بقلم : مصطفى الصوف
طالعتنا صحيفة فلسطين أمس أن الاتحاد المصري لكرة القدم أجل مباراة منتخبه القومي مع منتخب فلسطين الكروي والتي كان مقررا لها هذا الشهر، وعزا الاتحاد المصري هذا التأجيل غير المسمى له أجل إلى سوء الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بغض النظر عن أسباب التأجيل أو الإلغاء لهذه المباراة التي كانت بدعوى من رئيس التحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، إلا أن قرار التأجيل قرارا سليما وفي مكانه الصحيح، وإن كان الأصل أن يرفض الطلب الفلسطيني غير المسئول من قبل الجانب المصري، لأنه لا يعقل أن تقام مباراة بين فريقين قوميين عربيين تحت حراب الاحتلال، وفي ظل عمليات التهويد الإسرائيلية للقدس والمقدسات، وفي ظل جرائم الاحتلال المتواصلة، الأمر الذي لا يليق بمصر القيام به، خاصة أن الجانب الفلسطيني الذي وجه الدعوة لا يقدر الأمور، ويتساوق مع الاحتلال، ويظن أن هذا فيه ما يخدم القدس، وهو يعلم أن تلك الدعوة مشبوة وتخدم الاحتلال الإسرائيلي وهي ضد مصالح الشعب الفلسطيني وفيها كسر لحالة الكراهية لهذا العدو الغاصب، تقديرات الرجوب ومن يدفعه نحو هذه الخطوات المرفوضة خاطئة؛ لأنها خطوات تؤدي إلى التطبيع الشعبي مع الاحتلال الإسرائيلي، وكأننا ندفع العرب دفعا إلى التطبيع ونكون نحن الوسطاء والجسور التي يمرون عليها.
لقد أثارت فكرة مشاركة المنتخب المصري، وسفره إلى القدس المحتلة، وحصوله على تأشيرات إسرائيلية للدخول، سواء كانت على جوازات السفر الرسمية، أو على أوراق خارجية انتقادات واسعة بين علماء الدين والمفكرين والسياسيين المصريين والعرب، وكان الاتجاه العام رفض هذه المشاركة، واعتبارها جريمة بحق فلسطين والمقدسات ونوع من التطبيع المجاني مع العدو الإسرائيلي، ومكافأة له على جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني، ومن أيد هذه المباراة هم أتباع السلاطين من كتاب أو مستوزرين.
قرار المشاركة مع الأسف قرارا سياسيا، هذا ما اقره رئيس وأعضاء اتحاد الكرة المصرية، من خلال تصريحاتهم الصحفية المختلفة ولا يملكون قبول أو رفض الأمر طالما أن من يقف خلفه قرارا سياسيا اتخذ على أعلى المستويات، وان قرار المشاركة ليس قرارا رياضيا، وان الاتحاد المصري لم يستشر ولم يعلم إلا بعد صدور القرار من الجهات السياسية، رغم أن هناك رفض من البعض على هذه المشاركة، ولكن لا أحد يمكن له الرفض؛ إلا أمثال محمد أبو تريكة الذي يرفض زيارة القدس إلا وهي محررة من الاحتلال الإسرائيلي.
زيارة القدس من قبل العرب المسلمين والمسيحيين في ظل الاحتلال مسألة مرفوضة، الأب شنودة راعي الكنيسة القبطية يرفض السماح للمسيحيين بالذهاب إلى القدس لأداء طقوسهم الدينية في ظل الاحتلال، ويعتبر ذلك مخالفا لتعليمات الرب، ويرى أن اليهود غاصبين وقتلة ومجرمين، وهيئة علماء الأزهر أيضا ترفض أن تتم زيارة القدس للصلاة أو غيرها في ظل الاحتلال الإسرائيلي ويدعون كافة المصريين والمسلمين بعدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، أو يتقدمون بطلب زيارتها من المحتل، ويطالبون بتأجيل ذلك حتى تكون القدس تحت سيطرة فلسطينية ودخولها عبر تأشيرة فلسطينية.
ونحن بدورنا نطالب كل العرب والمسلمين أن لا يستجيبوا لمثل تلك الدعوات من بعض الفلسطينيين لزيارة القدس لأي سبب من الأسباب، لان دافع بعض الفلسطينيين هو مصالح شخصية لا تخدم الحق الفلسطيني، نحن ندعو العرب والمسلمين أن يدخلوا القدس فاتحين محررين لها من الاحتلال، واقفين إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته لهذا الاحتلال، لا أن يدخلوها مطبعين وخانعين لهذا العدو المجرم.