قائد الطوفان قائد الطوفان

عاد إلى القدس بقلب حزين

المحرر أبو خضير "يطوي" صفحاتٍ قاتمة

الأسير المقدسي ياسين أبو خضير
الأسير المقدسي ياسين أبو خضير

رام الله- الرسالة نت

لم تكن والدته في انتظاره كما كل المحررين؛ ولا والده كذلك ولا ثلاثة من أشقائه.. جميعهم غيبهم الموت خلال السنوات السبعة والعشرين التي دفنت تحت أكوامها قصة الأسير المقدسي ياسين أبو خضير (48 عاما).

ولعل في حكاية أقدم صحفي أسير الكثير من التفاصيل التي ربما لن تتسع لها المجلدات، ولكن تجربة الأسر بحد ذاتها كانت القصة الأكثر وضوحا مع ما حملته السنوات تلك من ألم لم يخف بريق أمل.

ويقول المحرر أبو خضير لـ"الرسالة نت" إنه لم يتوقع أن يتم الإفراج عن أسرى مقدسيين من حملة الهوية الزرقاء خلال هذه الدفعة، فكان الأمر مفاجئا وحمل الكثير من الفرحة لمئات المقدسيين، لافتا إلى أن تأخير الإفراج عن الأسرى القدامى منذ أكثر من 20 عاما أي بعد توقيع اتفاقية أوسلو رسم الكثير من الجراح التي ستبقي أثرا في نفوسهم.

ويضيف:" ثلاث مرات حدثت فيها إفراجات وأنا داخل الأسر ولأنني المقدسي الوحيد أبقى وحيدا في الزنزانة ويتم الإفراج عن زملائي من قطاع غزة أو من الضفة، هذا الأمر كان يؤلمني أكثر من أي شيء آخر، لأنني ابن القدس لا يتم الإفراج عني وتكتفي القيادة بالقول إن الطرف الإسرائيلي كان يرفض الإفراج رغم أنها كانت تملك أوراق ضغط بيدها".

ويعود المحرر إلى منطقة شعفاط التي تربى فيها؛ ولكنه لم يستطع أن يزيح أنظاره عن حجم التهويد الذي طال المدينة المقدسة خلال كل هذه المدة، فالقدس تحولت خلال العشرين عاما الماضية أي منذ توقيع أوسلو من مدينة فلسطينية إلى تجمعات سكانية تنهشها المستوطنات ويسرح فيها المستوطنون بكل حرية.

ويتابع:" القدس تغيرت والوجوه تغيرت، فالمدينة زاد فيها التهويد أضعافا وأهلي الذين أعرفهم غاب الكثير منهم وتعرفت على أقارب جدد لم أكن أعرفهم من قبل لطول الغياب".

وعن مشاريع ما بعد التحرر يقول أبو خضير إنه ينوي إكمال تعليمه في الدراسات العليا حيث كان أنهى 11 فصلا داخل السجون وكان من المقرر أن يتخرج في الصيف الماضي ولكن الاحتلال منع التعليم عن الأسرى فجأة، كما سيكمل علاجه كونه عانى من نزيف حاد في المعدة استدعى استئصال أجزاء منها بعد خوضه إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على استشهاد أحد زملائه من الأسرى.

ويضيف:" سأبحث كذلك عمن تشاركني حياتي بعد كل هذه السنوات من الحرمان والظلم وسأحاول أن أبني عائلة ترفض القيود وترفض ظلم الاحتلال".

أجواء مثالية

بدوره فإن أيمن أبو خضير شقيق المحرر يقول إن المشاعر لا تكاد توصف بالكلمات حين عاد الأسير المحرر إلى منزله وعائلته، مبينا بأنه رغم الجراح والآلام التي عاشتها العائلة خلال هذه المدة إلا أن الفرحة ارتسمت على وجوه المئات وكانت الأجواء مثالية.

وأشار أيمن لـ"الرسالة نت" إلى أن موكبا حاشدا كان في انتظار الأسير المحرر على مدخل القدس وساروا به إلى منزله في شعفاط هاتفين فرحين بحريته، كما أن المشاعر تجاوزت كل المقاييس واختلطت بالفرحة والحزن على من غابوا دون أن يعيشوا هذه اللحظات.

وتابع:" ليس من السهل أن نحرم من شقيقي طيلة هذه المدة والآن كأننا جميعا ولدنا من جديد".

الجدير ذكره أن الأسير المحرر أبو خضير اعتقل في 27/12/1987 وكان وقتها لم يتجاوز 22 عاما بتهمة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال تحت إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان وقتها يعمل صحفيا في جريدة القدس وجريدة الميثاق.

البث المباشر