لقي ما لا يقل عن خمسة أشخاص مصرعهم وجرح آخرون في تفجير هز اليوم منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وذلك بعيد أيام من تفجير في منطقة الهرمل شرقي البلاد، وسط استنكار ودعوات للتصدي لمثل هذه الأعمال.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الانفجار وقع في حي تجاري مزدحم في المنطقة نفسها التي استهدفت بتفجير انتحاري في الثاني من يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
ونقلت وكالة رويترز عن تلفزيون المنار الناطق بلسان حزب الله قوله إن التفجير تم بواسطة انتحاري كان يقود سيارة، مشيرا إلى أن ألسنة اللهب تصاعدت في مكان الانفجار.
وقد أعلنت جبهة النصرة في لبنان على موقع تويتر تبنيها هذا التفجير الذي هز الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الانفجار تسبب بسقوط خمسة قتلى بينهم سيدتان كانتا قرب المكان، في حين نقل 27 جريحا إلى مستشفى بهمن، بعضهم إصابته طفيفة، بينما نقل الآخرون إلى غرف العناية الفائقة، وسط تواصل عمليات الإسعاف.
وكشف المصدر ذاته عن وجود أشلاء بشرية منتشرة في مكان الانفجار وعلى مسافة كبيرة، مشيرا إلى أن جزءا من العبوة الناسفة لم ينفجر. في المقابل، تحدث الصليب الأحمر عن إصابة 35 شخصا بجروح.
وقال الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أن لبنان كله ضحية التفجير وليس حزب الله وحده، موضحا أن ما يحدث من صراع دامٍ في سوريا يؤثر بشكل سلبي في لبنان المجاور.
وطالب الجميل بـ"استخلاص العبر"، مؤكدا أن تدخل البعض في الشؤون السورية "قاتل"، مطالبا بالتركيز على المصلحة اللبنانية.
من جهته، أدلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتصريح، قال فيه "لم تكد منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت تلملم جراحها من التفجير الإرهابي -الذي وقع فيها قبل فترة قصيرة- حتى استهدفت بتفجير إرهابي جديد أوقع شهداء وجرحى"، بحسب الوكالة اللبنانية الرسمية.
ودعا ميقاتي الأطراف السياسية للاجتماع على طاولة واحدة ليكونوا "على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعانيها".
في السياق ذاته، استنكر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام التفجير، ووصفه بأنه عمل إرهابي، ودعا للرد عليه بـ"تمتين الجبهة الداخلية"، بحسب الوكالة اللبنانية الرسمية.
ويأتي هذا التفجير بعد أيام من تفجير هز منطقة الهرمل بسيارة مفخخة، تبنته "جبهة النصرة في لبنان" الخميس الماضي، قائلة إن الهجوم نفذه أحد المتنمين إليها، وهو التفجير الأول الذي يستهدف المدينة التي تعد من معاقل حزب الله في لبنان.
وأعلنت الجبهة -في بيان نشرته على حسابها الخاص على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي- أن أحد عناصرها نفذ الهجوم ردا على "ما يقوم به حزب الله من جرائم ضد النساء والأطفال في سوريا"، ووصفت الجبهة الحزب بأنه "حزب الشيطان".
يشار إلى أن تفجيرا مماثلا وقع في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية التي تعد معقلا لحزب الله وتبنته كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقد وقع بعد أيام فقط من مقتل الوزير السابق محمد شطح المقرب من زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في تفجير مماثل ببيروت.