ما يسعد المفكر الصهيوني في الانقلاب وما يقلقه

الجيش المصري (الأرشيف)
الجيش المصري (الأرشيف)

د. صالح النعامي

الانقلاب في مصر أصبح مصدر "إلهام" لبعض النخب الصهيونية البائسة. فقد دعا جنرال (إسرائيلي) حكومة بنيامين نتنياهو لاستخلاص العبر من الحرب التي تخوضها حكومة الانقلابيين في مصر ضد الحركات الإسلامية وتطبيقها في الحرب ضد حركة حماس.

وانتقد الجنرال تسفيكا فوجل، القائد السابق لهيئة قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش (الإسرائيلي) سلوك الحكومة (الإسرائيلية) تجاه قطاع غزة، متهماً إياها بالتردد.

وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "إسرائيل اليوم"، قال فوجل إنه كان يتوجب قصف منزل رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية وزملائه في قيادة حركة حماس فوراً بعد عملية القنص التي أسفرت يوم الثلاثاء الماضي عن مقتل عامل (إسرائيلي).

واعتبر أن هذا التصرف ضروري من أجل الإظهار لـ"العدو أننا عازمون على الدفاع عن أنفسنا بكل السبل".

واعتبر أن فوجل أن عملية من هذا النوع بإمكانها أن تفضي إلى حسم المواجهة مع حركة حماس بشكل نهائي، من خلال استغلال الرد الفلسطيني عليها "لإنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع"، على حد تعبيره.

وأردف فوجل قائلاً: "كان يتوجب علينا أن نتعلم من المصريين كيفية مواجهة حركة حماس من أجل إنهاء الواقع الحالي".

ما يسعده ويقلقه

اعتبر المفكر اليهودي الأمريكي دانييل بايس أن إقدام الجيش المصري على عزل الرئيس محمد مرسي تطور "يبعث على السعادة". وفي مقال نشره موقع صحيفة (إسرائيل) اليوم "قال بايس، الذي يرأس "منتدى الشرق الأوسط" في واشنطن: "من السهل تفسير السبب الذي يدفع المرء للسعادة عندما يتم اجتثاث الإسلاميين المتعجرفين من جذورهم في مصر".

"

مفكر يهودي امريكي: إقدام الجيش المصري على عزل الرئيس محمد مرسي تطور "يبعث على السعادة"

"

وأضاف بايس، الذي يعتبر من غلاة "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة ومن مناصري اليمين المتطرف في (إسرائيل) أن ما يبعث على السعادة العارمة هو أن الانقلاب وضع حداً للحركة الوحيدة في العالم التي تتشبث بالمثاليات"، مشيراً إلى أن الانقلاب مثل ضربة غير مسبوقة لجماعة "الإخوان المسلمين".

واستدرك بايس، الذي جاء مقاله بعنوان "سعادة وقلق في أعقاب الانقلاب"، قائلاً: "إن ما يبعث على القلق هو التدهور الاقتصادي الكبير الذي لحق بمصر بعد الانقلاب، والذي يمكن أن يسهم من جديد في استعادة جماعة الإخوان المسلمين لشعبيتها الكبيرة".

ونوه إلى استفحال المظاهر التي تدلل على قرب انهيار مصر اقتصادياً، مشيراً إلى توقف عجلة الانتاج وانهيار السياحة، منوهاً إلى أن هناك شكوك أن يكون بقدرة حكومة الانقلاب على شراء الدقيق اللازم لإطعام عشرات الملايين من البشر.

وتوقع باييس أن تسود المجاعة في مصر، في حال لم يتم تدفق مليارات الدولارات من الخارج سنوياً إلى خزانة الدولة، محذراً من أن المصريين الذين تظاهروا ضد جماعة الإخوان المسلمين قد يتظاهرون في المستقبل من أجل عودتها لسدة الحكم.

قناص الرعب

تبين أن القناص الفلسطيني الذي أطلق النار وقتل أحد العاملين في وزارة الحرب الصهيوني الثلاثاء من الأسبوع الماضي، قد أجبر الجيش (الإسرائيلي) على تغيير أنماط الخدمة العسكرية لدى قادته وجنوده، علاوة على تغيير أنماط الحياة والمدنية لدى المستوطنين في محيط القطاع.

فقد أشار موقع "وللا" (الإسرائيلي) إلى أنه في أعقاب ما حصل فقد صدرت التعليمات لقادة وضباط الجيش (الإسرائيلي) الذين يعملون في محيط قطاع غزة بتوخي أقصى درجات الحذر خشية أن يقعوا ضحية للقناص الفلسطيني.

ونقل الموقع عن المصادر العسكرية قولها: "لقد صدرت التعليمات لضباط وجنود لواء جولاني الذي يعمل في محيط القطاع بعدم الوقوف أو التحرك إلا في أماكن محمية تقلص من قدرة القناصة على الإصابة".

وأشارت المصادر إلى أنه ضمن التعليمات الجديدة يحذر على الجنود النزول من العربات المصفحة أو الاقتراب من الجدار الحدودي العازل مع القطاع.

"

مصادر عبرية: الجيش اشترط على المزارعين أن يستخدموا تراكتورات مصفحة حتى لا يتعرضوا للقنص.

"

ونوهت المصادر إلى أن تعليمات قد صدرت للمزارعين في المستوطنات اليهودية القريبة من قطاع غزة بعدم العمل في الحقول المتاخمة للخط الحدودي.

وحسب المصادر فقد اشترط الجيش على المزارعين أن يستخدموا تراكتورات مصفحة، علاوة على نصب مكعبات إسمنتية بالقرب من شبكات المياه التي يقومون باستخدامها حتى لا يتعرضوا للقنص.

الخسة في أسفل دركاتها

بعد تعتيم دام أربع سنوات، سمحت المحكمة المركزية في (تل أبيب)  الإثنين الماضي بالكشف عن الهوية الحقيقية لمحقق المخابرات (الإسرائيلية) الذي وظف عمليات الاغتصاب في استجواب الأسرى العرب.

وقد تبين أن اسم المحقق الذي كان يطلق عليه "كابتن جورج الرهيب" هو دورون زهافي، الذي كان المحقق الرئيس في وحدة " 504 "، في شعبة الاستخبارات العسكرية (الإسرائيلية) "أمان"، وهي الوحدة التي تعنى بتجنيد العملاء من دول تقع في محيط (إسرائيل) والتحقيق مع العرب الذين يتم خطهم من خارج حدود فلسطين.

وقد تفجرت قضية "الكابتن جورج" عندما رفع أحد المعتقلين اللبنانيين دعوى ضده  عام 2009، اتهمه فيه باغتصابه أثناء التحقيق معه.

وإثر الجدل الذي أثارته القضية، تطوع عدد من زملاء زهافي للحديث عن "الفظائع" التي كان يرتكبها ضد الأسرى العرب، وتوظيفه كل أشكال التعذيب النفسي والجسدي والجنسي من أجل دفع الأسرى لتقديم اعترافات.

وعرضت صحيفة هارتس في عددها الصادر بتاريخ 3-7-2012 تحقيقاً تضمن مقابلات مع زملاء لزهافي أكدوا أن سلوكه كان يحظى برضى وقبول قادة الجيش والدولة بسبب نجاحه في الحصول على الاعترافات عبر توظيف هذه الوسائل.

وحسب التحقيق، فقد كان أحد الذين يشرفون على أنشطة زهافي الجنرال عاموس جلعاد، أكثر الجنرالات (الإسرائيليين) نفوذاً لدى سلطة الانقلاب في مصر -حسب وسائل إعلام (إسرائيلية)- وكان يشغل منصب قائد لواء الأبحاث في "أمان"، أما الآن فيشغل منصب مدير الدائرة السياسية في وزارة الدفاع.

البث المباشر