جولة جديدة من التصعيد الخاطف شهدها قطاع غزة عقب عملية القنص التي نفذها أحد المقاومين الفلسطينيين لضابط في سلاح الهندسة الصهيوني بين موقع "نحال العوز" و"مستعمرة كفار" في حي الشجاعية شرقي غزة, لم يتأخر الرد الصهيوني كثيراً, فسرعان ما شنت الطائرات (الإسرائيلية) غارات على عدة مواقع في غزة.
الاحتلال لم يكتف بالغارات التي شنها حيث سارع إلى اغلاق معبر كرم أبو سالم المنفذ الوحيد حالياً للقطاع بعد اغلاق جميع الانفاق الواصلة بين قطاع غزة والجانب المصري والتي ظلت طوال سنوات الحصار شريان حياة للغزيين بعد ان اغلقت جميع البوابات أمامهم.
ورغم ان الاحتلال (الإسرائيلي) اعتاد على اتخاذ هذا الاجراء مع بداية كل تصعيد الا ان الاغلاق هذه المرة يعكس استخدام (إسرائيل) الورقة الاقتصادية في التعامل مع غزة بعد أن أصبح هو المعبر الوحيد الذي يدخل عبره بضائع للقطاع.
عقوبات جماعية
موقع "والا" العبري، أكد أن الوضع الاقتصادي في غزة صعب وحرج للغاية, متوقعاً أن يعود الهدوء بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم الذي يعتبر بالغ الأهمية للفلسطينيين، ومشيراً إلى أن الجيش (الإسرائيلي) بدأ يستخدم عملية التحفيز الاقتصادي القوي ضد القطاع.
وقال ضابط (إسرائيلي) للموقع "في يوم واحد سنرى كيف سيؤثر نقص الغاز على غزة، و(إسرائيل) تريد إيصال رسالة لحماس بأن معبر أبو سالم لن يفتح خلال الأيام المقبلة في ظل ما يجري".
ويبدو من لهجة قادة الاحتلال الانتقامية أنهم سيصعدون من الضغوط الاقتصادية على القطاع, ويستخدمون أزمة المعابر لتشديد الحصار, حيث حذر رئيس الكيان شيمون بيريز سكان غزة من أي تصعيد.
وقال أن قطاع غزة لا يستطيع العيش بدون مساعدة من الخارج وستتوقف هذه المساعدة إذا استمر التصعيد.
هذه التصريحات تعكس تهديدا صريحا للغزيين الذين باتوا محاصرين من كل الاتجاهات, يقطنون في سجن كبير اغلقت جميع أبوابه ودمرت الشرايين الارضية التي كانت تغذيه.
المحلل الاقتصادي ماهر الطباع اكد أن الإغلاقات المتكررة لمعبر أبو سالم جنوب القطاع تحول دون توفير السلع والمواد الأساسية، وتؤثر في الأمن الغذائي للأطفال والعائلات في غزة.
ولفت الى ان القطاع يعاني حتى في الايام التي يفتح فيها المعبر, حيث أن الاحتلال يسمح فقط بدخول 250 شاحنة يومياً من المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية على الرغم من أن سد حاجته يتطلب دخول 700 شاحنة في اليوم الواحد.
وبحسب مدير الإعلام في الغرفة التجارية في غزة فإن وقف ادخال المساعدات عبر المعبر يؤثر بشكل كبير على طبيعة الحياة اليومية للغزيين, خاصة أن 80% من سكان القطاع يعتمدون على هذه المساعدات وانقطاعها يزيد الصعوبات الحياتية التي يواجهونها.
ويعد "كرم أبو سالم"، الذي يقع جنوبي شرقي مدينة رفح، المعبر التجاري الوحيد، في غزة، ويتم من خلاله إدخال البضائع والمساعدات والمحروقات ومواد البناء، إضافة إلى أن غزة تصدر عبره التوت الأرضي (الفراولة) والتوابل الخضراء والزهور إلى الدول الأوروبية.
من ناحيته أدان رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري، إغلاق الاحتلال معبر أبو سالم، معتبراً إغلاق المعبر الوحيد المفتوح جزئياً، والذي يتم من خلاله إمداد القطاع ببعض السلع والمواد الغذائية، عقوبة جماعية.
وشدد الخضري في تصريح صحافي على أن الوضع الإنساني في غزة متفاقم وصعب جداً وأن إغلاق المعبر سيزيد الوضع خطورة على مليوني مواطن يسكنون القطاع.
ودعا إلى استمرار فتح معبر ابو سالم، مؤكدا انه وجد ليعمل ويمد المواطن بحاجياته دون مساس في كل الأحوال.
وجدد الخضري الدعوة إلى حراك عربي ودولي ضاغط على (إسرائيل) للتراجع عن قرارها وإنهاء الحصار وفتح المعابر كافة.