احتج العشرات من النشطاء الشباب تنديدًا بما وصفوه تقاعس الجهات الرسمية إزاء ما يتعرض له مخيم اليرموك من تجويع وحصار مستمر منذ أكثر من 6 اشهر.
واستهجن المحتجون خلال مسيرة توجهت عند مكتب نواب فتح بغزة، ومقر المجلس التشريعي الفلسطيني، ما أسموه بضعف الموقف الرسمي للسلطة ورئيسها محمود عباس ومنظمة التحرير إزاء التحرك الحقيقي لإنهاء الأزمة.
واتهمت الناشطة عروبة عثمان، المنظمة بالتنصل من مسئولياتها تجاه المخيم، وتسعى لتبرير حصاره عبر القاء اللوم على الجماعات المسلحة دون توجيه الاتهام صراحة إلى من تورط فعليًا في تدمير المخيم والزج به بأحداث سوريا الداخلية كتنظيم أحمد جبريل، وفق تعبيرها.
وانتقدت عثمان الأداء الاعلامي لوكالة معا التي قالت إنها تنشر أخبارًا كاذبة حول وجود تنظيم داعش بالمخيم، وفق حديثها.
وقالت عثمان لـ"الرسالة نت"، إن المنظمة تصر على تجويع الفلسطينيين عبر صمتها إزاء الأحداث باليرموك، معتقدة أن الحل السياسي للأزمة يكمن بيد المنظمة.
ونقلت عن نشطاء إغاثيين من المخيم شهادتهم بنفي تعرض الجماعات المسلحة لقوافل المساعدات، متهمين مسلحين القيادة العامة بالتعرض لها عند حاجز "الكابلات" التي تعمدت إدخال المساعدات عبره، دون المدخل الرئيسي للمخيم البعيد عن الثوار.
وقللت من جدوى المواقف التي أطلقها عباس بشأن بعض الحملات الاغاثية، وقالت إنها لا تنفع شيئًا إزاء الأزمة ويتطلب منه مواقف سياسية تنهي الأزمة تمامًا، مؤكدة أن خياره السياسي باستبعاد قضية اللاجئين وتصفيتها عبر "اتفاق الاطار"، أكبر دليل على تورطه بمعاناة اللاجئين باليرموك.
ووافق الكاتب والأديب يسري الغول رأي عثمان، بالإضافة لانتقاده الموقف العربي الرسمي إزاء معاناة اللاجئين، واصفًا في الوقت نفسه الجهد الفلسطيني بـ(المبعثر)، بفعل حالة الانقسام السياسي الداخلي.
وطالب الغول بضرورة تنسيق المواقف الوطنية فورًا، بغرض انقاذ الموقف الإنساني في المخيم، مناشدًا بتقديم يد العون والمساعدة فورًا لأهله المحاصرين.
الناشط محمد أبو حسنة من جهته، طالب بتدخل القوى الفلسطينية على مختلف أطيافها السياسية لحل الأزمة، وإنهاء ما وصفها " بجريمة القرن". مجددًا تأكيده أن الدعم المالي المقدم للمخيم غير كاف.
من جهته وعد أشرف جمعة النائب عن حركة فتح، خلال لقاءه بممثلين عن المحتجين، بتقديم كل ما يلزم لإنهاء معاناة اليرموك، مشيرًا إلى وجود مساعي لإيجاد حل سياسي تنهي المآساة.
ونفى أن تكون السلطة قد قصرت بأي شيء إزاء ما يمكن تقديمه لأهالي المخيم، مؤكدًا في الوقت نفسه أن القضية كبيرة ومعقدة وتتداخل فيها أطراف عدة.
أما حركة حماس فقد أكدّ نائبيها فرج الغول وعبد الرحمن الجمل، أن نصرة أهل المخيم هي قضية دينية وأخلاقية لدى التشريعي، لافتين إلى أن المجلس سيعقد اجتماعًا خاصًا الخميس، بغرض توضيح ما يجري والخروج بتوصيات تسهم في تقديم الحلول لإنهاء الازمة.
وحمّل الغول في حديثه لـ"الرسالة نت"، المجتمع الدولي والعربي المسئولية التامة إزاء ما يتعرض له منكوبو اليرموك، مناديًا منظمة التحرير بضرورة بذل المزيد من الجهد الحقيقي لإنهاء المعاناة الجارية بالمخيم.
ويعاني أهل اليرموك حصارًا خانقًا زاد عن ستة أشهر، ويقول مشارك نازح من مخيم اليرموك مع عائلته إلى غزة، إن من تبقى من أفراد عائلته انتهى الطعام لديهم بالكامل منذ قرابة الأسبوع، وقال إن طفلًا من عائلته غادر الحياة بفعل الجوع.
واستشهد ما يزيد عن 45 مواطنًا من المخيم بفعل الجوع الناتج عن الحصار الخانق حول المخيم، فيما تحاصر قوات النظام وفصائل فلسطينية مواليه له على رأسها القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل المخيم.
بعدسة محمود أبو حصيرة