بعد سحب قرعة مونديال البرازيل الجمعة الماضي, أطلق العنان للتوقعات والحسابات باحتمالات التأهل والخروج من الدور الأول، فهناك منتخبات حُجز لها مكان منذ البداية بمنطق التاريخ الكروي وباعها الكبير وتعودها على عبور حاجز دور المجموعات دون عناء في هذا المحفل الدولي الكبير, وهناك العكس.

منطق التاريخ والمشاركات والإنجازات في المونديال ربما لن يخدم منتخبات أخرى تبدو أقل حجما كرويا وتاريخيا أيضا "أي من حيث عدد المشاركات في كأس العالم"، فوجودها في مجموعات حديدية وأخرى نارية ربما يضيّق عليها دائرة احتمالات العبور وملامسة جدار الدور الأوّل.

هذه المنتخبات التي قلل البعض من حظوظها في اجتياز عقبة المرحلة الأولى عليها أن تواجه قدرها فوق المستطيل الأخضر، وعزاؤها الوحيد في هذا المونديال هو اللعب دون حسابات، وتثبت عبر النظرية السائدة "أن المستديرة لا تخضع لمنطق الحسابات ولا التاريخ ولا الجغرافيا أيضا وأن المنطق السائد هو لعب تسعين دقيقة بقتالية ورجولة.. والجدارة للأفضل وليس للأقوى".

وسنتناول في الحلقة الأولى, سردا سريعا لتوقعات التأهل للدور الثاني في المجموعات الأربعة الأولى.

المجموعة الأولى: البرازيل - كرواتيا - المكسيك – الكاميرون.

الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: البرازيل وكرواتيا.

يُتوقّع أن يتصدر المنتخب البرازيلي رأس مجموعته ويعبر إلى الدور المقبل، اذ سيلقى مساندة كبيرة من جماهيره العاشقة لكرة القدم خصوصا أنه يلعب على أرضه.

وسيكون مفتاح العبور هو الفوز في مباراة الافتتاح يوم 12 حزيران/يونيو على منتخب كرواتيا, في حين ستجري حرب كبيرة على خطف البطاقة الثانية بين كرواتيا والمكسيك, والتي يتوقع أن تكون الأولى أقرب إليها من الثانية.

المنتخب الكاميروني ربما هو الحلقة الأضعف في هذه المجموعة ومن الممكن أن يكون بعيدا عن حجز بطاقة التأهل بالرغم من سعي "الأسود غير المروضة" للظهور بشكل مشرف خصوصا صامويل إيتو، الذي يخوض آخر مونديال له.

المجموعة الثانية: إسبانيا - هولندا - تشيلي – أستراليا.

الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: إسبانيا وهولندا.

ويتوقّع أن يبلغ أبرز منتخبين في هذه المجموعة الدور الثاني, وهنا نتحدث عن إسبانيا بطلة العالم في النسخة الماضية بجنوب إفريقيا ووصيفتها, هولندا.

ومن المرجّح أن تكمل إسبانيا الدور الأول في الصدارة حال فوزها على هولندا في مباراتها الأولى بالمجموعة في إعادة لسيناريو نهائي جنوب إفريقيا (1-0)، وكذلك على تشيلي (2-1).

وبإمكان منتخب الطواحين المنافسة على المركز الأول في حال قهر بطل العالم ويبدو أن زملاء أريين روبن قادرون على فعل ذلك أمام "الماتادور" الذي يبدو بعيدا عن مستواه المعهود.

ومن المتوقع أن تحصل مفاجآت في هذه المجموعة عن طريق منتخب تشيلي في حال تألق نجميه أرتورو فيدال مهاجم يوفنتوس وألكسيس سانشيز مهاجم برشلونة، بينما تبدو أستراليا خارج الحسابات.

المجموعة الثالثة: كولومبيا - اليونان – كوت ديفوار – اليابان.

الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: كولومبيا واليابان.

يعدّ المنتخب الكولومبي "المخيف" بأسماء لاعبيه مثل رادميل فالكاو وجاكسون مارتينيز من أبرز المرشحين لتسيّد هذه المجموعة في ظل توقّع غياب منافسة قوية من اليونان وكوت ديفوار، باستثناء منتخب اليابان الذي قد يشكل "الحصان الأسود" في هذه المجموعة.

المجموعة الرابعة: أوروغواي- كوستاريكا - إنجلترا – إيطاليا.

الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني: أوروغواي وايطاليا.

هي مجموعة تحتمل جميع التوقعات على الأقل بين إيطاليا وإنجلترا والأوروغواي، ومن المرجّح أن تشكل الأخيرة خطرا في هذه المجموعة وتتصدر بالرغم من تأهلها إلى المونديال من خلال الدور الفاصل.

أما المنتخب الإيطالي, فمن من المتوقع أن تكون بدايته بطيئة كالعادة ومن الصعب عليه الفوز في مبارياته الثلاثة, لكن بإمكانه أن يضمن التأهل في المركز الثاني خلف الأوروغواي.

الصدمة الكبرى في هذه المجموعة ربما ستكون خروج منتخب "الأسود الثلاث" مبكرا، فاحتمال التعادل مع كوستاريكا والسقوط ضد أورغواي أو إيطاليا وارد جدا، فالبريق الإنجليزي في المونديال تلاشى منذ سنوات طويلة.