غزة – أحمد الشياح – الرسالة نت
طالبت عائلة الأسير محمد عبد العزيز لبد المؤسسات الحقوقية والدول العربية للتحرك العاجل لإنقاذ ابنها الذي أصيب ظهر اليوم بشلل نصفي بعدما ماطلت قوات الاحتلال في علاجه .
وقالت عائلة لبد خلال مؤتمر صحفي عقدته جمعية واعد للأسرى والمحررين واللجنة العليا لنصرة الأسرى أن اسري سجن المجدل يتهيئون لإعلان إضراب عن الطعام خلال الأيام القليلة القادمة وذلك للضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن ابنهم لبد ولإيصال رسالة إلى المختصين بضرورة النظر إلى الأسرى بعين الرحمة والوقوف إلى جانبهم .
الجدير ذكره أن الأسير لبد اعتقل عبر حاجز بيت حانون بتاريخ 2-7-2000م حيث كان متوجها إلى إحدى مستشفيات رام الله للعلاج ، ومحكوم علية بالسجن لمدة عشرة سنوات.
وحملت عائلة الأسير "ابولبدة" سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة والمباشرة عن حياة ابنهم الأسري "محمد" وما وصلت إليه حالته الصحية من تدهور خطير، وناشدت المنظمات الدولية والصليب الأحمر ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ابنهم من الموت الذي يعانى منه في سجون الاحتلال ،و إيفاد لجنة طبية خاصة لزيارته على وجه السرعة للإطلاع على حالته ، كما طالبت العائلة العمل على الإفراج عنه وبشكل سريع، كما وطالبت أيضا فصائل المقاومة الفلسطينية بأن يكون لها كلمة قوية في هذا السياق.
وأوضحت عائلة الأسير بان ابنهم لم يكن يعانى من اى أعراض مرضية حين اعتقل في 2/7/2000 اى قبل حوالي عشر سنوات ، ولكنه تعرض إلى تعذيب قاسى خلال التحقيق بأبشع وسائل التعذيب ، مما أدى إلى إصابته بإعاقة في رجليه وأصبح غير قادر على الحركة بشكل جيد ، ونظراً لإهمال علاجه بشك لمتعمد ومقصود من قبل سلطات الاحتلال ، وسوء الأوضاع المعيشية داخل السجون تدهورت صحته إلى أن أصيب بشلل نصفى وأصبح يتحرك على كرسي ، ورفض أيضاً الاحتلال إطلاق سراحه ، أو علاجه رغم انه أمضى أكثر من ثلثي مدة الحكم .
وطالبت العائلة بمعاقبة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى، واستهتاره بالقانون الدولي الانسانى.
من جهتها قالت اللجنة العليا لنصرة الأسرى أن أوضاع الأسرى المرضى تدمي القلوب مشيرة إلى أن عدد الأسرى المرضى وصل إلى 1000اسير مريض منهم 16اسير مرضى بالسرطان و23اسيرا يقيمون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة و87اسيرا يعانون من أمراض مزمنة 800اسيرا يعانون أمراض مستعصية ومزمنة ومنهم من لا يستطيع التنقل أو الحركة على الرغم من إقامتهم في مستشفى الرملة الذي هو وسيلة من التعذيب المبرح.
وبينت اللجنة العليا أن قوات الاحتلال الصهيوني تماطل في إجراء العمليات الجراحية لأسرى مرضى محتاجين لها ، وان هناك العديد من الأسرى المرضى يمكثون أشهرا في انتظار نقلهم إلى مستشفيات خارجية للعلاج .
وأوضحت أن الأوضاع الصحية في سجون الاحتلال خطيرة واستثنائية .
وأكدت اللجنة بان أعداد شهداء الحركة الأسيرة مرشحة للارتفاع في سجون الاحتلال نظراً لاستمرار سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارات السجون بحق الأسرى المرضى الذين يزيد عددهم عن 1600 أسير مريض بعضهم يعانى من أمراض خطيرة جداً كالسرطان والفشل الكلوي والشلل .
وأفادت لجنة نصره الأسرى أن الأسير "ابولبدة" من مخيم جباليا شمال قطاع غزة محكوم بالسجن لمدة 12 عام ،ويقبع في سجن مستشفى الرملة الصهيوني منذ عدة سنوات ، أمضى في سجون الاحتلال عشرة أعوام ، وكان يعانى خلالها من شلل نصفى نتيجة التعذيب والظروف السيئة داخل السجون ، ويتنقل بمساعدة زملائه الأسرى على كرسي متحرك ، ورغم المناشدات الكثيرة من قبل وزارة الأسرى والصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان لإطلاق سراح الأسري أو تقديم العلاج المناسب له إلا أن إدارة السجن لم تتجاوب مع كل تلك النداءات ، إلى أن تدهورت صحته بشكل كبير مما أدى إلى إصابته بشلل كامل .
وأضافت اللجنة أن الأسير "ابولبدة" واحد من أربعين أسير يقيمون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة ، لصعوبة حالتهم الصحية وحاجتهم الشديدة والدائمة للمتابعة والعلاج ، بسبب الأمراض الخطيرة التي يعانون منها، ولكن هؤلاء الأسرى لم يطرأ اى تحسن على حالتهم الصحية ، والأخطر أن بعضهم قد ساءت حالته بشكل كبير خلال وجوده فيما يسمى كذباً "المستشفى" وما هو إلا قسم للعذاب والمعانة ومحطة لإذلال الأسير المريض وابتزازه ، وقتل نفسيته وتحطيم إرادته بتركه فريشه للأمراض تنهش في جسده الضعيف دون رحمه .
وحذرت اللجنة من سياسة القتل البطئ التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى وسط صمت عالمي مريب ،في الوقت الذي تتدخل فيه المؤسسات الإنسانية وترفع صوتها عالياً لإنقاذ قطة ، ولا تكلف نفسها حتى استنكار ما يجرى لآلاف البشر في سجون الاحتلال .
وأعلنت اللجنة العليا لنصره الأسرى أنها ستقوم مساء اليوم مع نواب شمال قطاع غزة بزيارة تضامنية لمنزل الأسير ابولبده .
من جانبها حملت عائلة الأسير "ابولبدة" سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة والمباشرة عن حياة ابنهم
وأشار الأسير المحرر "اياد ابوشيحه" والذي رافق الأسير أبولبده فترة طويلة في الاعتقال وأطلق سراحه قبل أسبوعين بان الأسير ابولبده يعانى من ظروف قاسية لغاية ،ولا يستطيع أن يقوم بأي أمر لوحدة ، ويحتاج دائماً لزملائه لكي يستطيع ان يقضى حاجته أو يجلس على سريره ، أو يخرج إلى الفورة ، ويعانى من تأثيرات ذلك على نفسيته بشكل كبير ، حيث انه يعيش الأسر والاعتقال مرتين ، مرة بفعل الحرمان من حريته والأخرى بفعل العجز عن الحركة وحاجته المستمرة لغيره لكي يمارس ابسط أمور المعيشة داخل السجن .
وأضاف ابوشيحه ان رفيق دربه "ابولبده" أمضى معظم فترة اعتقاله في مستشفى سجن الرملة ، بحجة العلاج ولكن دون جدوى حيث كان يعود إلى السجن بعد فترة طويلة قضاها في المستشفى وحالته تكون قد ساءت ولم تتحسن .
وأشار الأسير المحرر ان السجون تمتلئ بمئات الأسرى المرضى الذين يتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة إهمال علاجهم ، وليس أدل على ذلك من استشهاد 50 أسيراً نتيجة الإهمال الطبي من أصل 197 أسير ارتقوا منذ عام 1967 .
وطالب ابو شيحه منظمات حقوق الإنسان أن يكون لها دور فاعل في إنقاذ حياة الأسرى المرضى برفع الصوت عالياً أمام المؤسسات الدولية المؤثرة على الساحة الدولية ، قبل أن يخرج الأسرى في توابيت ، ونصبح نعد شهداء بدل أن نعد الأسرى الأحياء .
فيما أكد الأسرى أنهم سيقومون بخطوات احتجاجية تضامناً مع زميلهم الأسير "محمد ابولبده" والذي وصلت حالته الصحية إلى مرحلة حرجة بعد إصابته بالشلل الكامل .