رغم شراهة التنسيق الأمني الذي بات سيفا مسلطا على جميع رقاب الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من أجل حماية أمن المستوطن (الإسرائيلي) الا ان حكاية المقاوم الثائر ببندقيته والموشح بلون الدم قد بدأت تعود إلى الواجهة من جديد.
واستشهد السبت الماضي ثلاثة شبان في مخيم جنين شمال الضفة المحتلة، بينهم المطارد القسامي حمزة أبو الهيجا (22 عاما) خلال اشتباك عنيف مع الاحتلال.
انتفاضة ثالثة
القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" حسام بدران توقع اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة بسبب فشل المفاوضات وتواصل التنسيق الامني بين السلطة والاحتلال والذي تسبب في استشهاد واعتقال العشرات.
وقال بدران في تصريح خاص بــ"الرسالة نت" إن "المشهد بالضفة سيفاجئ كل المراهنين على فشل المقاومة، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني لن يحرم وسائله في التخلص من الاحتلال وانهاء عدوانه.
أما الدكتور محسن صالح رئيس مركز الزيتونة للأبحاث من بيروت، فقال بدوره إن "المقاومة في الضفة الغربية بدأت تستعيد حيويتها من جديد على أنقاض مشروع المفاوضات الذي بدأ يتهاوى باعتراف أصحابه".
وعزا صالح لـ"الرسالة نت" أسباب تعزيز مكانة المقاومة في نفوس الفلسطينيين الى فشل المفاوضات بين السلطة (إسرائيل).
واكد على قدرة المقاومة تجاوز المرحلة الراهنة ورسم مرحلة جديدة ومختلفة عما هي عليه اليوم تكون فيها صاحبة الكلمة والقرار".
لن تستسلم
وكان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو قد أعرب عن قلقه الكبير إثر تصاعد عمليات المقاومة في الضفة ، في حين أقر جهاز الشاباك أن الاحتلال بات يواجه صعوبة في عمليات ملاحقة المقاومين، مشيرًا إلى ارتفاع عدد العمليات الاستشهادية بنحو 13% خلال شهر ديسمبر.
وفي السياق أكدّ القيادي في حماس نايف الرجوب أن المقاومة في الضفة لن تستسلم وستتمكن من ارباك كل حسابات الاحتلال والمراهنين معه على اسقاطها.
في حين قال صالح ان محاولات البعض إسقاط حركة حماس سينتج عنها مسارات لن تتوقعها الأطراف المتآمرة على القضية الفلسطينية.
اما الدكتور محمد صوالحة المحلل السياسي والخبير في الشئون الفلسطينية من لندن فاعتبر ما تشهده الضفة الغربية من تصاعد عمليات المقاومة ردا طبيعيا على كل المحاولات الهادفة لتصفية القضية.
واوضح صوالحة لـ"الرسالة نت" إن الشعب الفلسطيني بدأ يستعد زخمه بعد أن اختار مواجهة الاحتلال بكل السبل.
ورأى أن موقف السلطة لن يغير من بوصلة الشعب وقراراته، لا سيما في ضوء ما قدمته المفاوضات من غطاء لـ(إسرائيل) كي تستمر في تغيير الواقع الديمغرافي - السكاني-، والطبوغرافي - جغرافيا الضفة- عبر زيادة الاستيطان.
وسجل العام الماضي ارتفاعًا قياسيًا لعدد المستوطنات التي زاد فيها البناء إلى نسبة 123%، فيما زاد عدد المستوطنين بداخلها لـ3376 في مدينة القدس، وفق تقرير لدائرة الإحصاء(الإسرائيلية).
الظروف الميدانية
وخلال الاشهر الماضية، اعتقلت (إسرائيل) اكثر من 1000 مواطن من مدن الضفة الغربية المحتلة، في المقابل تصاعدت هجمات السلطة ضد المقاومة وخاصة حركة حماس حيث اعتقلت المئات من عناصرها.
الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في هذا السياق اعتبر التنسيق الأمني بمنزلة خيانة وطنية وطعنة في خاصرة المقاومة التي تحاول العودة من جديد، قائلا: "السلطة تشرعن عمليات تصفية المقاومة من خلال ذلك التنسيق".
وشدد عدنان في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" على قدرة المقاومة تجاوز كل المحن التي تمر بها في الضفة.
بينما قال القائد في حماس نزيه أبو عون أن سلطة رام الله تسعى بكل ما تملك لاجتثاث مشروع المقاومة بالضفة، عادًا هذا المشروع بمنزلة حياة أو موت لها، وفق تعبيره.
وأكدّ أبو عون أن السلطة حولت الضفة المحتلة إلى شركة خاصة لأبنائها، فيما تمارس الحرمان الوظيفي على أبناء حماس وتجعله حكرًا خاصًا لها ومن يدور في فلكها.
وتتعرض حماس لحملة شرسة من جانب السلطة التي تمضي قدمًا في مسارات سياسية وتتهمها الفصائل السياسية بالتنازل عن القضية الفلسطينية من خلالها.