الرسالة.نت-وكالات
قال الأسير والقيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد الله البرغوثي المحكوم عليه بـ67 مؤبدا وترفض إسرائيل الإفراج عنه ضمن أي صفقة تبادل محتملة، إنه سيواصل مقاومة المحتل الإسرائيلي حتى تحرير كامل تراب فلسطين. واعتبر ألا حل في مواجهة الاحتلال إلا بأسر المزيد من جنوده.
وخلال جلسة محاكمة امس بمدينة نتسيرت عليت داخل أراضي 48 رفض البرغوثي اقتراح القاضي تعيين محام للدفاع عنه، وأكد بلهجة قاطعة أنه لا يعترف بشرعية القضاء الإسرائيلي وأن الأمر "مضيعة للوقت" ولفت إلى أن سجانيه اقتادوه من سجنه في بئر السبع للمحكمة دون علمه المسبق.
صفقة التبادل
وحمّل القيادي الأسير في تصريحات صحفية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة الإسلامية جلعاد شاليط، مشيرا إلى أنها "لن تنجز قريبا لتعنته وانشغاله بأمور أخرى".
ووفقا للبرغوثي فإن والد شاليط يعلم أن نتنياهو أحبط الصفقة لكنه لا يجرؤ على الإدلاء بذلك، كما أن المفاوض الإسرائيلي حاجاي هداس وقع على القائمة وكذلك حماس لكن نتنياهو تراجع بعد موافقته. وأشار البرغوثي إلى أنه أدرج ثالثا بقائمة الأسرى المطالب بتحريرهم بعد مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
وردا على سؤال عما إذا كان شاليط سيحاكم في محكمة فلسطينية كما حوكم هو بمحكمة إسرائيلية، قال "حينما تقوم الدولة الفلسطينية سنحاكمه وأمثاله وسنحسن مقاضاتهم".
وأشار البرغوثي إلى أن شاليط سيبقى رهن الأسر طالما بقي الأسرى الفلسطينيون رهن الاعتقال الإسرائيلي، واعتبر أن الحل الوحيد لكبح غطرسة الاحتلال هو بأسر المزيد من جنوده، وتابع "أنا مسؤول عن كل كلمة أقولها لست خائفا ولا أرهب غياهب السجون مهما طال الأسر".
والبرغوثي فلسطيني ولد بالكويت عام 1972 ويحمل الجنسية الأردنية، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وقد درس التكنولوجيا في اليابان وكوريا ويعرف بمهندس "القسام" وقد حكم عليه بـ67 مؤبدا، ويقضي عقوبته في سجن بئر السبع.
وقد دخل البرغوثي الضفة الغربية عام 1999 قادما من الأردن بهدف زيارة أقاربه في بيت ريما بمنطقة رام الله، وما لبث أن التحق بالمقاومة الإسلامية.
عزل انفرادي
وبحسب مدير جمعية أصدقاء المعتقل والسجين منير منصور، فإن البرغوثي لم يعرف السجن العادي حيث أودع العزل الانفرادي فور انتهاء التحقيق معه.
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن هناك 14 أسيرا من قادة الكفاح الفلسطيني يكابدون اليوم العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية بشروط غير إنسانية بعضهم منذ سبع سنوات، وذلك بخلاف القوانين والمواثيق الدولية.
وفي موضوع متصل نفى البرغوثي ما زعمه مصعب -نجل القيادي بحماس حسن يوسف- في مقابلة نشرتها هآرتس من أنه سلم البرغوثي للمخابرات الإسرائيلية، وأضاف "من سلمني مدفون تحت الأرض".
وقلل البرغوثي من أهمية مصعب، وأشار إلى أن الذراع العسكري لحماس رفضت تجنيده بعد رسوبه بامتحانات خضع لها. وتابع "المزاعم المنقولة عنه وكأنه أنقذ رئيس إسرائيل شمعون بيريز من محاولة اغتيال خططنا لها محض كذب وافتراء، فهذا لم يكن واردا في حساباتنا وقتها".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت البرغوثي بالخامس من مارس/ آذار 2003 بعد مطاردة استمرت أكثر من عامين. ونسبت له تهما بإعداد المواد المتفجرة التي استخدمت في خمس عمليات تفجيرية في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى قتل فيها ستون إسرائيليا.