في ظل الحصار الخانق

قرار الغاء مهرجان انطلاقة حماس "صائب"

انطلاقة حماس (الأرشيف)
انطلاقة حماس (الأرشيف)

الرسالة نت – عبد الرحمن يونس

فاجأت حركة المقاومة الاسلامية حماس الجميع بإلغاء إقامة مهرجان إنطلاقتها السادسة والعشرون المزمع إقامته في الرابع عشر من ديسمبر في كل عام, وتحويل المبلغ المرصود للمهرجان إلى مشاريع خدماتية.

وكان أشرف أبو زايد مسؤول العمل الجماهيري في حماس قد صرح أن الحركة قررت إلغاء إقامة مهرجان إنطلاقتها السادسة والعشرون، مؤكدًا أنها ستكتفي بفعاليات ميدانية في مناطق القطاع.

وأوضح أبو زايد في تصريح لـ"الرسالة نت"، أن الحركة اتخذت قرار إلغاء إقامة المهرجان، نظرًا للحصار المطبق على قطاع غزة، منذ سنوات.

بدوره، قال القيادي في الحركة د. صلاح البردويل أنه "تم إلغاء المهرجان بشكل رسمي بعد نقاش في أروقة حماس، وعمل مقارنة بين إقامة المهرجان من عدمه ، فرجح الخيار الثاني لدى القيادة، ومن إيجابياته توفير المبالغ المالية وتخصيصها لمشاريع خدماتية".

محللون سياسيون يقولون لـ"الرسالة نت" أن قرار الحركة هذه الأيام حكيم وصائب خاصة في ظل الحصار المشدد على غزة.

هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية يرى أن هذا القرار يأتي من باب المصلحة العامة, وتحويل المبلغ وإن كان بسيطًا بعض الشيء يتفهم حالات الناس المحاصرين "إذ أن المواطن بغزة قد لا يتقبل مثل هذه المهرجانات في الوقت الراهن".

ويوافقه الرأي د. عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، قائلًا: "إنه قرار جيد في ظل الأزمة التي يعيشها القطاع من حصار وقطع كهرباء وتوفير الأموال بمشاريع تخدم الناس".

وتمنى قاسم أن يطبق هذا القرار على كل السنوات؛ لأن مثل هذه المهرجانات عبارة عن "تهريج" تستنزف الجهود والأموال والخطابات التي تلقى خلالها مبالغ فيها ولا يستفيد منها الناس بل لا تعود بالفائدة على مصلحة التنظيم, عازيًا ذلك إلى أنها تسهل على الاحتلال متابعة كل المنتمين لهذه الفصائل, وفق قوله.

وعاد البسوس ليوضح أن المواطنين بغزة قد ينقسمون في تعاطي هذا القرار قسمين، أحدهما يرى أن حماس قلت شعبيتها مثلما كان في الماضي خاصة وأنها قد لا تستطيع حشد الآلاف كما في العام المنصرم, وبالتالي ألغت المهرجان.

أما القسم الثاني- يكمل البسوس- فيعتقد أنه إذا أقامت حماس المهرجان وصرفت مبالغ كبيرة قد تتعرض لموجة انتقادات في الوقت الذي يعيش القطاع حالة حصار شديدة, فإلغاؤه خطوة حكيمة.

يذكر أن قطاع غزة يعاني من حصار خانق شل مناحي الحياة كافة للعام السابع على التوالي, واشتد في الآونة الأخيرة بعد تدمير الأنفاق الشريان الرئيسي لغزة, إثر الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز المنصرم.

ودعا المحللان باقي الفصائل أن تحذو حذو حماس وإلغاء احتفالاتها واستغلال المبالغ في مشاريع تخدم الشعب "بدلًا من فضح عناصرها للاحتلال عبر المهرجانات" وفق قول قاسم.

واعتادت "حماس" التي انطلقت في 14 ديسمبر/ كانون أول 1987م، اعتادت على الاحتفال بذكرى انطلاقتها السنوية، بإقامة مهرجان جماهيري يحضره عشرات آلاف المواطنين، وقادة الحركة، والفصائل الأخرى، على غرار المهرجان الذي أقامته العام الماضي، وشارك فيه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، غير أن الحركة ارتأت عدم إقامته هذه المرة.

البث المباشر