قائد الطوفان قائد الطوفان

ابعاد نفسية واجتماعية

مقال: الحملة الاعلامية المصرية لتشويه المقاومة

 أ. هشام محمود المدلل
أ. هشام محمود المدلل

بقلم: أ. هشام محمود المدلل

يتعرض شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة الى حملة اعلامية تحريضية تشنها بعض الجهات الاعلامية المصرية, مستخدمة في ذلك معظم اساليب الدعاية الاكثر شيوعا وتأثيرا في الجماهير مثل اسلوب التكرار المستمر لفكرة ما حتى تعتبر جزء من الحقيقة, واسلوب حشد الرأي العام عن طريق إثارة الفزع أو الذعر مثل كشف مخططات مصطنعة ضد الجيش المصري, واسلوب التشويه والشيطنة من خلال نشر الاخبار الملفقة والاكاذيب والافتراءات وفبركة الاحداث واصدار الاتهامات الباطلة كاتهام المقاومة الفلسطينية بقتل الجنود المصريين, والتضليل الاعلامي من خلال اختلاق معلومات خاطئة ونشرها كالتدخل في الشأن المصري الداخلي واقتحام السجون المصرية وتشكيل خلايا عسكرية للمقاومة في سيناء.

ولسان حالهم "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" وكان هذا شعار وزير دعاية هتلر "جوزيف غوبلز", اضافة الى اطلاق اسماء تحث على الكراهية ونبذ المقاومة ورسم صورة سلبية للفلسطيني بوصفه ارهابي ومخرب.

والايحاء للجمهور المصري بان أزمة الوقود في الاسواق المصرية سببه انه يتم تصديره لقطاع غزة, وغيرها من الاساليب الدعائية المغرضة والمحرضة التي تستخدمها الحملة والتي تحمل في ثناياها ابعادا ودلالات نفسية واجتماعية خطيرة على نفسية شرائح واسعة من الشعبين المصري والفلسطيني وخصوصا عامة الناس من ذوي التعليم المتدني ومحدودي الفكر والثقافة والوعي السياسي.

وتؤثر على علاقة الجوار والاخوة بين الشعبين, كما تؤثر ايضا في عقول وأفكار ومشاعر وسلوكيات الجمهور المصري بقصد تغيير مواقفهم تجاه قضيتنا وشعبنا ونضالنا فهي تعمل على تأجيج مشاعر الشعب المصري ضد قطاع غزة وفصائل المقاومة, وتزرع بذور الحقد وتغذي مشاعر الكراهية والغضب بين الشعبين، وتدفع نحو تشديد الحصار على سكان القطاع، عبر الوقيعة بينها وبين الجيش المصري وتشويه المقاومة واستعداء الجيش المصري حتى وصلت في بعض الاحيان لمطالبة الجيش المصري بضرب مواقع للمقاومة في غزة.

وتأتي هذه الحملة في سياق  نزع الشرعية الشعبية عن المقاومة الفلسطينية والتحريض ضدها بين صفوف المصريين الذين يتم اقناعهم بان المقاومة تمتلك ترسانة اسلحة تستخدمها ضد اهداف مصرية وان اهل غزة يهددون الامن القومي المصري وهم الذين ما فتئوا يخرجون في الشوارع دعما للقضية الفلسطينية ولشرعية مقاومة شعبنا للاحتلال في كل حرب او اجتياح يشنه العدو الصهيوني,.

وايضا فيها اعداد وتهيئة نفسية للشارع المصري لتقبل أي اجراء عسكري او امني او سياسي تقوم به سلطة الانقلاب تجاه قطاع غزة,  لاسيما وان المصريين في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظراً لحالة القلق والتوتر العام التي تسود الشارع المصري.

وبرغم ما لدى شعبنا الفلسطيني من عوامل وقاية وصمود ومناعة على الصعيد الإيماني والامني والنفسي امام كل الحروب النفسية والشائعات التي يروجها العدو الصهيوني طوال سنوات الاحتلال الا ان الحملة الاعلامية المصرية تؤثر سلبا على الحالة النفسية والروح المعنوية لأبناء شعبنا الذي كان يعول على الثورة المصرية كثيرا وينتظر من مصر خاصة ومن الامة العربية عامة دورا اكبر واكثر فاعلية في فك الحصار قبل ان يتحول هذا الدور الى متآمر على قضيتهم وشريك في حصارهم.

ويصدق فيهم قول الشاعر: وظلم ذوي القربى اشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند, وايضا تسهم الحملة في خلخلة معاني ومفاهيم القومية والعروبة داخل عقل الانسان الفلسطيني الذي دائما يردد بان مصر هي العمق الاستراتيجي لشعبنا وقضيتنا وأن غزة كانت وما زالت تمثل خط الدفاع الاول لمصر وامنها القومي.

لذلك نرى ان الحملة تزيد من قلق الفلسطيني وخوفه على مستقبله فأي دعم يتوقعه واي موقف ينتظره من الجانب المصري في حال اقدم الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذ عملية هجوم او اجتياح او حرب جديدة على غزة هل سيفتح الحدود والمعبر لاستقبال الجرحى والمصابين ؟! ام سيرسل قوافل المساعدات والاغاثة ؟! ام سيكون شريكا ام حياديا ؟!.

كل تلك الافكار وغيرها تجول في عقل الفلسطيني فتزيده قلقا على مستقبله واحباطا من واقعه, وتارة أخرى يشيعوا في وسائل الاعلام بانهم يقصدون حركة حماس خاصة وليس الشعب الفلسطيني عامة فتجدهم يرددون عبارات خلايا حماس ومخربو حماس وذلك لتوسيع الهوة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد وخلق حواجز نفسية شعورية بين حماس وجمهورها الفلسطيني لتوجيه سخط الشارع الى حركة حماس.

وتقليلا للآثار النفسية والاجتماعية لهذه الحملة يتوجب على وسائل الاعلام الفلسطينية بلورة حملة اعلامية مضادة تخاطب الرأي العام المصري والعربي وترد على الاتهامات بالحقائق والمنطق والتزويد بالمعلومة الصادقة وتفنيد الاكاذيب بالحجة والبرهان وتصيغ خطاب اعلامي هادف متزن وموجه يعمل على كسب الثقة والتأثير الايجابي في الآخرين, لما للإعلام من دور هام في تكوين الوعي الاجتماعي لدى أفراد المجتمع، وتشكيل اتجاهاتهم وميولهم ورغباتهم وحتى سلوكهم تجاه الآخرين.

وايضا يجب التزام لغة الحوار البناء والنقد الملتزم والفكر المتنور والاقناع والبعد عن الجدل والسب والشتم وتجريح الاشخاص والهيئات والتركيز على عمق الروابط الاجتماعية والتاريخية والثقافية التي تربطنا بأرض الكنانة وشعبها الكريم وجندها الميامين حتى تصل رسالتنا الاعلامية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.

 

 

 

البث المباشر