قائمة الموقع

التحديات كبرى.. حماس تلج 2014 بدرع شعبي!

2013-12-29T16:53:09+02:00
خلال انطلاقة حماس الـ 25 (الأرشيف)
غزة - محمد أبو حية

تلج حركة حماس غمار بحر السياسة الهائج متخطية محاولات (إسرائيلية) ودولية وعربية لخرق سفينتها وإغراق قضايا فلسطينية تنتشلها منذ أعوام. تفعل حماس ذلك وهي تصر على التجديف نحو بر الأمان في العام الجديد 2014.

وتنشط الحركة في الداخل والخارج كخلية نحل في ربيع سطا عليه الخريف مبكرا فأضعف إنتاجها السياسي, بل لم تجن الأموال بوفرة كالماضي لتغذية المقاومة المسلحة وصمود الفلسطيني أينما حل وارتحل.

الفرملة السياسية للأنظمة الجديدة وإسقاطها أرضا أضرا الحركة التي وجدت حضنا عربيا ثوريا وقف لجانب مشروعها التحرري ومده بالمال والسلاح.

هاجرت حماس خلال المرحلة الماضية بمبادئها التي لا تخضعها لمزاج أي نظام عربي، وتجرعت مرارة تبعات مواقفها السياسية المعتدلة من الثورات العربية.

تخطيط الحركة التي ولدت من رحم جماعة الإخوان المسلمون في العام الجديد يختلف عن أي وقت مضى، فالحصار على أشده في غزة, والضفة والقدس تُلتَهَمان, والحفاظ على نمو المقاومة في رحم فلسطين هو التحدي الأبرز حتى لا تُجهض بتراجع الدعم المالي والزوابع السياسية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد أكد في أكثر من مناسبة أن حركته تمر "بضائقة مالية" نتيجة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، داعيا الأمة إلى الانخراط في دعم المقاومة الفلسطينية.

الخبراء والمحللون أجمعوا في أحاديث لـ"الرسالة نت" على أن حماس قادرة على تطوير قدراتها العسكرية ذاتيا وتجاوز الأزمة المالية, كما قالوا إنها ستنجح في إدارة الملفات السياسية الفلسطينية بدعم من قاعدتها الشعبية العريضة.

القيادي في حماس والمتحدث باسمها في الخارج حسام بدران قال لـ"الرسالة" إن المال ضرورة لحماس لاستمرار العمل العسكري ضد الاحتلال (الإسرائيلي) وتطويره.

وأشار بدران إلى أن الدعم المالي يتأثر سلبيا وإيجابيا بعوامل متعددة منها الأوضاع الإقليمية وكثرة المحن التي تمر بها عدة بلدان "لكنه لم ينقطع".

واستدرك بالقول: "منذ البداية كنا نعتمد وما زلنا على الدعم القادم من عموم الأمة وجماهيرها الحية المتفاعلة مع فلسطين, وهو مال فيه الخير الكثير".

هنا، يعقّب الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون بالقول إن حماس لديها قاعدة شعبية كبيرة في فلسطين والأمة العربية والإسلامية، "كما تعتمد على جناحها العسكري الذي يستطيع خلط الأوراق".

ويضيف المدهون: "قوة حماس الشعبية جعلتها جزءا من نسيج المجتمع الفلسطيني وهيكله, فهي تتمتع بثقة واحترام دولي وإقليمي على المستوى العربي والإسلامي، أي إن لها عمقا إستراتيجيا وشعبيا ومؤسساتيا ورسميا".

أما عن تغير العلاقات مع بعض الدول العربية, فأكد القيادي بدران أنه أمر طبيعي في العمل السياسي, "كما إن المتغيرات السياسية تفرض هذا الشيء", مشددا على أن حماس لا تندم على مواقفها السياسية ودعم تطلعات الشعوب.

المحلل المدهون يعود ليتابع: "لا بد أن تدير حماس تعقيدات العلاقة مع المحيط العربي والنظام الإقليمي خصوصا في مصر, وعليها أن تضع حلولا إبداعية كإنجاز تحالفات فلسطينية لإدارة غزة".

الحصار يضيق طوق الحصار على غزة يوميا، وتشتد أزمات الوقود والكهرباء والدواء وغيرها, في حين أن بدران يوضح أن الحركة تبذل جهودا كبيرة منذ ثمانية أعوام مضت لكسر الحصار عن غزة، "وتكثف اتصالاتها حاليا بالأطراف الدولية لرفعه".

وأضاف: "حماس ستواصل جهدها الإعلامي لإظهار معاناة الشعب الفلسطيني وفضح آثار الحصار على جميع القطاعات في غزة إلى جانب التحركات الشعبية".

وأوضح بدران أن الحصار الحالي هو الأشد على غزة "لتعدد الجهات التي تشارك فيه", مشيرا إلى بذل جهود مختلفة مع المؤسسات والشخصيات الوطنية في القطاع لتحقيق شراكة عملية للوقوف معا في وجه الحصار.

المحلل المدهون رأى بدوره أن عقدة الحصار من أهم التحديات التي يجب على حركة حماس تفكيكها هذا العام, "لأن الحصار أضر الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة".

وقال في حديث لـ"الرسالة نت": "ترتيب البيت الفلسطيني, وتحقيق المصالحة، ومواجهة أي عدوان (إسرائيلي) محتمل على القطاع، ملفات لا تقل أهمية عن فك حصار غزة".

على الصعيد السياسي الفلسطيني, فإن بدران قال: "حماس تضع على سلم أولوياتها الوقوف في وجه أي تنازلات تقدمها السلطة الفلسطينية في مفاوضات التسوية مع (إسرائيل)", مضيفا: "هذه مهمة الجميع لا حماس فقط".

وتابع: "السلطة ذهبت نحو التفاوض منذ البداية دون تفويض, ومضت في هذا الطريق بلا شرعية قانونية أو شعبية أو غطاء حقيقي".

وأكد أن التحركات الشعبية في الضفة وغزة والخارج سيكون لها دور في رفض المفاوضات والتنازلات, مشددا على أن المقاومة المسلحة هي السبيل لإحداث تغيير على معادلة الصراع وإحباط تصفية القضية الفلسطينية.

المحلل المدهون توقع من ناحيته أن تتوصل السلطة إلى تسوية بنكهة أمريكية بعيدا عن الإجماع الفلسطيني, "بل قد يكون لهذا الاتفاق ما بعده من تنازلات".

حول العمل العسكري، يقول بدران إن حماس معنية بالحفاظ على حالة الصراع ضد المحتل (الإسرائيلي) وتفعيل المقاومة بكل صورها خاصة في الضفة خلال المرحلة القادمة "لما لها من أثر قوي في سير المعركة".

ويضيف: "وحدة شعبنا وتقارب قواه المختلفة هدفان نسعى إليهما دوما دون يأس أو ملل مهما كانت مواقف الآخرين، كما إن تحرير الأسرى مهمة دائمة وثابتة وعلى سلم أولويات الحركة في العام الجديد ومنذ انطلاقتها".

الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور هشام المغاري أكد هو الآخر أن حماس وكتائبها قوة عسكرية منظمة تتمتع بطاقات بشرية مذهلة.

وأوضح المغاري في حديث لـ"الرسالة نت" أن حماس استطاعت التزود بالسلاح والمعدات القتالية ذاتيا ومن الخارج بطرق متنوعة "حتى لا تتوقف معركة التحرير التي تتبناها".

ومرت الحركة خلال مشوار التسلح بعدة معوقات لكنها تكيفت مع الحصار وتجفيف المنابع العسكرية, وأعدت جنودا مدربين وقادرين على إيلام الاحتلال.

فيما يتعلق بالتسلح الذاتي لكتائب القسام بعد الحديث عن تجفيف منابعها جراء هدم الأنفاق وتشديد الحصار البحري والبري, رأى الخبير المغاري أن الكتائب تمكنت من تجاوز هذه المرحلة.

وتوقع أخيرا أن يكون لدى القسام حاليا مخزون إستراتيجي كبير من السلاح يمكّنها من خوض معركة طويلة.

اخبار ذات صلة