الرسالة نت –وكالات
لبى القرار رغبة محمود عبّاس رئيس حركة فتح، الذي كان يبحث عن غطاء وسلم للنزول عن الشجرة لتراجعه عن الشروط التي وضعها لنفسه للعودة إلى طاولة المفاوضات, فيما بدا الأمر بأنه فتوى عربية تبيح لبعاس لقاء نتياهو لكن حرموا الخلوة من خلال (محرم أمريكي)
وفّرر وزراء الخارجية العرب يوم أمس منح عباس الغطاء المناسب للالتحاق بركب المفاوضات من جديد، وإن كانت غير مباشرة. القرار العربي المجتزأ، الذي تحفّظت عليه سوريا، حاول التلطي بشيء من الجدية مع إلباسه صفة «الفرصة الأخيرة».
فيما كان الترحيب الإسرائيلي والإشادة بوزراء الخارجية العرب أبرز ردود الفعل على القرار العربي، الذي يلبّي ما أراده بنيامين نتنياهو: مفاوضات بلا شروط مسبقة، تبدأ غير مباشرة، لكنها لن تلبث أن تتحوّل إلى مباشرة في حين اعلنت حماس وفصائل فلسطينية رفضها القاطع.
المعلم، الذي ترأس اجتماع وزراء الخارجية، قاطع موسى خلال تلاوته لبيان لجنة المتابعة، الذي سبق اجتماع الوزراء، ليعلن تحفّظة، قائلاً: «لم يكن هناك إجماع في البيان الذي صدر عن لجنة مبادرة السلام العربية». وأضاف أنه «ليس من شأن اللجنة أن تقرر إجراء مباحثات لأن هذا الأمر متروك للجانب الفلسطيني وحده».
كذلك، قال المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، الذي مثّل بلاده في الاجتماع، إن «الظاهر ببساطة أن هذا التحرك هو غطاء سياسي لقرار فلسطيني اتخذ مسبقاً». وأضاف «أن سوريا لم تكن هي الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت، لكن كانت هناك وفود عربية أخرى"
وفيما لم يحدد المندوب السوري أي دولة أخرى، قال دبلوماسي عربي، رفض ذكر اسمه لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن دولة قطر لم توافق أيضاً على قرار لجنة المبادرة العربية بقبول المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وكان موسى قد أعلن خلال كلمة افتتاح اجتماع وزراء الخارجية أن لجنة مبادرة السلام العربية قد اتفقت على إعطاء «فرصة أخيرة» لمباحثات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تستمر لمدة أربعة أشهر «تسهيلاً لدور الولايات المتحدة (كوسيط بين الجانبين)»، مشيراً إلى أن كل الدول العربية «مقتنعة بأن المسار التفاوضي مع إسرائيل تحت الظروف الحالية أصبح غير مفيد»، ولا سيما بعد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة الخاصة بضم المقدسات الإسلامية في القدس والخليل، والنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، التي تؤكد «أن مسارات التفاوض مع إسرائيل غير منتجة».
ودافع موسى، خلال المؤتمر الصحافي الختامي، عن القرار العربي. ورأى أن «من حسن إدارة الأمور أن نعطي هذه الفرصة».
وأضاف: «لا نريد أن ندير ظهرنا بالكامل (للرئيس الأميركي باراك أوباما)». وتابع: «إذا كان هناك شيء جاد، تكون هناك مفاوضات إضافية». وأرجع التحفظ السوري على قرار اللجنة العربية بالمخاوف من المماطلة وعدم الجدية الإسرائيلية.
وأضاف: «هناك إجماع على أن الولايات المتحدة الأميركية لم تقم بدورها المطلوب، وأن سوريا تقول إنه لا فائدة من المفاوضات، وإنه لا داعي لفرصة جديدة»، مشيراً إلى أنه «مع صحة الموقف السوري، إلا أن الغالبية قالت إنه إذا كان محمود عباس قد تلقى تأكيدات أميركية، فلنعط فرصة للولايات المتحدة مع تحفظنا وعدم اقتناعنا بالموقف الإسرائيلي"
وبدا أن الولايات المتحدة كانت مترقبة للقرار العربي، وعلى بيّنة من اتخاذه. فبعدما أبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «سعادتها» بالقرار وأملت أن تبدأ المحادثات غير المباشرة قريباً، أعلن مسؤول أميركي أن من المتوقع أن يعود المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة «قريباً لمواصلة عملنا لاستئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن. نحن نقترب أكثر من إنجاز ذلك، لكن ليس لدينا شيء مؤكد أو جاهز لنعلنه حتى الآن"
بدورها، رأت حركة «حماس» أن استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سواءٌ على نحو مباشرٍ أو غير مباشر «جريمةٌ وطنيةٌ تعكس الإفلاس السياسي للرئيس الفلسطيني وفريقه».
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، «إن تعذُّر عباس بأن هناك موافقة عربية على استئناف المفاوضات وفق الرؤية الأميركية غطاءٌ شكليٌّ للنزول عن الشجرة والعودة إلى متاهات التسوية». ودعا «عباسَ وفريقه إلى التوقف عن الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ودفع القضية إلى المزيد من الهاوية، وإلى التوقف عن حالة العبث بمصالحه.
في المقابل أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ,أمس، بتأييد وزراء الخارجية العرب لبدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال المتحدث باسمه، مارك ريغيف، لوكالة «فرانس برس»، «لقد أعلن نتنياهو باستمرار تأييده لمفاوضات السلام ونحن نأمل الآن أن تمضي هذه المباحثات قدماً».