تزايدت الأنباء في الفترة الأخيرة حول اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على إتمام صفقة تبادل الأسرى، التي يُطلق من خلالها سراح الجندي "جلعاد شاليط" مقابل أسرى فلسطينيين.
ومع تضارب الأنباء حول التقدم في إتمام الصفقة من عدمه.. يوضح المحلل السياسي "بنحاس عنبري" أن الفرق السياسي بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة الليكود وبين الحكومة برئاسة كاديما، هو أن أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية كان حليفا لأولمرت وليفني، لكنه ليس حليفا لنتنياهو.
وقال: "معنى الأمر أن الحكومة برئاسة الليكود تهتم أقل بمشاعر أبو مازن إن وُجِد أصلا أي اهتمام، بينما الحكومة السابقة خشيت بأن أي ارتفاع في نفوذ حماس سيكون على حساب موقف أبو مازن".
وأضاف "إن اعتبار كهذا غير موجود الآن، وعليه بينما كان التفكير بحق أو بالخطأ بأن رئيس الحكومة السابق أولمرت أجّل تنفيذ الصفقة إلى أن تتقدم المحادثات مع أبو مازن، لكن اليوم لا توجد مفاوضات، ولا يتوقع أحد تقدم في المفاوضات، لذلك هذا الجانب السياسي انفصل عن اعتبارات الصفقة".
واعتبر ان انضمام ألمانيا لجهود الوساطة، له أهمية كبيرة من وِجهة نظر حماس، زاعما أن الحركة تلهث بقوة خلف أوروبا، وتتصل بشكل شبه يومي مع ألمانيا.
ولفت إلى أنه من الضروري لحماس أن تقدّم انجازا لألمانيا، لأن الأمر سيقدم ويعزز موقفها في أوروبا، منوها إلى أن العلاقات مع مصر معقدة وعدائية، مدعيا أن إحدى المشكلات كانت بأن حماس لا تريد منح الإنجاز لمصر.
وقال: "حتى الآن بقيت مشاكل صعبة، ويجب أن نأمل بأن تجد المفاوضات لها حلا، لكن ليس هناك أي معلومة عن ذلك، لأن حماس تصر على إطلاق سراح (مخربين) خطيرين جدا، وإسرائيل تعارض الإفراج عنهم، ومن غير المعلوم إلى أي مدى وصلت التسوية على أسماء الأسرى".
وأكد المحلل السياسي على أن إسرائيل لم تُرِد إعادة أسرى الضفة الغربية إلى بيوتهم وطالبت بطردهم، إلا أن حماس ترفض ذلك، مشيرا إلى أنه من غير الواضح هل توصلوا إلى أي حل وسط بهذا الشأن؟.
وأشار إلى أن حماس تريد أيضا الإفراج عن أسرى من عرب الداخل، في ظل معارضة إسرائيلية لهذا الأمر، وأضاف "من غير الواضح إلى أين وصلوا في هذه المسألة؟".
وأوضح أن الظروف السياسية الجديدة التي فصلت السلطة الفلسطينية في رام الله عن الحكومة الإسرائيلية، خففت من الناحية السياسية على إسرائيل وعلى حماس للتوصل إلى اتفاق.
واعتبر المحلل "عنبري" أن الوساطة الألمانية تخفف على حماس أكثر من الوساطة المصرية، وأضاف "مع هذا سقف المطالب العالي لحماس بقي عقبة جدية أمام اتمام الصفقة".
ترجمة عكا