رغم الحديث عن المصالحة

"فتح" تدير حرباً خفية على حماس

الرسالة نت - رامي خريس

أعاد اعتقال المجاهد ماهر عودة في الضفة الحديث عن التنسيق الأمني إلى الواجهة من جديد ، حيث لا يشك اثنان أن اعتقال عودة جاء ثمرةًً مباشرة أو غير مباشرة للتعاون الجاد من أجهزة أمن السلطة التي يشرف عليها الجنرال الأمريكي كيث دايتون مع أجهزة أمن الاحتلال واستخباراته.

ويحقق التنسيق الأمني لسلطة فتح في الضفة على ما يبدو سبيلاً لإضعاف حركة حماس ، فالعمل مع الإسرائيليين لا يعد فقط طريقاً للالتزام بـ"خارطة الطريق" التي يجري تنفيذها من طرف السلطة في الضفة التي لا تزال تدرس كافة الوسائل التي تحارب فيها حركة حماس ومن بينها الحرب الإعلامية التي تشنها عبر قناة التلفزيون التي تحمل شارة "فلسطين" والصحف الموالية لها فضلاً عن مواقع الانترنت التي تكثف من إطلاق الإشاعات التي تستهدف الحكومة الفلسطينية في غزة .

حرب

وفي الوقت الذي يتحدث فيه بعض قادة "فتح" عن المصالحة ينهمك آخرون في إدارة الحرب على حركة حماس في الضفة الغربية وفي قطاع غزة ، ففي الأولى لا تزال حملات الاعتقال مستمرة لقادة حماس وعناصرها ، كما أن التضييق الأمني يطال آخرين من "المطلوبين" لقوات الاحتلال فيضطروا للتحرك من منطقة لمنطقة وقد يلجئون لمناطق أقل أمناً.

واستطاعوا بهذا أن يسلموا للمخابرات الإسرائيلية أكثر من "مطلوب" في الضفة وفعلوا ذلك أيضاً بأساليب أخرى قد لا تكون معلومة الآن.

ولا تحصى الإجراءات التي تبذلها سلطة فتح في الضفة للحد من قدرة حماس على "النهوض من جديد" بعد سلسلة الضربات التي تلقتها بشكل مباشر من أجهزة السلطة في الضفة أو بشكل غير مباشر عبر التنسيق الأمني غير المنقطع .

غزة

     وتعتبر غزة هدفاً رئيسياً لقادة فتح لاسيما الذين هربوا قبل الحسم وبعده ، فنفوسهم لا تزال تحمل كثيراً من "السواد" ، ويحاولون بكل الوسائل محاربة حماس والحكومة في غزة ، فالمعلومات تشير إلى إنشائهم غرفة عمليات لإدارة تلك الحرب تعمل على عدة مستويات ، فالحرب الإعلامية تتولاها مفوضية الإعلام والثقافة التي يقودها عضو اللجنة المركزية محمد دحلان الذي تعرض لهجوم كبير مؤخراً من وزير الداخلية فتحي حماد الذي اتهمه  بالوقوف وراء حملة تشويه ضد قيادات من حماس عبر بث الشائعات .

وتستمر العمليات الهجومية على صعد أخرى حتى وصل الأمر بجمال نزال عضو المجلس الثوري لفتح من استخدام حماس للعامل الديمغرافي ، وقال في هذا الصدد :" ان أعضاء حماس يجمعون بكثرة بين الزوجات, وهذا ينعكس على الإنجاب, ولديهم نزعة لإجهاض الجنين الأنثى, مما يعني أن ذريتهم في الأغلب من الذكور. يضاف إلى ذلك أن الآباء في حماس لا يزوجون بناتهم للفتحاويين, وأما الفتحاويون فمنفتحون بالمعنى السلبي ولا يمانعون تزويج بناتهم من شباب ملتحين (..) من حماس . وما ينجم عن ذلك هو خسارة بنت فتحاوية وتكليفها بإنشاء أسرة خضراء ".

ومن الواضح ان هذه دعوة للفتحاويين لعدم تزويج بناتهم لأي شاب من حماس أو حتى ملتزم صاحب لحية .

فإذا وصل الأمر بقادة فتح للمطالبة بالتفسخ الاجتماعي ، فكيف يمكن أن تتحقق المصالحة على قواعد سياسية .

ما تكشفه تصريحات قادة فتح يكشف عن ما يدور في نفوسهم التي لا تزال ترى في حماس عدواً يجب محاربته ، وهو ما يدفع بالكثيرين للاعتقاد بان طريق المصالحة الحقيقية  لا يزال طويلاً ، بالرغم من الحديث المتكرر في وسائل الإعلام عن الحرص على تحقيق الوحدة .

 

البث المباشر