من المسئول عن موت علي قنن؟ شاب في ريعان الشباب, اختطفته يد المنون فجأة وصدم لفراقه كل من عرفه في مدينة خانيونس.
ومع إيماننا الكامل بأن لكل أجل كتاب, لكن ذلك لا يمنع أن نفهم كيف ولماذا توفي بهذه الطريقة؟ فقد تم الإعلان عن ثلاثة من المشتبه بهم بارتكاب الجريمة منذ دخوله المستشفى وحتى ووري الثرى.
المتهم الأول: الزائدة الدودية, وبحسب تحقيقات حقوقية وطبية وإفادة ذوي الضحية, فقد اختبأت هذه الزائدة في مكان ملاصق للكبد، خلافاً للمعتاد بوجودها في أسفل البطن, ولأن التشخيص الطبي كشف عن التهابها فقد تم استئصالها في عملية استمرت ساعتين ونصف.
تدهورت حالة علي بعد العملية, وعلى مدار ثلاثة أيام ما دفع فريق الدفاع عن الزائدة المطالبة ببراءتها من جريمة القتل, واتجهت كل الدلائل نحو مشتبه آخر.
المتهم الثاني القولون: تشخيص جديد للأطباء على إثره تقرر إجراء جراحة أخرى في القولون بسبب وجود انسداد في الأمعاء، حيث استؤصل جزء منه في عملية استمرت 6 ساعات, خرج بعدها طبيب يحمل بيده دليل الجريمة, وهي قطعة من القولون, مؤكدا أنه ألقي القبض عليها متلبسة بحالة تعفن, وبناء عليه تركزت دوافع الجريمة حتى الآن في الأسباب التالية: الالتهاب, الانسداد, وأخيرا التعفن, وطمئن الفريق الطبي المعالج ذوي الضحية بأنه تم التخلص من المجرم الذي يقف خلف آلام وأوجاع علي, لكن في اليوم التالي كانت الصدمة..
مات علي يا ناس, مات علي يا خانيونس, تاركا خلفه لغزا محيرا.. من القاتل؟
وهكذا, تغير اتجاه تحقيقات الفريق المعالج في آخر تقرير طبي, مشيرا الى أن متهما جديدا ظهر وهو من تمكن من الإجهاز على ضحيته, بسبب انسداد في الأوردة الرئوية المؤدية إلى الرئتين والقلب, وهو المتهم الثالث, "الذي لبسته القضية" كما جاء في سبب الوفاة النهائي لإدارة المستشفى.
ولكن القضية تعقدت, وأصبحنا في حيرة من أمرنا, من المسئول عن موت علي الزائدة أم القولون أم الرئتين والقلب؟, أم هناك متهم لم يتم كشفه بعد؟, كما يحدث في الأفلام البوليسية الأجنبية, حيث تظهر طوال الفلم أدلة وعلامات ضد متهمين نظن أنهم من ارتكب الجريمة, وفجأة وفي نهاية الفلم يفاجئنا المخرج بالمجرم الحقيقي.. ونكتشف أن المحقق في القضية هو نفسه القاتل... هذا في الفلم البوليسي طبعا.