وقابلة للانفجار في أي وقت، لكن تنتظر لمن يشعل فتيلها.
المحلل السياسي سمير عوض من رام الله، يرى أن الأوضاع بالضفة الغربية لن ترتقي لمستوى الانفجار الكبير بين المقاومة والاحتلال رغم وجود خشية (إسرائيلية) من تواصل العمليات ضد أهداف (إسرائيلية) بشكل متسلسل في الآونة الأخيرة.
ووفقًا للمراسل العسكري في القناة الثانية روني دانييل فإن أجهزة الأمن الخاصة في (إسرائيل) باتت تعتبر العمليات الأخيرة ظاهرة مقلقة للنظام الأمني في (إسرائيل) وأنه من الصعب جدًا التعامل معها ولا تعرف إلى متى وكيف ستستمر وقد يتحول الأمر لواقع جديد ستضطر قوات الأمن في النهاية لإيجاد خطط للتعامل معها.
وهنا يشير عوض إلى أن تواصل التصعيد (الإسرائيلي) بالضفة لإعطاء أوراق قوة اضافية تحسب لها أمام المجتمع (الإسرائيلي) الذي أصبح اكثر تطرفًا ويمينية.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلًا عن ضابط (إسرائيلي) كبير، أوضحت أن الدافع الرئيسي لاستمرار وتنامي الأحداث الميدانية هو الجو العام لمناطق الضفة ما يخلق حماسة لتنفيذ المزيد.
و(إسرائيل) ليست معنية بتفجر الوضع بالضفة وصولا لمستوى الانتفاضة الثالثة، هذا ما يراه المحلل عوض والذي أكد ايضًا أن (إسرائيل) تسعى لبقاء الواقع بالضفة المحتلة هادئ مع تواصل سياسة الاستيطان وتهويد القدس وغيرها من الإجراءات التعسفية الأخرى المتبعة بحق الفلسطينيين بالضفة.
لكن المحلل السياسي عليان الهندي من الضفة، يرى أن هناك حالة من الاحباط والتوتر والغضب تسيطر على الفلسطينيين بالضفة من شأنها توفر ظروف مناسبة لاندلاع مواجهة كبيرة مع الاحتلال.
وتابع: "لكن هذا الواقع غير قابل للترجمة على الأرض في هذه الفترة لأسباب أهمها تواصل الانقسام السياسي على الساحة، بالإضافة لعدم وقوع حدث (إسرائيلي) كبير من شأنه أن يشعل فتيل الأحداث بالضفة عن بكرة أبيها".
وأرسلت القيادة المركزية في الجيش (الإسرائيلي) بالضفة تعزيزات على الحواجز (الإسرائيلية) المنتشرة على مداخل مدن الضفة منعا لوقوع أي احتكاكات مع الفلسطينيين خلال الايام القادمة.
كما يخوض الجيش (الإسرائيلي) تدريبات ليلية سرية في الضفة الغربية على غرار التدريب الذي أجراه في مدن داخل (إسرائيل).