قائد الطوفان قائد الطوفان

هل يذيب "أليكسا" جمود المصالحة؟

(صورة أرشيفية)
(صورة أرشيفية)

الرسالة نت-شيماء مرزوق

عادت الشمس لتدفئ أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد انتهاء المنخفض الذي ضربها الاسبوع الماضي, وبالتزامن مع انسحاب السيول من شوارع قطاع غزة الغارقة بمياه الامطار, عادت الاتصالات المتوقفة منذ فترة بين حركتي فتح وحماس, بعد أن فرضت الاحوال الجوية والمعاناة الغزية نفسها على جميع الأطراف.

ومع ذوبان الجليد على جبال الضفة الغربية المحتلة, ذاب شئ من جمود المصالحة التي توقفت لفترة طويلة ألغيت خلالها كل اللقاءات التي كان من المقرر ان تجري خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر الذي دفع قيادة السلطة الى مهاجمة حماس بقوة في مراهنة واضحة على اركان الدولة العميقة لمبارك في القضاء على الحركة ضمن حملتهم ضد الاخوان المسلمين بمصر أو اضعافها ووضعها تحت ضغط الحصار.

ورغم الاجراءات التي اتخذتها سلطات الانقلاب في مصر ضد القطاع فإن الجميع ادرك ان حماس عصية على الكسر وادرك معارضوها قبل حلفائها انها تمتلك من اوراق القوة ما يجعلها رقم صعب لا يمكن تجاهله.

حركت الركود

الاتصالات التي جرت وان تمحورت في غالبها عن الاضرار التي خلفها منخفض أليكسا لكنها حركت المياه الراكدة في ملف المصالحة, وأعادت الحديث عن ضرورة انهاء الانقسام.

وبعد ان كان المنخفض حديث الناس والاعلام ويكتسح بصوره واخباره المساحات الاكبر من وسائل الاعلام بات الحديث عن المصالحة يزاحمه.

عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق أكد أنه ليس هناك أي جديد بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية, موضحاً في تصريح عبر حسابه على "الفيس بوك" أنه لم يجر التطرق لموضوع تشكيل الحكومة خلال اللقاءات والاتصالات الأخيرة.

تصريحات الرشق تؤكد ان المصالحة لا تزال تراوح مكانها ولم يجر أي تطور يذكر فيها غير ان قيادة الحركتين نفضوا الغبار عن هواتفهم, خلافاً لما ذكرته وسائل إعلام بان حركة حماس أبلغت رئيس السلطة محمود عباس موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

المحلل السياسي د. مخيمر ابو سعدة أكد بدوره أن الكارثة الانسانية التي مرت بها القطاع جراء  المنخفض حركت المياه الراكدة على صعيد الحصار, كما أنه اثمر عن عودة الاتصالات بين الطرفين كتلك التي جرت بين هنية وعباس لبحث الوضع الانساني في غزة.

واستبعد أبو سعدة أن يجري أي تغيير على وضع المصالحة في الوقت الراهن, موضحاً أنه لا يمكن الحديث عن مصالحة في ظل استمرار المفاوضات مع (إسرائيل).

من جانبه أكد المحلل السياسي صالح عبد الجواد أن حماس معنية بالمصالحة اكثر من أي وقت مضى بسبب الحصار الذي اشتد عليها مؤخراً, حيث ان الوحدة ستساهم في اخراج الحركة من عزلتها.

تأزم الطرفين

وكان صلاح البردويل القيادي في حماس قد بين أن الاتصال الأخير الذي جرى بين مشعل وعباس، لم يتوصل إلى نتائج ملموسة على صعيد المصالحة.

حديث القيادات عن عدم وجود نتائج حقيقية او الاتفاق على خطوات فعلية لإنجاز المصالحة قد يزعج الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني الذين يأملون في انتهاء هذا الكابوس الذي زاد من معاناتهم, لكنه يعكس واقعا لسان حاله يقول ان الخلاف بين الحركتين اكبر من ان يحل بعدة اتصالات او حتى لقاءات, خاصة وأن الاشكالية المعقدة تكمن في الرؤى والاستراتيجية المتبعة لدى كل منهما.

حماس المتمسكة بالمقاومة كسبيل لتحرير الوطن والحفاظ على الثوابت تجد صعوبة بالغة في التوصل الى نقطة التقاء مع فتح التي تقود مفاوضات عبثية منذ عقدين من الزمن لم تجلب للفلسطينيين سوى المزيد من الويلات والازمات.

وفي هذا السياق بين ابو سعدة أن السلطة لن تقدم على أي خطوات على صعيد الوضع الداخلي او العلاقة مع حماس حتى تنتهي المدة المحددة للمفاوضات التي من المتوقع الا ينتج عنها شيء.

ولفت إلى أن كل ما يجري بين الطرفين هو تأجيل للازمة رغم أن كليهما يعاني من ازمات فحماس تريد التخلص من الحصار وفك العزلة عنها, بينما السلطة لا خيار لديها بعد فشل  المفاوضات.

ونوه عبد الجواد من جانبه الى أن السلطة ايضاً تعاني من مأزق خطير جراء المفاوضات التي تراوح مكانها في ظل قيادة اليمين المتطرف للحكومة (الإسرائيلية).

وقد تكون العقبات الداخلية امام المصالحة كثيرة لكن ما يزيد صعوبة الملف التدخلات الأوروبية والامريكية التي تسعى بكل جهدها لعرقلة المصالحة, مقابل افساح المجال للمفاوضات الفلسطينية-(الإسرائيلية) التي اصبحت بمثابة تجارة.

البث المباشر