قائد الطوفان قائد الطوفان

أسير محرر يحذر من انفجار وشيك بـ"ريمون"

أسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)
أسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)

رفح- لمندوبنا

حذر أسير قسامي محرر من انفجار وشيك في معتقل "ريمون" الإسرائيلي على خلفية الاقتحامات وحملات التفتيش المتكررة لغرف الأسرى بعد اكتشافهم كاميرات المراقبة السرية التي وضعها جهاز الشباك داخل حجرات نومهم.

ويؤكد أحمد العثامنة الذي تحرر من سجون الاحتلال مساء الخميس الماضي أن الأسرى في سجن ريمون "يخوضون معركة حقيقية ولن يسمحوا للاحتلال بأن ينتهك خصوصيتهم وسينفجرون في أي لحظة في ظل الهجمة الاستفزازية".

وظل العثامنة يتحدث عن أحوال أقرانه الأسرى لـ"الرسالة نت" من داخل خيمة أقيمت قرب منزل عائلته في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وينبه إلى أن تلك الفضيحة أدت إلى اتخاذ قرار مركزي من قبل "الشاباك" بمهاجمة السجن واستعادة الكاميرات المزروعة التي تم اكتشافها.

ويلفت إلى "أن التفتيشات الوحشية يصحبها تكسير جميع الأجهزة الكهربائية الخاصة بالأسرى وعزلهم في أقسام بعد نقلهم من قسم إلى آخر مكبلين وإجبارهم على التفتيش العاري، وأن صدامات جرت بين الأسرى والقوة المقتحمة".

ورغم ذلك، يقول العثامنة (34 عاماً) إن زملائي الأسرى صامدون أمام ممارسات وحدتي "ميتسادا" و"نخشون" الصهيونيتين المذلة رغم شدة بطشهما خلال عمليات التفتيش والقمع المتواصل في ريمون.

ويضيف قائلاً: "إن الأسرى في ريمون يخضعون لأبشع حملة تفتيش تشهدها المعتقلات حول العالم".

ويوضح أن تلك الكاميرات كانت تنقل كل كبيرة وصغيرة من حجرات الأسرى لجهاز الشباك، "في عمل يدلل على قبح هذا المحتل وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان".

ويشير العثامنة إلى أن سلطات السجون حذرت الأسرى بعد كشفهم لتك الكاميرات بأن كل أسير يتورط بنزع كاميرا سيتم عزله، لكن الأسرى فاجئوهم بنزع كل الكاميرات التي اكتشفوها.

ويشدد على أن الأسرى بمختلف انتماءاتهم متحدون من أجل مواجهة هذا العمل "الحقير"، مندداً في الوقت ذاته بصمت المؤسسات الدولية إزاء هذا العمل.

ويبين الأسير المحرر أن معاناة الأسرى في ريمون تتفاقم كل شتاء لكن كشف كاميرات المراقبة غطى على تلك المعاناة التي يتعمد الاحتلال احداثها.

وينبه إلى أن الأسرى محرومون من وصول الأغطية والملابس الشتوية رغم شدة البرد هذا الشتاء نظراً للإجراءات المتبعة من قبل الاحتلال.

ويوضح العثامنة أن الاحتلال استغل قضية كشف الكاميرات وشدد من إجراءاته بشأن السماح للأسرى بشراء احتياجاتهم في هذا الفصل البارد. 

ويشير إلى أنه رغم تلك الممارسات إلا أن زملائه معنوياتهم مرتفعة وقادرين على الصمود والثبات ومقاومة الاحتلال وسياساتهم، من خلال الصبر والعمل الجماعي الرامي لرفض كل أنواع الخنوع والضعف أمام رغبات المحتل ووسائله التكنولوجية. 

وسجن ريمون مكون من سبعة أقسام ويرزح بداخله حوالي 820 أسيراً.  

والأسير العثامنة آخر أسير فلسطيني اعتقل من على حاجز أبو هولي الشهير وسط قطاع غزة قبل انسحاب الاحتلال من القطاع في خريف العام 2005.

وكان العثامنه عائداً من مدينة غزة إلى مسقط رأسه في مخيم رفح عند اعتقاله في الحادي عشر من كانون ثاني/يناير 2005، وأمضى ثلاثة أيام في حاجز بيت حانون قبل أن ينقل إلى سجن عسقلان حيث خضع لتحقيق قاسي ووجهة له تهمة الانتماء لكتائب القسام.

وأصدرت محكمة "إسرائيلية حكماً بسجن العثامنة تسع سنوات فيما بعد.      

والعثامنة حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بمدينة غزة، وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.

وحول تجربة الأسر يوضح العثامنة أن ما عاشه داخل معتقلات الاحتلال لا يساوي شيئا أمام بطولات مئات الأسرى الذين أفنوا شبابهم خلف القضبان.

لكن العثامنة يشير إلى أنه حاول أن يستفيد من هذه التجربة وظل يحصل على دورات دينية وتربوية إضافة إلى تعلمه اللغة العبرية.  

وكان المئات استقبلوا العثامنة استقبال الأبطال في مخيم رفح إذ أطلقت الألعاب النارية في الهواء ووزعت الحلوى بمناسبة تحرره من سجون الاحتلال.

البث المباشر