قائد الطوفان قائد الطوفان

في الذكرى الحادية عشرة لرحيل المقادمة

رحل مفكر فلسطين وبقيت أعماله تروي جهاده

ابراهيم المقادمة
ابراهيم المقادمة

الرسالة نت – مها شهوان

أحد عشر عاما مرت على رحيل "مفكر فلسطين" القيادي في حركة حماس إبراهيم المقادمة ، تاركا وراءه مجاهدين كثر تربوا على يديه فدربهم على القتال وحمل السلاح والدفاع عن الوطن.

السيرة الذاتية لشهيدنا الراحل احتوت على الكثير من المواقف التي صقلت شخصيته وجعلته قدوة للأجيال ، فهو انضم إلى حركة الإخوان المسلمين في شبابه أثناء الدراسة الجامعية إلى أن أصبح من المقربين إلى مؤسس حركة حماس أحمد ياسين وأحد قادة الحركة.

وتميز القيادي المقادمة بعقلية مفكرة ونظرة استراتيجية فقد شكل أهم أعمدة الجهاز العسكري للحركة وأمد مقاتلي الحركة بالأسلحة ، لكنه اعتقل عام 1984 للمرة الأولى بتهمة إنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثمان سنوات قضاها في باستيلات الاحتلال (مقابر جماعية للمجاهدين داخل السجون).

وبعد الإفراج عنه اعتقلته السلطات الفلسطينية سنة 1996  بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري لحركة حماس في غزة وأطلقته بعد ثلاث سنوات بعدما تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب ، كما وعاودت أجهزة الأمن اعتقاله أكثر من مرة بعدها .

كان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذًا بالاحتياطيات الأمنية فهو قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدم أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يستبدل السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة.

المقادمة كان من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع "إسرائيل" سيؤدي إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم والمقاومة السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وان كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني.

ولقب المقادمة بمفكر فلسطين ، لاسيما وانه كان نشط في الفترة الاخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس وكان يلقي الدروس الدينية والسياسية والحركية، خاصة بين شباب حركة حماس والجامعيين وكان له حضور كبير.

لم يرحل المقادمة دون أن يترك بصمة له في الكتابة، وألف العديد من الكتب التي كان أبرزها "معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين والصراع السكاني في فلسطين".

يذكر أن المقادمة ولد في عام 1950 في "بيت دراس "بعد أن هاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 48، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء.

ورغم محاولات الاحتلال التي باءت بالفشل مرات عدة لاغتياله إلا أنها تمكنت من اصطياده صباح الثامن من اذار 2003 مما أدى إلى استشهاده ومعه ثلاثة من مرافقيه .

رحيله لم ينساه مقاومي حركة حماس فقد خلدوا ذكراه حينما أطلقوا صاروخا محلي الصنع على اسمه "M75" حيث أن الحرف يعني مقادمة، فهو الصاروخ الذي قصفت فيه كتائب القسام مقر الكنيست الاسرائيلي بمدينتي القدس وتل الربيع .

 

البث المباشر