اثينا – الرسالة نت
شهدت العاصمة اليونانية أثينا أسبوعا حافلا بالنشاطات الرامية إلى توعية الجمهور اليوناني بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإمكانية تطبيق هذا الحق بعد مرور ستين عاما على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وعلى مدى خمسة أيام التقى ممثلو منظمات حق العودة الذين جاؤوا من أوروبا والشرق الأوسط بقوى سياسية ونقابية وناشطين يونانيين مهتمين بالشأن الفلسطيني.
وشهدت الفعاليات التي بدأت الأربعاء الماضي لقاء جماهيريا عن آخر تطورات القضية الفلسطينية، والإعلان عن إنشاء لجنة حق العودة في اليونان.
وقالت العضو المؤسس في اللجنة ماري شوفاني إن فلسطينيي اليونان يستطيعون أداء دور متميز في التذكير بحق العودة، خاصة أن معظم القوى اليونانية مساندة للشعب الفلسطيني ومهتمة بقضيته بشكل كبير.
وعن نشاطات منظمات حق العودة قال محمد جرادات من مركز "بديل" لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين "لم يعد غريبا أن يجري الكلام عالميا عن حق العودة كحق طبيعي للاجئين الفلسطينيين بعدما كان عرضة للنسيان والشطب، والمرحلة القادمة هي مرحلة كيفية ممارسة هذا الحق عمليا".
الواقع والطموح
وذكر ماجد الصالح من منظمة حق العودة في هولندا أن هذه النشاطات تكتسب أهمية كبرى في الوقت الحالي، حيث يهاجم الاحتلال المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة.واعتبر الصالح أن منظمات حق العودة "لا تعمل فقط على إظهار قضية الشعب الفلسطيني، بل تعمل أيضا ككابح لأي قيادة فلسطينية يمكن أن تتنازل عن حق العودة".
أما إبراهيم الباز من شبكة فلسطين في هولندا فاعتبر أن لجان حق العودة "لم تصل بعد مرحلة التأثير المطلوبة، وأن قوة تلك اللجان مرتبطة بالأوضاع في الداخل الفلسطيني، ورغم أن هناك تطورات مهمة على الساحة الفلسطينية فالواقع ما زال دون مستوى الطموح".
ومن لجنة حق العودة في فرنسا قال وليد عطا الله إن أهم ما تخطط له لجان العودة خلال الفترة القادمة هو تجميع أكبر عدد من فلسطينيي أوروبا بشأن حق العودة، ثم رفع مستوى المطالب السياسية أمام القيادة الفلسطينية خاصة مسألة حق العودة".
وأكد عطا الله رفض لجان العودة مسألة التفاوض على عودة 150 ألف لاجئ فلسطيني فقط، كما أكد أن الحق فردي وأنه لا يحق لأحد إسقاطه أو التنازل عنه.
أطر العمل
أما حسين شاويش من لجنة حق العودة في ألمانيا فقال إنه في الفترة الأخيرة تحتم على الشعب الفلسطيني أن يبحث عن أطر بديلة للعمل على الحفاظ على حق العودة، بدلا من الاعتماد على الإطار القديم وهو المنظمات السياسية الفلسطينية.
وأضاف أن عمل لجنة حق العودة في ألمانيا "صعب جدا بسبب عقدة الهولوكوست الألمانية، وتبني الصحافة الألمانية وجهة النظر الإسرائيلية".
من جانبها ذكرت الحقوقية الفلسطينية المقيمة في سويسرا رانيا ماضي أن الفترة الماضية شهدت تشكيل جبهة من القانونيين المدافعين عن حق العودة.
وأشارت إلى أن ذلك يتضمن "رسالة للرسميين الفلسطينيين بأن تلك الجمعيات لها مكانة معتبرة على الصعيد الدولي، بدليل أن القاضي غولدستون استعان بخبراتها في تقريره الشهير"، مضيفة أن مناصرة حق العودة صار اليوم تيارا شعبيا له صدى واسع ضمن المجتمع الأوروبي.
وسجل منسق مركز حقوق اللاجئين "عائدون" جابر سليمان في لبنان "استمرار الوضع المأساوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان رغم الكلام الإيجابي الذي يطلق مؤخرا بهذا الاتجاه".
واعتبر سليمان أن تعديل القوانين "التي تميز ضد الفلسطينيين ليس بالأمر السهل، حيث يتحول مباشرة إلى موضوع خلاف سياسي بين الفرقاء اللبنانيين"