قائد الطوفان قائد الطوفان

مع اقتراب نهاية حولة المفاوضات

ماذا لو انهارت السلطة؟

محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية )
محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية )

الرسالة نت – أحمد طلبة

عمود جديد قد يسقط من بيت السلطة في الضفة المحتلة مع نهاية أبريل/نيسان الجاري، وهو الموعد المحدد لنهاية جولة المفاوضات الحالية مع (إسرائيل), والتي لم تثمر شيئًا.

خيار انهيار السلطة ربما يلوح في الأفق مجددًا، لا سيما بعد أن فقد الشارع الفلسطيني الثقة في المفاوض والاجتماعات التي تخدم (إسرائيل) على حساب الحقوق الفلسطينية.

استمرار فشل لقاءات السلطة و(إسرائيل) دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التلويح باللجوء إلى الأمم المتحدة وحل السلطة, في ظل تعنّت الاحتلال واصراره على زيادة النشاط الاستيطاني.

المحلل السياسي عبد الستار قاسم يقول إن بقاء السلطة أو انهيارها في ظل الوقت الراهن أو خلال الفترة المقبلة، مسألة تحددها كلا من (إسرائيل) وأمريكا، وهي مرتبطة بالعنصر المادي.

ووجود السلطة يعني استمرار التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وتوفير مزيد من الأمن على المستوطنات واليهود، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال إبقاء السلطة، ودفع مزيد من الأموال لها.

"

قاسم: اتحاد حماس والجهاد وتعزيز نشاطهما بالضفة سيسرّع في انهيار السلطة

"

ويتفق المحلل السياسي هاني البسوس جزئيًا مع قاسم، فيقول إن انهيار السلطة وارد في أي لحظة، أمام الظروف الموجودة حاليًا سواء المالية أو السياسية، أو حتى في ظل التجاوزات (الاسرائيلية).

لكن البسوس يشير في المقابل إلى وجود عوامل تدفع باتجاه بقاء السلطة بشكل قوي جدا، ولا يمكن حلها ولا انهيارها، لأن هناك موازنة ما بين مصالح بقاء السلطة وما بين انهيارها.

ويوضح أن السلطة تشكل عاملًا مهمًا للحفاظ على أمن المستوطنات في الضفة، وفي حال انهارت فإن (اسرائيل) ستواجه الفلسطينيين من ناحية أمنية وستتحمل التبعات الاقتصادية.

ويرى قاسم أنه في حال انهارت السلطة فإن حماس ستكون جاهزة للسيطرة على الوضع في الضفة وإداراتها بصورة جيدة، كما أنها قادرة على أن تجمّع نفسها وحركة الجهاد. وقال: "إن اتحاد حماس والجهاد وتعزيز نشاطهما هناك، سيسرّع في اضعاف السلطة وانهيارها".

وقد يصب النشاط الأمني الذي ظهر مؤخرًا في مصلحة حماس، لكن قاسم يرى أنه لن يؤثر في السلطة، وذلك يرجع إلى ضعف وانخفاض مستواه من جهة، وسيطرة السلطة على باقي الفصائل من جهة أخرى.

ويتفق البسوس مع قاسم، في أن صور المقاومة الحالية بالضفة من الصعب جدًا أن تساعد في انهيار السلطة، رغم محدودية أعمال المقاومة فإن السلطة تعمل من خلال أجهزتها مدعومة من الاحتلال.

ولكى تنجح حماس في إدارة الضفة بصورة ناجحة لا بد من توفير الدعم المادي الذي هو سبب بقاء السلطة حتى اللحظة بأمر (إسرائيلي)، وإذا استطاعت حماس تدبير الأموال بسرعة فستنجح بذلك. وفق قاسم.

وإذا وفرت حماس رواتب لنحو 170 ألف موظف فإنهم سيصنعون حالة من الاستقرار، وهو ما تحتاجه الحركة المقاوِمة لبدء إدارة الضفة بصورة صحيحة، ويتبقى عليها عقبة سماح (إسرائيل) بإدخال الأموال.

"

البسوس: انهيار السلطة وارد في أي لحظة، أمام التحديات الموجودة حاليًا

"

ويرى البسوس أن إستفادة حماس وفصائل المقاومة من انهيار السلطة يتمثل في مجابهة الاحتلال، وبالتالي فإن حماس ستنجح في إدارة الضفة بالتنسيق مع باقي القوى الوطنية.

هذا في الضفة، أما في غزة فيشير قاسم إلى أن حسنة انهيار السلطة التي ستضاف إلى رصيد حماس، تتمثل في زيادة شعبيتها، لأن نسبة من المواطنين في غزة يؤيدون السلطة سيجدون أنفسهم في وضع حرج.

أما البسوس فيجد أن فشل المفاوضات يبرهن مجددًا أن المقاومة هي السبيل المطروح والوحيد لاستراد الحق الفلسطيني وهو ما تسلكه حماس في غزة، وسيعزز من وجودها ومكانتها لدى المواطنين في الشارع الغزّي.

البث المباشر